الـتـجـويــدُ

التجويدُ فى لغةِ العرب هو التحسين ، جود الشىءَ معناه حَسَّنَهُ جعَلَه على حالٍ حسنة.

واصطلاحاً : إخراجُ كلِّ حرفٍ من مخرَجِهِ، مِنْ غَيْرِ إصرَافٍ و لا تَفْرِيطٍ و لا تَعَسُّفٍ ولا تَكَلُّف بل كما ينبغى أن يُلْفَظَ الحرف من غيرِ زيادَةِ تشديد فى غير موضعه و لا تراخى فى غير موضعه بل يُلْفَظُ الحرفُ كما ينبغى ، و إعطاءُ الحروفَ حَقَّهَا ومُسْتَحَقَّهَا - إعطاء الحروف الصفات اللازمة لها وما ينشَأُ عن هذه الصفات من ترقيقٍ وتفخيمٍ وما شابه ذلك كترقيق المُسْتَفِل وتفخيم المستعلِى... - . 

وتعلُّمُ أحكامِ التجويدِ فرض كفاية ، أما قراءةُ الفاتحةِ صحيحةً فلا بد أن يأتى بها كلُّ إنسانِ لتصحَ صلاتُهُ. وطريقُه يعنى كيف يُتَعَلَّم التجويد ؟ كيف تتعلم إخراجَ الحروف من مخارجها صحيحةً ؟، طريقُ ذلك الأخذُ من أفواهِ المشايخ القادرين والمؤهلين ، و هذا يَحْتَاجُ إلى أن يَتَعَلَّم القارِئُ : - مخارجَ الحروف وصفات الحروف ؟

          - و أين يَحْسُنُ الوقف عند القراءة وأين يستمر؟

          - و أن يعرف كيف تقرأ الكلمات بحسب كتابة المصحف؟

          - .... 

ولا يُكتفَى لتعلم هذا العلم بمجرد القراءة فى كتب التجويد ، و لا بمجرد القراءة فى المصحفِ من غير الأخذ على المشايخ ، إِذِ العلمُ لا يؤخذ إلا بالتلقى ممن جمع بين المعرفة والعدالة، وقد قال رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم: [إنما العلم بالتعلم] رواه الطبرانىّ.

وذكر بعضُ السلف أن من يكتفى بالمطالعة فى الكتب يقال له صحفى ولا يقال له عالم لأنه لم يتلقَ من أهل العلمِ ، وأنَّ الذى يكتفي بالنظر فى المصحف ليقرأ من غير أن يكون أخذ ذلك عن المشايخ يقال له مُصْحَفِى ولا يقال له قارئ ولا مقرئ ( لا يقال له عالم فى قراءة القرآن الكريم ).

ورتبةُ هذا العلم أنه من أشرف العلوم لأنه متعلقٌ بكتاب الله عز وجل و بحديث الرسول صلّى الله عليه وسلم ، لأن العلماءَ قالوا شىءٌ حَسَنٌ مراعاةِ أحكامِ التجويد فى قراءة القرآن الكريم وفى ذكر أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. واستمدادُه - من أين أُخذ هذا العلم - من القراءة التى تلقاها الخلف عن السلف التى تلقاه المسلمونَ جيلاً عن جيل حتى يصلَ الأمرُ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

وغايَتُهُ صَوْنُ اللسانِ عن الخطأ فى القرآنِ الكريم.

وفضلُهُ أنه يُعَلّمُ التلاوة على الوجه الذى أُنْزِلَ به الكتاب .

وفائدَتُهُ عظيمُ الثواب لمن أَخْلَصَ وشرفُ الدنيا والآخرة.

وأما كلمةُ الترتيلِ فهى فى اللغة مصدرٌ من رَتَّلَ فلانٌ يُرَتِـّلُ ترتيلاً، تقول رَتَّلَ يرتّلُ ترتيلاً ، الترتيلُ مصدر كما تقول قام يقوم قياماً ، جلس يجلس جلوساً ، درس يدرس درساً ، قياماً وجلوساً ودرساً يقال لها مصادر وكذلك الترتيل مصدر من فعلِ رتل فلانٌ كلامَه إذا أَتْبَعَ بعضَه بعضاً على مُكْثٍ - يتلفظ بالكلام الكلمة بعد الأخرى لكن من غير سرعةٍ كبيرة كلما أنهى كلمة ابتدأ بالثانية ليس حدراً - .

واصطلاحاً ترتيب الحروف على حقها فى التلاوة بتلَبُّثٍ فيها ، أما فى اصطلاح علماء التجويد معناه أن يلفِظَ الحروف كما ينبغِى من غير إسراعٍ كلما أنهى حرفاً جاء بالذى بعدَه مع الإتيان بالحرف كما ينبغى الإتيان بحقه .