لن ننتظر المهدي

في أي مجلس من مجالس أهلنا السنة وحيثما اجتمعنا لنتبادل أطراف الحديث نناقش تلك المصيبة التي حلت بنا نحن سنة العراق، فنجد من أحبتنا تفاعل ينم عن حرص، وغيرة تدل على إحساس وشعور بالمسؤولية ...


في أي مجلس من مجالس أهلنا السنة وحيثما اجتمعنا لنتبادل أطراف الحديث نناقش تلك المصيبة التي حلت بنا نحن سنة العراق، فنجد من أحبتنا تفاعل ينم عن حرص، وغيرة تدل على إحساس وشعور بالمسؤولية تجاه قضيتنا الأم، لكن ما ألاحظه بين فترة وأخرى أن البعض لا زال يعول كثيراً على القيادات السنية الموجودة حالياً والبارزة، والبعض الآخر يطرح طرحاً مختلفاً مضمونه أننا لن ننجح في أي مشروع إلا بعد بزوغ فجر قيادة جديدة، وقد أتفق مع الخيار الثاني من حيث أهمية استحداث قيادة جديدة مع تحفظي على بعض التفصيلات.

فالبعض يظن أنه لابد لنا من مرجعيات شبيهة بالمرجعية الشيعية، يلتف حولها الناس وتكون هي صاحبة القول الفصل في كل ما يتعلق بالسنة، ولمثل هؤلاء أقول:

1- ديننا دين الحق، ونحن ندور مع الحق حيث دار والرجال يخطئون ويصيبون، والكل معرّض للخطأ والصواب، ومنهجيتنا الشرعية مختلفة تماماً عن منهجية الرافضة، فنحن ننطلق من قول المعصوم صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» [رواه الألباني].
سواء أكان هذا المخلوق عالماً أو زعيماً أو رئيس عشيرة أو متنفذاً، أما الرافضة فهم كغيرهم من الأديان المنحرفة والذين يصدق عليهم قوله جل وعلا: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَ‌هُمْ وَرُ‌هْبَانَهُمْ أَرْ‌بَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ} [التوبة:31]، وعليه فنحن نبحث عن قيادة غير معصومة وهم يتبعون قيادة معصومة بزعمهم، فما يحاول البعض طرحه من تكوين مرجعية شبيهة بالشيعة فنقول له هذا الأمر لن يتحقق.

2- نعم نحن بحاجة إلى قيادة سنية واعية وواقعية تنظر إلى المستقبل مسترشدة بالتاريخ، فهي:
أولاً: واقعية.
وثانياً: طموحة مخططة .
وثالثاً: معتبرة بما مضى.
وأظن أن الواقع اليوم وما أفرزه من قيادات كواجهة للمشروع السني يرشدنا إلى أن الأمر بعيد المنال لولا الثورات العربية أو ما يسمى بربيع الثورات، فالمتأمل في هذه الثورات يجدها ثورات لا قيادة لها بل تدار بطريقة مختلفة تماماً عما كنا نعرفه، وهذه الثورات بحق جديرة أن تنال من باحثينا قسطاً كبيراً من جهودهم للوقوف على مكامن وقودها ومحركات سيرها، وقد أفرزت هذه الثورات نخبة من القيادات الشابة الجديدة والطموحة والتي أعادت للأمة جزءً من هيبتها بعد عقود من الذل والخضوع والهوان، ومن هنا تأتي البشارة.

3- فبشارتي لكم يا أهل السنة في العراق، لا تنتظروا مرجعية ولا قيادة لحل أزمتكم، فانطلقوا على بركة الله واسترشدوا بمشروع يحفظ لكم كرامتكم وهويتكم ودينكم.


نصير عثمان البغدادي