بغداد- طهران.. الوحدة المستحيلة!!!

لا يتصور عاقل أن يتحد العراق مع إيران ولو من باب التخيل العبثي، لكن دهاقنة المجوسية الجديدة أطلقوها كبالون اختبار أو رسالة استفزاز لبقية العرب ولتركيا!!


لا يتصور عاقل أن يتحد العراق مع إيران ولو من باب التخيل العبثي، لكن دهاقنة المجوسية الجديدة أطلقوها كبالون اختبار أو رسالة استفزاز لبقية العرب ولتركيا!!
هي وحدة مستحيلة اصلًا بالنظر إلى علاقة تاريخية دامية، يرجع عمرها إلى ألوف السنين!! فلم تعرف حدود البلدين الهدوء منذ عهد السومريين والبابليين إلا في صدر الإسلام، عندما عم نوره المشارق والمغارب، ونَسَفَتْ حضارته الفذة ركام العصبيات الجاهلية وضغائنها الذميمة.


إلا أن حفنة من أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي كانوا نشازًاً عن سائر الشعوب التي فتحت قلوبها لأنوار الرسالة الخاتمة، فقد نهش الحقد صدورهم على الإسلام وعلى حَمَلَةِ مشاعله البهية، فتظاهروا بالدخول في دين الله لعلهم يخربونه من الداخل واتخذوا حب آل البيت النبوي ستارًاً يحجب مكنونات قلوبهم المريضة، فما تركوا أصلًا من أصوله إلا طعنوا فيها بطريقة مخاتلة من الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ما دام الله تعالى قد تكفل بحفظه، إلى السنة الشريفة والصحابة الكرام الذين نقلوا نصوص الوحيين إلى الناس كافة، وكانوا خير جيل عرفته البشرية بتطبيقهم النموذجي للدين الحق اعتقادًا وتشريعًا وأخلاقًا.


وعادت اعتداءات فارس على بلاد الرافدين سيرتها الأولى، من خلال خيانة الخلافة الإسلامية والتواطؤ مع المغول الهمج، وعبر الكراهية التي أججها البويهيون، ثم كانت الذروة مع الصفويين الذين غزوا العراق وفتكوا بأهله مرات حتى رد الله كيدهم عن طريق العثمانيين.
أما دولة الهالك خميني فهي خلاصة ذلك الإرث البغيض كله مكثفًا ومضاعفًا أضعافًا عدة.


وقد كرر القوم خيانتهم فنسقوا مع "الشيطان الأكبر لتدمير العراق وتفتيته، لكن مع الاستمرار في تمثيلية العداوة المزعومة بين الشيطانين الأكبرين!!"
وبحكم المؤامرة الصهيونية الصليبية الصفوية، غادر الغزاة الأمريكيون العراق بعد أن مزقوا أوصاله، وكلفوا "خصمهم" خامنئي "راعي محور الشر" بالإشراف على مواصلة خطة الإجهاز على الإسلام والعروبة في العراق للانقضاض على أشقائه لإقامة تحالف الأقليات، الذي يعده اليهود خير سبيل لحماية عدوانهم على أمتنا.


فما سر الإعلان عن الوحدة المزعومة في هذا التوقيت بالذات وبخاصة أن تبعية النظام العراقي لخامنئي تغنيه عن الحاجة الفعلية إلى مهزلة وحدة مستحيلة واستفزازية؟
ربما تكون "مسرحية" الملف النووي الإيراني مفتاح الإجابة المنطقية، إذ تستوجب الفصول ما قبل الختامية فصلًا درامياً يصلح الاتكاء الغربي عليه للبدء بمراسم القبول بدولة الملالي دولة نووية رسمياً، ما دام هؤلاء جميعاً موقنين أن اسلحة أبي لؤلؤة لا تُكَدّس لغير المسلمين البتة. وربما تأتي عملية إعادة "تأهيل" النظام الدموي الوحشي في سوريا كتفسير للحركة المسرحية التي لا تحتاجها الحبكة الأصلية، فقد يتم "توحيد" بغداد ودمشق مع قم كمنفذ وحيد واضطراري أمام قدرة اليهود والصليبيين على حماية عصابات بشار حتى اليوم ولكن مع عجزه وعجزهم عن قهر ملايين السوريين وإعادتهم إلى بيت الخنوع!!

فإذا أضفنا إلى خلفية المشهد الكئيب الخبيث، نجد أنفسنا مع استبداد نور المالكي بكل مفاصل القوة ومقاليد السلطة ومساعيه المحمومة للحصول على ولاية ثالثة مع إدراكه أن أكثرية العراقيين يعملون ليل نهار لإطاحته قبل أن يكمل فترته السوداء الثانية.

وفي مسارٍ مُوازٍ عمد نظام آيات الشيطان إلى التصعيد في موضوع الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران منذ عهد الشاه البائد، من خلال زيارة رئيسهم نجاد لجزيرة أبو موسى، وأعقب ذلك نشر قوات من عصابات الحرس الثوري وتكديس أسلحة ضخمة هناك، وكل ذلك لتحويل الأنظار عن مأساة الشعب السوري على يد وكيل قم في دمشق، ولإشغال مصدر الدعم الجاد الوحيد لهذا الشعب الشجاع، الذي تآمر عليه العالم كله إرضاء للكيان الصهيوني المذعور من احتمال خلع بشار الذي تكفل للصهاينة بحماية لم يتمكنوا هم من تحقيقها في الجبهات الأخرى التي ترتبط بلدانها معها باتفاقات "سلام"! وهكذا تكون الممانعة وإلا فلا!!


وختم المسلسل الممل مسؤول صفيق توعد قادة دول الخليج العربية بمصير صدام حسين!!
فهل بعد كل هذه الفضائح والمخازي يتيه فريقان من "النخبة" العربية في الإجابة عن سؤال مغلوط هو: أيهما أشد خطورة على العرب طهران أم تل أبيب؟ ففريق يختار الأولى وفريق يختار الأخرى، والحقيقة الساطعة أنهما حليفان ووجهان لعملة كريهة واحدة.


9/6/1433 هـ
 

<