محمد مرسي : تغليب لمصلحة وطن

أبو الهيثم محمد درويش

لا شك أننا نعيش في لحظة فارقة من تاريخ مصر والعالم الإسلامي , لابد للمشروع الإسلامي فيها أن يتسنم مكانته المستحقة , فليس غيره جدير بقيادة دفة الأمة لبر الأمان المنشود ..



لا شك أننا نعيش في لحظة فارقة من تاريخ مصر والعالم الإسلامي، لا بد للمشروع الإسلامي فيها أن يتسنم مكانته المستحقة، فليس غيره جدير بقيادة دفة الأمة لبر الأمان المنشود.

مما يستلزم من جميع أبناء المشروع الإسلامي أن يتكاتفوا ويتعاونوا، ويسعوا لتحقيق التنسيق التام والتعاون المأمول، فالتفرق كفيل بميراث الفشل وذهاب الريح، ولا بد من تدارك ما نراه اليوم من إعجاب كل ذي رأي برأيه، ومن تشرذم بعض أبناء الحركات الإسلامية حول أشخاص أو أفكار معينة، وما نراه من حماس مشوب بالتهور ومرصع بازدراء العلماء والمربين، الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل دعوتهم وأفنوا أعمارهم لإعلاء كلمة الله.

فالدعاة والقادة من كافة الفصائل الإسلامية وطئوا أرض مصر لتبني المنهج الإسلامي، وبذلوا الأعمار بين المساجد والمعتقلات، ومنهم من قضى نحبه في سبيل دعوته ومنهم من ينتظر، بلا تبديل للعهد ولا تنازل عن المبادئ، واجتمع في البذل كل دعاة الحركات الإسلامية وقادتها وأبناءها الكرام من كل طيف، لم تميز بينهم المحن ولم يميز بينهم الموت في سبيل الله، ولم تثـنهم التضحيات عن عزيمتهم الصادقة، بذل الإخوان المسلمون وبذل أبناء الحركة السلفية، وبذل المصلحون من الأزهر وبذل كل من أراد الخير لأرض مصر، فاجتمعوا على حب الدين وحب الوطن، والبذل دون انتظار مقابل دنيوي، جمعهم الرجاء في عطاء من كان البذل لأجله سبحانه جل في علاه.


ومن أجل تغليب مصلحة المشروع الإسلامي العام: نؤيد ممثل مشروع النهضة الذي تبناه أكبر فصيل إسلامي على الساحة المصرية تغليبًا لمصلحة الشريعة والوطن والمواطن، من أقوال الدكتور محمد مرسي، التي توضح هوية مشروع النهضة بكل وضوح، بتاريخ (28 إبريل 2012) كان هذا التصريح: "إن مشروع النهضة الذي نحمله في البرنامج الانتخابي قائم على الشريعة الإسلامية، وعندما نقول الشريعة الإسلامية نتحدث عن كل تفاصيل مشروع النهضة، الذي يتخذ من الشرعية الإسلامية مرجعًا أساسيًا له في كل المجالات كالتعليم والصحة والزراعة والصناعة، والدفاع عن الوطن وتربية النشء، والاقتصاد والمواطنة وحقوق المسيحيين، وتحقيق القانون للجميع وحسن وصله بأهل الكتاب، والخروج بمصر من عنق الزجاجة وحياة أفضل، وتوظيف كل الثروات والموارد والطاقات لإحداث نهضة كبرى وتنمية حضارية".

مشيرًاً أنه عاش عشرات السنوات يترقب اليوم الذي تطبق فيه الشريعة الإسلامية، وأن الحزب والجماعة مشغولون بهذا (المشروع الكبير) وسنواجه أي محاولة للعرقلة وإعادة النظام السابق، وأن الشعب المصري لن يسمح بعودة النظام الفاسد بعد اقتلاعه.


قالوا عن تأييد مشروع النهضة، وممثله الدكتور محمد مرسي، العلامة د. (محمد عبد المقصود): "أسباب دعمنا للدكتور محمد مرسى:
1- مؤهلاته الشخصيه والعلميه لا ينكرها أحد.
2- لا بد أن يكون هناك تناغم بين الرئيس والسلطه التشريعيه.
3- حزب الحريه والعداله له قاعده شعبية كبيره مهما قال المعادون لهذا.
4- متى تغول الإخوان؟ وما المشكله أن يكون رئيس الجمهوريه من نفس تيار السلطه التشريعيه؟
5- أى مرشح رئاسى فى العالم لا بد أن يكون ممثلاً لحزب من الأحزاب".


الداعية الإسلامي الدكتور: (راغب السرجاني) عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، مدعمًا لمحمد مرسي قال: "هي لحظة طال انتظارها عشرات السنين للوصول إلى الحكم، لحظة اقتراب تطبيق الشريعة الإسلامية وتطبيق المشروع الإسلامي لقيادة الأمة الإسلامية، لأنه نقلة نوعية في تاريخ الأمم لنخرج من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم، ومن الذل إلى العزة، وننتظر لحظة إعزاز الشريعة الإسلامية بالتصويت لمرشحنا محمد المرسي، وفرصة عظيمة لإعلاء كلمة الإسلام وحب الدين في قلوب العالمين جميعًا".

الداعية الإسلامي المعروف د: (وجدي غنيم): "بناء على الإعلان الصريح للدكتور محمد مرسي لمبادئ الإخوان الأساسية من أن القرآن دستورنا والرسول زعيمنا، فهو أعلنها صريحة، وهو أفضل الموجودين من وجهة نظري ومع خلافي معه في بعض المسائل، فأنا أؤيده ونسأل الله أن يوفقه ويقيم به الإسلام".


وقبل الختام تبقى همسة محب:
أولاً: ضرورة التعاون الإسلامي، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران: 103].
 

يقول الشاعر:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرًا *** وإذا افترقن تكسرت آحادًا



فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي، يميل للاجتماع بغيره لقضاء مصالحه ونيل مطالبه، التي لا تتم إلا بالتعاون مع غيره ومصلحة النفس والأمة، لا تتم إلا بالتعاون على البر والتقوى، المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم، وفي الحديث: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» وشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه (رواه البخاري ومسلم).


ومن المعلوم أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم، ولا تنتظم مصالحهم ولا تجتمع كلمتهم، ولا يهابهم عدوهم إلا بالتضامن الإسلامي، الذي حقيقته التعاون على البر والتقوى والتكامل والتناصر، والتعاطف والتناصح والتواصي بالحق والصبر، ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية، والفرائض اللازمة.

ثانياً: خطورة التفرق والتناحر، قال الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]. أعداء الإسلام في الداخل والخارج يفرحون بهذا التفرق، وهم الذي يشعلون ناره ويلقون العداوة والبغضاء بين الدعاة إلى الله عز وجل والعاملين لنصرة شريعته، فالواجب أن نقف ضد كيد هؤلاء المعادين لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه، وأن نكون يدًا واحدة، وأن نكون إخوة متآلفين فالتفرق هو قرة عين شياطين الإنس والجن لأن التفرق تفتيت للقوة التي تحصل بالالتزام بالوحدة.


وأخيرًا: إن أُريد إلا الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي إلا بالله.
 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام