الرد على سياسة احتواء الإسلاميين

محمد نصر

عندما قام محمد علي بضم الشام واقترب جيش ابنه ابراهيم باشا من الأناضول، وقام بهزيمة جيش الدولة العثمانية في خمس مواقع، ثم قام قائد الأسطول العثماني بالذهاب للإسكندرية لوضع نفسه تحت إمرة محمد علي باشا، خافت الدولة الأوروبية من أن يرث الباشا الجديد ممتلكات الدولة العثمانية الآيلة للسقوط، مما قد يزيد في عمر الخلافة الإسلامية ويقف أمام مخططاتهم.



عندما قام محمد علي بضم الشام واقترب جيش ابنه ابراهيم باشا من الأناضول، وقام بهزيمة جيش الدولة العثمانية في خمس مواقع، ثم قام قائد الأسطول العثماني بالذهاب للإسكندرية لوضع نفسه تحت إمرة محمد علي باشا، خافت الدولة الأوروبية من أن يرث الباشا الجديد ممتلكات الدولة العثمانية الآيلة للسقوط، مما قد يزيد في عمر الخلافة الإسلامية ويقف أمام مخططاتهم.


وهنا اتخذت الدول الأوروبية قرارا بالوقوف بجانب الدولة العثمانية، فعرضوا على محمد علي أن يتولى حكم مصر هو وأسرته من بعده، في مقابل تخفيض عدد الجيش المصري بحيث لا يزيد عن 18 ألف جندي، وفي المقابل كان التهديد بمواجهة أعتى الجيوش الأوروبية مجتمعة إن لم يوافق. فلم يجد محمد علي بدا من الموافقة.

العرض السابق يعرف في عالم السياسة بالاحتواء حيث تقدم لخصمك نوع من المكافأة على ترك مشروع كان يمثل خطورة حقيقية في مقابل تهديدا واضحا له بالخسارة الأكبر.


نفس السيناريو تم اتباعه من قبل المجلس العسكري، حيث قام باحتواء التيارات الإسلامية من خلال البرلمان، وقد تم الإبقاء على البرلمان كمظهر خارجي بدون أن يكون له دور حقيقي على أرض الواقع، وفي ذات الوقت التهديد بحله. مع السعي للتلاعب السياسي بانتخابات الرئاسة من خلال استبعاد بعض المرشحين لفتح الطريق أمام تيارات أخرى.

لذلك لا تنازل عن خوض الانتخابات الرئاسية وبكل قوة لمنع إعادة إنتاج النظام السابق، وفي ذات الوقت استمرار التوعية الشعبية وكسب التعاطف والتأييد الجماهيري للمطالب العادلة. أي القيام بنوع من الاحتواء المضاد.


المشروع من الممكن أن يأخذ وقتا طويلًا، ولكن يجب أن يكون مدروسًا، وأن يلمس الشارع نتائج إيجابية تتحقق ليزداد تعاطفه مع المشروع الإسلامي.


ثقتي ويقيني أن الله لن يضيعنا.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام