إشاعة قانون جماع الأموات

كانت هذه أول مرة أسمع فيها عن هذا الموضوع، فقلت له:"لم أسمع بشيء من ذلك.. يا أخى يقول العامة فى أمثالهم الشعبية: "إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل" وانصرف صديقى بعد أن اطمأن إلى أن هذه إشاعة سخيفة أقرب ما تكون إلى النكتة...


بعد الانتهاء من صلاة الفجر، ذات يوم قريب، هرع إلىّ أحد جيرانى وأصدقائى فى حالة أقرب ما تكون إلى الذعر وسألنى: "عادل بك.. أنا لم أنم طول الليل، فقد سمعت أنكم ستصدرون قانونًا يسمح للزوج أن يجامع زوجته بعد وفاتها على أن يكون ذلك خلال الساعات الست الأولى من الوفاة.. إيه الموضوع ده"؟

كانت هذه أول مرة أسمع فيها عن هذا الموضوع، فقلت له:"لم أسمع بشيء من ذلك.. يا أخى يقول العامة فى أمثالهم الشعبية: "إذا كان المتكلم مجنون فالمستمع عاقل" وانصرف صديقى بعد أن اطمأن إلى أن هذه إشاعة سخيفة أقرب ما تكون إلى النكتة، ولكن سائق تاكسى سألنى نفس السؤال عندما ركبت معه متجهًا إلى مجلس الشعب.. سألته: "هل هذا يحتاج إلى قانون؟ إذا أراد الزوج -فى الفرض الجدلى- أن يفعل ذلك فما شأن القانون؟ هل سيأتى عسكرى ليراقب الجماع، ويتأكد أن الزوج يمارسه فى خلال الفترة المسموح بها؟ فإذا تجاوز الزوج فترة الساعات الست يجرّه من قفاه وينتزعه من فوق الزوجة؟ قال: لأ طبعًا.. سيادتك عندك حق، ولكن إيه اللى يخليهم يقولوا عليكم كده فى مجلس الشعب؟"


ذلك هو السؤال: لماذا تُطلق هذه الإشاعات على أعضاء مجلس الشعب وخاصة النواب الذين يمثلون التيار الإسلامى الذين أتوا إلى المجلس بإرادة الشعب؟؟؟

دخلت على شبكة الإنترنت فهالنى ما وجدته.. إن الموضوع مطروح وكأنّه حقيقة مؤكدة.. مواقع كثيرة وتعليقات كثيرة وهات يا هجوم. من ذلك ما كتبه أحدهم تحت عنوان: "بعد قانون جماع الوداع! الإسلاميون وأزمات الشذوذ الجنسى المزمن".انتبهوا للعنوان ودلالته....." الإسلاميون وأزمات الشذوذ الجنسى المزمن.. انتبهوا لكلمة "المزمن".

يقول كاتب المقال: "لم يخطر ببالى يومًا أن أكتب فى قضية مثل هذه لكن ما يثير الدهشة والاشمئزاز عندما تتصدر قضايا تبدو فى واقعها أكثر من غريبة ومستهجنة صدارة الأحداث المتلاحقة فى العالم العربى بعد ثورات الربيع التى بدأت تتحول شتاء قاحلا يبشر بالأسوأ.


البرلمان المصرى المنتخب حديثًا فى أول انتخابات ديمقراطية منذ عشرات السنين، يتجاوز كل مشاكل مصر ويطرح نواب الأمة من الإسلاميين مشروع قانون جماع الوداع بكل ما يثير هذا الموضوع من احتقار لمن يحملون هذا الفكر ومن انحطاط أخلاقى يصعب تصوره فإن الحقيقة الكامنة فى هذا الموضوع هو أن جزءًا من نواب الشعب المصرى ومن الأغلبية البرلمانية يطرحون اليوم ومصر فى وضعية اقتصادية واجتماعية كارثية.. قوانين تعكس فى مضمونها درجة من الشذوذ والقهر الجنسى ربما ندر وجود مثيل لها فى التاريخ.

علم النفس يعرف هذه الحالة كحالة مرضية ويصفها بأنها (جماع الأموات) انجذاب جنسى إلى الأموات هو أخطر أنواع الشذوذ الجنسى، ويصنف على أنه أحد أنواع الشذوذ الجنسى بحسب الدليل التشخيصى والإحصائى للاضطرابات النفسية.


وتشير بعض الدراسات إلى أن أسباب قيام الأفراد بجماع الأموات تكون فى معظمها بسبب رغبة الفرد بالقيام بعلاقة جنسية مع شريكه المتوفى، يليها سبب الانجذاب الصرف للأموات، وثم التغلب على مشاعر الوحدة والعزلة، أو التماس إرضاء النفس بإظهار القوة على ضحايا القتل.

ويقول أيضًا صاحب المقال: ما ذكره النائب المسلم فى تقديم المشروع لم يثر استنكارًا أو رفضًا أو تنديدًا بل بدأت مناقشته ليصبح الشذوذ قانونًا يقره برلمان، وهنا تكمن المفارقة الخطيرة هل الحركات الإسلامية هى منابر لمجاميع مكبوتين وشاذين ومرضى نفسيين بحاجة لعلاج طويل الأمد لتخليص هؤلاء المرضى بأمراض الشذوذ والقهر المختزن اجتماعيًا ضد المرأة والذى لم ينجح ركب حضارة القرن العشرين وما قدمه من انفتاح على الآخر فى التخفيف من أزمة وقهر أمراض الكبت والقهر الجنسى المسيطرة على عقول الإسلاميين فى المجتمعات العربية تحديدًا.

أسئلة تفرض نفسها علينا وعلى الجميع أن يقف ويدق نواقيس الخطر فالشذوذ أصبح وباء، والإسلاميون اليوم يحولون كل مشاكل المجتمعات العربية من ظلم وقهر اجتماعى وبطالة وفشل خيارات اقتصادية إلى حالة من تفريغ قهر وكبت ضد المرأة التى يبدو أنها بالنسبة لهم رمز الشر وغاية المتعة التى عليها أن تكون.... حية أو ميتة.... إلى آخر ما كتبه الكاتب من خرافات.


وراجعوا المقال مرة أخرى ولاحظوا أنها حملة مدبّرة ضد التيار الإسلامى يطلقها أرباب الشذوذ الجنسى، الذين يستمتعون بحفلات الجنس الجماعى وتبادل الزوجات، وتتيح قوانينهم زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة؟ إنهم يسقطون علينا -معشر المسلمين- ما هو فيهم.

فإلى أبواق الغرب الصليبى الصهيونى فى الإعلام والفضائيات نقول:

عيشوا فى أوهامكم، فحيلكم مكشوفة، ومؤامراتكم معروفة، ولتقولوا ما تقولون، فمصر ستظل دولة إسلامية عربية تسود فيها قيم الإسلام غصبًا عنكم وستموتون بغيظكم.. {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران:119].
ومهما أنفق هؤلاء من أموال فى الإعلام الموجه المعادى للإسلام فلن يصيبهم إلا الحرة والخسران.. اسمعوا قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} [الأنفال:36].


لواء د. عادل عفيفي - رئيس حزب الأصالة وعضو مجلس الشعب
 


المصدر: موقع جريدة المصريون

<