شكرا شفيق !

إن دخول شفيق بهذه الفجاجة إلى الإعادة مع الدكتور مرسي فيه من الخير ما لا يعلمه إلا الله، ما يجعلنا أولاً نشكر الله تعالى على فضله، ثم يجب ثانيًا أن نشكر شفيق !!


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..


فإن الله تعالى يصنع لهذه الأمة، ويغرس لهذا الدين، ويجب أن نتذكر دائمًا قول الله تعالى: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

ومن هذا المنطلق فإن دخول شفيق بهذه الفجاجة إلى الإعادة مع الدكتور مرسي فيه من الخير ما لا يعلمه إلا الله، ما يجعلنا أولاً نشكر الله تعالى على فضله، ثم يجب ثانيًا أن نشكر شفيق!!

شكرًا شفيق.. فقد وحدت صفوفنا وأسمعتنا قول الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح: أنا مع الدكتور مرسي قلبًا وقالبًا!

شكرًا شفيق.. فقد أعدت اللُّحمة للتيار الإسلامي، فانهالت أمطار التأييد للدكتور مرسي من كل التيارات والاتجاهات بوضوح لا مواربة فيه ولا خفاء.


شكرًا شفيق.. فقد جمعت الثوار في خندق واحد مرة أخرى؛ ليعيدوا صياغة المشهد السياسي في حالة من الخوف على الوطن وصدق المواجهة للمفسدين والطغاة الظالمين تذكّرنا بروح ميدان الشهداء (التحرير سابقًا).

شكرًا شفيق.. فقد استنهضت فينا قوة للمقاومة وجعلتنا بفضل الله أقوى أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف ما كنا عليه، فقد امتلأنا بفضل الله ثم بكم حماسة لمشروعنا وقوة في سعينا وبذلنا وحركتنا، كنا نحتاج إلى جهد جهيد وزمن طويل لنصل إلى بعضه!

شكرًا شفيق.. فقد لمست في الشارع والمسجد روحًا من التوحد والتعاون والألفة والأخوة كنا في حاجة إلى سنوات لتعود إلينا من جديد.


شكرًا شفيق.. فقد ساعدت على تمايز أهل الفساد والظلم والاستبداد في خندق واحد، وجمعت كل المحبين لمصر في خندق آخر ولا ثالث لهما؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

شكرًا شفيق.. فقد أظهرت أعداء الثورة بوضوح شديد، مهما زعموا كذبًا أنهم ثوار أحرار!

شكرًا شفيق.. فقد أسمعتنا صوت الشيخ القرضاوي يصدح في سماء الدنيا، مؤيدًا للدكتور مرسي ومعه الشيخ ياسر برهامي والشيخ حازم والشيخ حسان وعلماء الأزهر وشيوخ من الطرق الصوفية.


شكرًا شفيق.. فقد عاد علاء الأسواني ليدعم مرسي، ويصرخ محمود سعد ليؤيد على الهواء مرسي، ويكتب محمود سلطان في صحيفته: كلنا وراء مرسي!

شكرًا شفيق.. فقد وضعت خبرات وإمكانات وإبداعات حملات الرئاسة الشرفاء جميعًا في حملة واحدة، وفي كتيبة واحدة تدافع عن مصر، تدافع عن الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

لا أدري كيف أشكرك! حقيقة لقد أسديت إلينا معروفًا كبيرًا، فلله الفضل، ولك الخزي.


نعم شفيق.. قد ذكرتنا بغير فضل منك بأننا من الممكن أن نختلف على الطريقة التي نخدم بها أمتنا وننصر بها ديننا، ولكننا أبدًا لا يمكن أن نختلف على حبنا لوطننا واصطفافنا صفًّا واحدًا للدفاع عن حريته وكرامته وعزته.

شكرًا شفيق.. فإن ما فعلته لنا أحب إلينا من الفوز بالجولة الأولى؛ فالوحدة أغلى من كل فوز بل هي قمة الفوز.

فلله الحمد أن سخَّر أمثالك ليوحدوا صفنا ويدمِّروا صفهم، وأن يشدُّوا من أزرنا ويهدموا من عزمهم.

وذكرتني يا شفيق بقول الله تعالى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} [الحشر: 2]. صدق الله العظيم.


د. جمال عبد الستار
 

<