طابور الانتخاب....!!

كان الطابور طويلا والحر شديد والعرق قد بلغ من الجميع كل مبلغ وقد بدأ البعض يتسرى ويتسلى بالحديث قليلا عندما دخل أحدهم متجاوزا الجميع في كبر وعلو وتفاخر..


كان الطابور طويلا والحر شديد والعرق قد بلغ من الجميع كل مبلغ وقد بدأ البعض يتسرى ويتسلى بالحديث قليلا عندما دخل أحدهم متجاوزا الجميع في كبر وعلو وتفاخر..

هاج الناس وماجت الصفوف اعتراضا على هذا التجاوز.

- ماذا دهاكم ألا تعرفون من أنا؟؟!!

- أنا صديق (....) نادوا لي هذا المسئول بالداخل لن أنتظر دورا فأنا أستاذ بالجامعة ولا وقت عندي!!

لم يزدد الأمر بهذه الكلمات المستفزة إلا تعقيدا وقد بدأ البعض ينفث من بين شفتيه نيران غضبه، ولا يزداد الرجل إلا انتفاشا وغرورا ويتعجب من هذا التعدي من الأفراد بالطابور ومنعه من الدخول دون انتظار الدور..

وبعد أن اشتعل الأمر اشتعالا شديدا، تبسم الرجل وقال بهدوء ووقار....

هذا هو ما سيحدث لكم إذا انتخبتم الفلول... وستكثر ثمار (الكوسة) حتى تفيض على البلاد والعباد.

ثم عاد إلى آخر الطابور في تواضع شاعرا أن رسالته قد وصلت..

وهدأ الناس وابتسموا في راحة.

وأصروا على تقديمه للدخول قبلهم ... لكنه أبى إلا أن ينتظر مثله مثلهم.
________________

*ربنا يحشرك معه..!!

عندما قرر أحد الجبابرة السابقين دخول الانتخابات الرئاسية، طفق أحد زملاء بعض الإخوة في العمل ينتفض فرحا ويقول: هذا هو الرجل الرجل، هذا هو رجل المرحلة... وظل يمدح فيه لحظات طويلة.

فقال له أحدهم: إنه رجل ظالم ألم تر أنه فعل كذا وكذا..

فرد مدافعا: أبدا كل هذا محض ظلم وافتراء... الرجل نظيف الصفحة.

فوضع أحدهم يده على كتفه وانتحى به جانبا وقال له: لا بأس عليك يا أخي مادام يعجبك إلى هذا الحد وتشهد له بهذه الشهادات وتحسبه على كل هذه الخيرات ندعو الله لكما أن يحشركما معا.

فأصاب الرجل ذعرا بالغا وصرخ قائلا: لا يا أخي إلا هذا الدعاء....!!
___________________

*أهم شيء الزراير..!!

أخت فاضلة حدثتني قائلة:

أخبرتها قريبتها أن معلمتها قالت لها: بالتأكيد هنتخب (.........) كفاية "طلته" في التليفزيون و "الزراير بتاعت قميصه"... انتخب (...........) على أيه؟

ثم تمتمت صديقتي في أسى: أرأيت المنطق المفحم؟؟!

قلتُ لها: منطق مفحم جدا بصراحة أنا منبهرة اقتنعت.... سأنتخب (.........) "عشان مصر من غير زراير متسواش".

_____________________

*الجبن نصف السلامة... وأحيانا كلها!!

أحدهم قرر أن ينتخب مرشح الفلول، وطوال الطريق إلى اللجنة جعل الشيطان ينفث فيه نيران الغضب...

إذا كلمك أحدهم أو أعطاك كوب من الماء فرُد عليه بغلظة.

إذا حاول أحدهم التبسم في وجهك ليثنيك عن رأيك فارفع صوتك وافتعل ضجة لتفضحهم.

إذا... إذا .... إذا......... وكل نفثات المترتب على "إذا" هو كلمات داخلة في أبواب: فظ غليظ متكبر.

حتى إذا وصل وزوجته إلى اللجنة، نظر بعين ثاقبة فوجد جل المنتظرين لا يبدو على سيماهم أنهم من منتخبي الفلول، فسمتهم ظاهر ما بين "الثورة" و"التسنن"..

فوقف قليلا ساهم الفكر؛ ثم وكز زوجته وقال لها: لو قال لك أحدهم من ستنتخبي فلا تخبريهم بالحقيقة......!!

__________________

*أم هانئ وأنا...!!

عندما أعلن مبارك تنحيه سجدتُ لله شكرا وبكيت لاستشعار العبرة.

وبكت أم هانئ لاستشعار العبرة..

وتورمت عينا البعض من البكاء حسرة على ذهاب (ولي أمر المسلمين)..!!

عندما رأيته خلف القضبان دمعت عيني شفقة ولم تأخذني به رأفة..

ودمعت عينا أم هانئ شفقة ولم تأخذها به رأفة...

واستحضرنا معا العبرة..

وتورمت عينا البعض من البكاء حسرة على "إهانة" (ولي أمر المسلمين)...!!

يا مثبت العقل والدين..


في الأيام الأولى من الثورة كانت الإشاعات تتقاذفها الألسن كما تتقاذف أقدام الأطفال الكرة.

1- اتصال هاتفي من أحد المحارم يهتف بأمي: هل رأيت ما حدث عندنا في الحي؟؟

والله العظيم والله العظيم دخل بعض البلطجية على بيت جار لنا وهتكوا عرض بناته ثم قتلوهم.

ثم بعد أن هدأت الأمور قليلا: اتضح أنها قصة مختلقة سمعها عن فلان عن فلان في الحي بعد أن سمعوا صوت طلقات نارية من إحدى البنايات.

يا أمة الإسناد... كيف تنتقل بينكم الشائعات؟؟!!

2- اتصلت جارة لنا تقطن بأحد الشوارع بحينا بأمي تهتف في رعب إياكم أن ينزل أحد من البيت البلطجية في آخر الشارع عند محل (......) وسرقوا البنك وهم في الطريق إلينا! والله العظيم والله العظيم هذا الكلام صحيح نقله لي زوجي.

وثار الخبر في بيت أمي كالنار في الهشيم.. وكلنا يضع يديه على قلبه ينتظر ما ستسر عنه الأحداث..

وكان أبي وشباب البنايات قد شكلوا لجنة تواصل الليل بالنهار للحراسة.

فأخذ والدي أخي وجار لنا وانطلقوا يجوبون الشوارع في الحي وبلغوا البنك والمحل المذكور... فلم يجد أحدهم كائن حي في الحي بأكمله!

ثم اتضح أن الخبر سمع من بعض القنوات التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة!

فيا أمة الإسناد... كيف تنتشر بينكم الشائعات؟؟!
 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

<