كرسي الرئاسة لمن؟

إن من يستحق زعامة مصر: هو من يرفع راية الثورة التي أخرجت الأمة من الظلمات إلى النور، من الكبت إلى حرية التفكير والتعبير عن النفس.


السباق المحتدم هذه الأيام على كرسي الرئاسة في مصر، لم يعد خافياً على أحد، بل إنه أصبح واضحاً وضوح الشمس، متمثلاً في الصراع بين الحق والباطل، بين الإصلاح المتوقع وبين العودة للوراء حيث أوكار الفساد وأزلام النظام السابق بكل ما فيه من ظلم للشعب وللقوى العاملة، بكل ما فيه من خدمات جليلة لأعداء الشعب المصري، بكل ما فيه من قمع لدعوات الإصلاح ومن تهميش للإبداع والمبدعين في شتى المجالات، بكل ما فيه من فساد وإفساد للمجتمع ومحاباة للرموز الفاسدة، وإطلاق الحريات لها لتنفيذ مآربها في امتصاص دماء الشعب المصري.

نعم الصراع على الرئاسة في مصر هو صراع بين الحق الذي يرفع لواءه النخبة الفاضلة من أبناء مصر، وبين الباطل الذي يجند له أعداء مصر كل شياطين الإنس والجن بدعم واضح من أبواق الفضائيات المنحلة والمأجورة لجهات لا تنتمي لأحد من أهل مصر.


الصراع المحتدم على كرسي الرئاسة يضع الشعب المصري المناضل أمام احتمالين لا ثالث لهما:
إما العودة إلى عهد الظلم والاضطهاد والقهر، ولإطلاق أيدي المأجورين والعملاء والمتنفذين السابقين في أموال وأرزاق وحريات الشعب المصري؛ ليخرج من يرفع بالبنط العريض شعار أنا فوق القانون، ويقول آخر أنا مصر ومصر أنا..

أما الاحتمال الثاني: وهو ما يرتجيه الشعب المصري بالضرورة الملحة أن يأتي للرئاسة من يضمد جراح هذا الشعب ويعيد له عزته وكرامته، ويؤمن له لقمة العيش الكريم ويؤمنه على نفسه وعرضه وماله، فلا نرى العشوائيات التي تنتشر فيها الأمراض، ولا نرى المقابر التي يعيش فيها نحو خمسة ملايين من الأحياء الذين لا مأوى لهم، ولا نرى من يعيشون على أخشاب تعوم على مياه النيل، ولا نجد من يموت أمام القصر العيني بانتظار دور المعالجة..


الصراع المحتدم اليوم في مصر سيحدد بالتأكيد مستقبل الشعب المصري، فإما العودة إلى العهد البائد برئاسة المدعو شفيق، أو بالتحرر من قيود الماضي بكل ما فيه من ظلم وقهر وقمع وتنكيل، وسجون ومعتقلات ومصادرة إرادات، ومعاناة لم يسبق لها مثيل بتاريخ مصر..


إن من يستحق زعامة مصر: هو من يرفع راية الثورة التي أخرجت الأمة من الظلمات إلى النور، من الكبت إلى حرية التفكير والتعبير عن النفس.

الوضع الراهن في مصر يفرض على المصريين جميعًا سلفيين وأقباط وعلمانيين أن يدركوا خطورة المرحلة وأن يحكموا عقولهم وضمائرهم في اختيار الرجل المناسب، وأن يتقوا الله قي أنفسهم ومستقبل أبنائهم، فلا يضعون مقاليد الحكم في الأيدي المأجورة الملطخة بدماء المناضلين الأحرار من أبناء مصر الشرفاء، وعليهم أن يستمعوا للوعود الزائفة التي تطلقها أبواق الفضائيات المأجورة، التي لا تنتمي في الأصل لطبيعة المصريين الخيرة


أحمد أبو شاور
 
<