رسائل المقاومة والاحتمالات القادمة

منذ يومين والاحتلال يصعد من العدوان على قطاع غزة من خلال استهداف مجموعات من المقاومة وقبلها موقع تابع لفصائل المقاومة، وذلك في حلقة جديدة من حلقات التصعيد المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، وذلك بعد عملية أم الرشراش ( إيلات ) التي نفذت عبر الحدود المصرية، والتصعيد الجديد يأتي بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات المصرية والتي من المتوقع فوز مرسي فيها حسب النتائج الأولية ..


منذ يومين والاحتلال يصعد من العدوان على قطاع غزة من خلال استهداف مجموعات من المقاومة وقبلها موقع تابع لفصائل المقاومة، وذلك في حلقة جديدة من حلقات التصعيد المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، وذلك بعد عملية أم الرشراش ( إيلات ) التي نفذت عبر الحدود المصرية، والتصعيد الجديد يأتي بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات المصرية والتي من المتوقع فوز مرسي فيها حسب النتائج الأولية .


على وقع الغارات الصهيونية دخلت كتائب القسام المعركة منذ البداية، ودكت المغتصبات الصهيونية بمجموعة من الصواريخ، والتي انطلقت من قطاع غزة لتحمل على رؤوسها مجموعة من الرسائل لجميع الأطراف الصهيونية والعربية والفلسطينية .
فالرسالة إلى العدو الصهيوني هو أن دخول كتائب القسام إلى المعركة منذ البداية هو دليل على أن القسام جاهز لكافة الخيارات، فإنه اليوم يقود المعركة في الميدان منذ البداية ويفتح للعدو نافذة تهدئة ونافذة تصعيد في نفس الوقت وهذا يعزز مكانتها في الساحة الفلسطينية ويبقها في قيادة المقاومة .

أما الرسالة الفلسطينية التي حملتها الصورايخ، هي أن كتائب القسام تقود الميدان ولم تخرج منه في أي لحظة، وأن جميع الأصوات التي كانت تنتقد القسام خلال الفترة الماضية في التصدي للتصعيد السابق مخطئة فيما ذهبت إليه، وأن التكتيك والمناورة في العمل ضروري في أي معركة وأي عمل .


الرسالة العربية التي حملتها الصواريخ المنطلقة باتجاه العدو كانت ضرورية، بعد المحاولات المتكررة من الإعلام المصري بأن يشوه صورة العمل المقاومة من خلال كيل الاهتمامات للقسام بالمشاركة في أحداث الثورة المصرية لتقول لهم بأن معركة القسام والمقاومة هي مع العدو الصهيوني وأن محاولة التشويه لا تصب إلا في مصلحة العدو .
إذن نحن أمام معادلة جديدة من الصراع تحمل في طياتها إما التصعيد أو العودة للتهدئة من جديد، ولعل دخول القسام على خط المواجهة يجعلنا أمام احتمالات محدودة سيحاول فيها كل طرف توجيه الضربة الأخيرة لصالحه .


الاحتمال الأول هو التصعيد من قبل الاحتلال بشكل ملحوظ مما يستوجب الرد من قبل المقاومة، مما سيدخلنا في موجة تصعيد لفترة محددة من خلال توجيه الضربات المتبادلة بين المقاومة والاحتلال، والذي يلجأ عادة الاحتلال إلي استهداف المدنين بشكل كبير حتى يشكل ضغط على المقاومة لتوقف، وهذا الاحتمال وارد ويستطيع الاحتلال من خلاله أيضاً أن يختبر القبة الحديدية بعد إدخال تعديلات عليها .

الاحتمال الثاني وهو عودة الهدوء إلى قطاع غزة، وهو احتمال يستفيد منه الطرفان في حالة رغبة الاحتلال بعودة الهدوء إلى قطاع غزة وهم مقبول لدي الطرفين بحيث لا يوجد خاسر أو رابح .

الاحتمال الثالث وهو أن يصمت الاحتلال لمدة يومان أو ثلاثة يبحث خلالها على صيد ثمين من قادة المقاومة، مما يستفز المقاومة لرد بطريقة غير منظمة، وبذلك يكون استطاع أن يحقق مكسب بتصفية قائد في المقاومة وهو السيناريو الذي كان غالباً ما يستخدمه الاحتلال خلال الفترة الماضية .


هذا الاحتمالات القائمة والممكنة حدوثها وفي كافة الأحوال نحن غير مقبلين على معركة طويلة الأجل أو عملية واسعة في قطاع غزة، وسينتهي الأمر بالعودة للهدوء لأن الكيان الصهيوني منشغل بالترتيب للأوضاع الأمنية في منطقة سيناء على الحدود المصرية، ويدرس توجيهات النظام الجديد في مصر من خلال الاتصالات مع البيت الأبيض وتواصل الأخير مع المجلس العسكري ولا أعتقد بأن هناك علاقة لما يجرى الآن في قطاع غزة وما يجرى في مصر.


حمزة إسماعيل أبو شنب - 29/7/1433 هـ
 

<