أنذركم يا مسلمون... يا عرب... يا بشر... بالذبح ...

«لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي: يَا بَنِي فِهْر،ٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ، لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيلًا بِالْوَادِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»...


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي: يَا بَنِي فِهْر،ٍ يَا بَنِي عَدِيٍّ، لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيلًا بِالْوَادِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»...


أردت أن أستفتح مقالتي هذه بهذا الحديث الشريف.. الذي يتضمن إنذارا صريحا واضحا من الرسول صلى الله عليه وسلم.. بالعذاب الشديد.. فأردت أن أتكئ عليه.. وأسير على هديه.. ومنواله.. وأن أقيم الحجة عليكم.. وأحملكم المسؤولية كاملة.. أمام الله تعالى.. وأمام التاريخ.. خاصة وأنه في هذه اللحظات العصيبة.. الخطيرة.. الحاسمة.. التاريخية.. التي أكتب إليكم هذه الكلمات... تنطلق وتتعالى في الفضاء.. استغاثات ما تبقى من أهل حمص الشرفاء.. الصامدين... المحاصرين... الفاقدين لأدنى وسائل الحياة.. وهي تتساقط عليهم حمم النار من جنود إبليس اللعين بشار.. الذي عزم وصمم على استئصال شأفة أهل حمص خاصة.. وأهل سورية عامة.. إنه يريد أن يحرق سورية كلها.. بل المنطقة العربية كلها.. إنه نيرون الفرس والمجوس.. في القرن الواحد والعشرين..


إن هؤلاء المستغيثين هم إخوانكم في العروبة.. إخوانكم في الإسلام.. إخوانكم في البشرية.. إخوانكم في الإنسانية.. واجبكم العقائدي.. الأخلاقي.. القومي.. الوطني.. الوجودي.. التكويني.. العضوي.. إنقاذهم ومساعدتهم والدفاع عنهم.. وهذا ليس دفاع عنهم فحسب، بل هو دفاع عن وجودكم .. وكينونتكم على هذه الأرض.. إما أن تكونوا بشراً سوياً... جديرون بهذا الاسم.. أو لا تكونوا...

من منطلق أن الأمة.. بل البشرية كلها هي جسد واحد، إذا أصاب أي عضو سقمٌ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..


ومن منطلق أن نيرون الفرس، ومن ورائه الحلف الشيعي المجوسي.. الصفوي الرافضي.. لن يكتفي بالقضاء واستئصال أهل سورية فحسب.. بل سيمتد إليكم ليستأصلكم ويقضي عليكم، لأن عقيدتهم التي رضعوها مع حليب أمهاتهم، وتربوا عليها طوال أربعة عشر قرنا، أن كل من لا يؤمن بعقيدتهم.. فهو ناصبي يحل دمه وماله وعرضه.. ويستحق الذبح كما يذبحون الآن أهل سورية.. فالذبح قادم إليكم إن لم تتحركوا..

ومن منطلق أن هذه الحياة الدنيا هي اختبار وابتلاء.. حيث يقول الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك:2] {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا} [الأنفال:17] فلا مهرب ولا مفر من أداء الواجب على كل إنسان، فالذي لا يقوم بواجبه الإنساني، سيصيبه العذاب الشديد من الواحد الديان عاجلاً أو آجلاً ...


ومن منطلق خُلقي.. فالمرؤة.. والشهامة.. ونصرة المظلوم.. الملهوف.. هي قيم خُلقية كريمة.. فطرية أودعها الله تعالى في الجبلة البشرية منذ بدء الخليقة.. فالذي يتخلى عنها.. يتخلى عن مقومات وجوده البشري.. وبالتالي لايستحق الحياة.. كما قال شاعر النيل:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

 

د/ موفق مصطفى السباعي
 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

<