صورة الجوال (اعترافات)

ملفات متنوعة

لقد نشأت في عائلة متوسطة الحالة الاجتماعية.. كانت عائلتي محافظة جدا ...

إلا أنا فأنا لم أكن أعرف من الإسلام غير الاسم فقط
المهم لقد تمردت على هذه الأسرة الطيبة ..كنت كل يوم أختلق المشاكل لأجد أي وسيلة تمكني من الخروج من البيت... حيث كنت أذهب إلى رفاق السوء.. حيث كنا نقضي وقتنا في كل شيء حرمه الله تعالى .... حتى أني تعلمت من هؤلاء الأصدقاء عادات كنت أبعد ما أكون عنها .... كانت حياتي بعيدة عن الله سبحانه و تعالى ... ليس هذا فقط كان أصدقائي يسموني بالشيطان الأكبر لكثرة الحيل و الأساليب التي كنت ابتكرها في معصية الله

و في يوم من الأيام كنت جالس أنا و أحد أصدقاء السوء نتبادل أطراف الحديث
فقال لي أنا عندي طريقة لنكسب منها أموالاً كثيرة و بسهولة و بدون أي تعب

فقلت له كيف.
فقال لي ...اسمع.. أنا املك جهاز تليفون كاميرا و هذا الجهاز يستطيع أن يصور أي شخص

و بعد أن نقوم بتصويره سنطلب منه المال .. و إذا رفض سوف ننشر صوره في الانترنت مع القيام بتعديل هذه الصور ..... و بما أني كنت بعيدا ًعن الله وافقت على هذه الخطة الشيطانية لأن فيها المال الكثير .... و بحكم خبرتي في الكمبيوتر أيضاً... بدأت أنا و هذا الشاب نقوم بتصوير الفتيات دون أن يعرفن و نقوم بعد ذلك بتهديد هذه الفتاة بأنها إذا لم تدفع المال المطلوب سوف نقوم بتوزيع صورها على الشباب والإنترنت و بدأنا في التنفيذ...

كنا نقوم بانتهاز الفرصة لأي بنت تقوم بأي حركة غير طبيعية كأن تضحك بصوت عالي في الشارع أو أن تقوم بأي حركة تناسب و ضع الصورة... حتى نتمكن من ابتزازها ... و كنا نفضل الفتيات الغير محتشمات لأنهن فريسة سهلة و بدأنا في كسب المال ... و بعد مرور فترة أسبوع من هذه الخطة الشيطانية

و عندما كنا نصور إحدى البنات الغير محتشمات.. و عندما انتهينا من التصوير... سمعت صوتا خلفي يقول ....

يا هذا اتق الله

يا هذا اتق الله

نظرت خلفي فإذا فتاة تلبس الزي الإسلامي الكامل...فقلت لها أنت من تقول اتق الله
أنا أعرف ربنا أكثر منك , لكنها لم تتكلم و ذهبت ...

فقلت لها ألا تخافين أن أقوم بتصويرك و توزيع صورك

فقالت لي لن تستطيع..

فقلت لها و من سيمنعني ؟

فقالت الله

صدقوني يا إخوان عندما سمعت هذه الكلمة شعرت بقشعريرة تسري في جسدي

الله - الله - الله.......

لم أستطع الرد.. لأن الفتاة كانت قد ذهبت

بقيت في مكاني لم أستطع التحرك...

بعد ذلك ذهبت إلى البيت و تركت صديقي

وعندما دخلت إلى البيت... ذهبت إلى غرفتي و جلست على السرير نظرت فوق الطاولة فإذا القرآن الكريم فوقها.. كان الغبار فوقه ....

سألت نفسي منذ كم لم تفتح القرآن الكريم ؟؟

كان هناك صراع في داخلي و كلمات الفتاة لم استطع نسيانها.. مع أن محاولات كثيرة جرت لإصلاحي و لكنها دون فائدة

هل تعرفون ما الذي جعلني أفكر في هذه الفتاة و بكلامها لي...

إنها الثقة التي كانت تتحلى بها

يا هذا اتق الله

يا هذا اتق الله

...جملة لن أنساها طوال حياتي فتحت القرآن قدراً فإذا هي سورة النور

وعندما و صلت لقوله تعالى

{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [سورة النور:19]

صرت أبكي و أبكي

و أقسمت من يومها على الرجوع إلى الله تعالى
و قد أراد الله مني أن اقرأ هذه السورة

(ما أحلى الرجوع إلى الله)


خلاصة قولي
رسالة صغيرة أوجهها إلى البنات

إلى كل فتاة لا تلتزم الزي الشرعي في لباسها أقول لها اتق الله

و إلى كل فتاة تحافظ على لباسها الإسلامي أقول لها حافظي على هذا اللباس

صدقوني عندما كنا نصور البنات لم نكن نصور الفتيات المحجبات ... كان هناك شيء غريب يمنعنا من ذلك .... ما هو لا أعرف

يقول الله تعالى

{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ } [سورة الحج]

و الحمد لله رب العالمين

تركت أصدقاء السوء.. و أصبح لي أصدقاء جدد ملتزمون .

والله وليي ووليكم
<