ذكرى استشهاد الدكتور عبد الله عزام

هداية

قد قيل أن لكل اسم من مسماه نصيب، وهكذا كان "عزام".. العزيمة الصادقة.. خط للجيل طريقًا غُيب، وأنار للعلماء منارة مفقودة، وأقام الحجة على كل مسلم، وعلم الجمع أن شجرة الإسلام لا ترتوي إلا بالدم الطاهر الزكي، فقد كان درس استشهاده في 24/11/1989 م، وحديث دمه أبلغ ما ترك للجيل.

عزام الظاهرة الفريدة، فهو العالم والمربي والمجاهد، إنه مدرسة قرآنية، وهو الترجمة العملية لمدرسة سيد قطب. لم يكن يخش في الله لومة لائم، فاعتلى صهوة الجهاد، ترك حياة الترف، وانتقل إلى (قواعد الشيوخ ) في الأردن والتي شنت هجمات عسكرية عدة على قوات الاحتلال الغاصب، حيث كان أميرًا لقاعدة بيت المقدس، وخاض عدة عمليات ومعارك ضد جيش الاحتلال، فكانت <معركة الحزام الأخضر>، < ومعركة5 حزيران 1970>، وكان عبد الله عزام قائد الوحدة المنفذة، وقد استشهد فيها ثلاثة من الإخوان، ثم عملية < سيد قطب>.

ولمّا أغلقت أبواب الجهاد في فلسطين، وكان " د. عبد الله عزام " أستاذًا في الجامعة الأردنية انتقل للعمل في ( الجامعة الإسلامية ) في باكستان، وهناك عاود رحلة الجهاد عبر جبال أفغانستان، ولم يكن ذلك يشغله عن فلسطين، بل كان يرى أن إقامة دولة إسلامية حجر الأساس لتحرير فلسطين، فكان يقول: لن يهدأ لنا بال، ولن يقر لنا قرار حتى نعود للجهاد في فلسطين.

في الليلة الظلماء غابت الذروة الشماء وافتقد البدر الذي رحل، وهو يبني بيت الشموخ والكبرياء، لقد كانت الشهادة أسمى أمانيه، فأكرمه الله بها، حيث فجرت سيارته وهو مع ولديه " محمد وإبراهيم " لصلاة الجمعة، واستشهد الثلاثة، وقد أكرمه الله بحفظ جسده رغم استخدام 20 كجم ( تي.إن.تي)، وقد قذفه الإنفجار بعد مترين، ووجد في استشهاده ساجدًا، وظن أول من قدم للمكان أنه حي ويسجد لله شكرا...

رحل عبد الله عزام وهو ينادي: بأن ( مقادير الرجال تبرز في ميدان النزال لا في منابر الأقوال ) ويهتف ( أيها المسلمون حياتكم بالجهاد، وعزكم بالجهاد ووجودكم مرتبط ارتباطا مصيريا بالجهاد، يا أيها الدعاة لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم يا دعاة الإسلام احرصوا على الموت توهب لكم الحياة.... ).

فرحمك الله رحمة واسعة وأنزلت مقعد صدق عند مليك مقتدر.
المصدر: الملتقى