أخي الحبيب.. أريدك أن تتخيل معيّ هذا الموقف

ملفات متنوعة

أريدك أن تطبع هذه الورقة وتكتب اسمك في المكان الفارغ فيها ثم تتخيل أين أنت الآن وما هي الأسئلة التي ستوجه إليك الآن وكيف حالك .

تخيّل:

إنا لله وإنا إليه راجعون ، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عند الله بأجل مسمى، تُوفيّ اليوم .............

وذلك في الساعة الواحدة ظهرًا بينما كان يتناول الغداء أو بينما كان يفعل كذا وكذا .

وسوف يُصلى عليه بمسجد ........... ، وذلك عقب صلاة العصر.
( اعلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد نهى عن النعي « عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهى عن النعي » حسنه الألباني برقم 6911 في صحيح الجامع ، ولكن من باب ضرب المثل " انْزِلا فَكُلا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ )

لماذا لا تتخيل هذا الموقف أخي: هل خدعك إنسان بقوله أن ملك الموت سيرسل لك برقية قبل مجيئه بساعة يُخبرك فيها أنك ستموت فلذلك أخرت التوبة وأقمت علي الذنوب ، أم هل أخبرك أحد أنك لن تموت الآن لأنك ما زلت في مرحلة الشباب ، أقرأ قول ربك إذ يقول: { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } "الذي تفرون منه" إلى الطبيب إذا ما أحسستم بالمرض، وإلى الطعام إذا ما أحسستم بالجوع، وإلى الشراب إذا ما أحسستم بالعطش..

ولكن ثم ماذا: أيها القويّ الفتيّ، أيها الذكيّ العبقريّ، كل باكٍ فسيُبكى، وكل ناٍع فسيُنعى، وكل مذكورٍ سيُنسى، وكل مدخورٍ سيفنى، ليس غيرُ الله يبقى، ليس غيرُ الله يبقى، من علا فالله أعلى.

لا تغرنك الدنيا بما فيها من متاع فإنه والله كما وصفه خالقه متاع الغرور، الذي يُتَمتْع به قليلاً ثم يفنى . ولكن ما الذي يبقي إنه عملك الذي عصيت ربك به، وتجرأت عليه في الخلوات والجلوات.

هل تدبرت { ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }، ثم يردكم ربكم من بعد مماتكم إلى عالم الغيب والشهادة، عالم غيب السماوات والأرض؛ فيخبركم حينئذ ما كنتم في الدنيا تعملون من الأعمال، سيئها وحسنها، لأنه محيط بجميعها، ثم يجازيكم على ذلك المحسن بإحسانه، والمسيء بما هو أهله.
 


المصدر: موقع صيد الفوائد - أبو عبد الرحمن محمد بن عمران

 
 
<