بيان من الشيخ محمود سعيد ممدوح حول ما طبع باسم ( الجزء المفقود من مصنف عبدالرزاق)

ملفات متنوعة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله المطهرين، ورضي الله عن أصحابه الغر الميامين .

وبعد :

فهذه كلمات في البراءة مِمَّا طُبع باسم (( الجزء المفقود من الجزء الأول من مصنف عبد الرزاق )) الذي حققه أخونا الشيخ الدكتور عيسى بن عبد الله بن مانع الحميري حفظه الله ، وقدَّمتُ لها ، فأقول :

أولاً : إنَّ أخي الشيخ الدكتور عيسى بن عبد الله بن مانع الحميري كان قد حصل على جزأين مخطوطين منسوبين لمصنف عبد الرزاق ، وفي مجلسٍ معه أراني الجزء الأول ، وقد شككتُ في أمره لسببين :

الأول : أن الورق رقيق ، والخط حديث .

الثاني : أن النسخة ليس عليها سماعات أو تملُّكات .

وبعد هذا التوقُّف، أحضر الشيخ نُسخاً لمصوَّرات من القرن العاشر تشبه خط الجزء المنسوب، وأخبرني أن هذا الجزء أُخِذَ مِن أصلٍ فُقِدَ، كما أُخْبِرَ بذلك، وأرسلَ الشيخ الكتاب لمركز جمعة الماجد فأخبروه أن هذا الجزء مضى على نسخه خمسون أو ستون عاماً .

وكان من رأي الشيخ أن يقوم بتحقيقه وإخراجه ففعل وطلب مني مقدمةً، فكتبتُها حسب المعطيات التي بين يديَّ حينذاك، ولأنني لم أمعن النظر في الجزء فإن العمل ليس لي، واكتفيتُ بقراءة مقدمة التحقيق للشيخ عيسى فقط، على أساس أن يكون الحكم على النسخة والعمل من قِبل أهل العلم والمتخصصين في المخطوطات.

ثانياً: تبين لي فيما بعد بقرائن كثيرة أنَّ ثقتي في تلك القطعة لم تكن صحيحة، وأنَّ هذه القطعة لا ينبغي الاعتماد عليها البتة.

وإن المسلم البصير يجب عليه ألاَّ يجمد على قولٍ ويكابر، بل ينساق إلى الصواب ويفرحُ به ويدعو إليه.

وأعْلِنُ أنني في حِلٍّ من المقدمة المذكورة ، فلا ينبغي أن تُنسب إليَّ بعد، وأتبرأُ وأستقيلُ منها، وأقول ما قاله الدكتور أحمد معبد عبد الكريم : " ولعل الله ييسر لنا مِن نُسَخِ هذا المصنَّف ما يرفعُ اللبس ويدفع الخطأ ، ويعزز الصواب ، إنه على كلِّ شيءٍ قدير " .

والحاصل مما تقدَّم أنَّ القطعة المطبوعة أخيراً بعنوان " الجزء المفقود من الجزء الأول من المصنف" لا ينبغي الاعتماد عليها البتة ، ولا العزو إليها، ولا ترجمتها ، هذا ما أردتُ إثباته هنا.

رزقنا الله الإنصاف وقول الحق ، والرجوع إليه ، والتمسك به.

محمود سعيد ممدوح المصري الشافعي

دبي في 3 جمادى الأولى 1428هـ

20 مايو سنة 2007م

<