دمشق ستظل أموية ولتسقط النصيرية

فريق عمل طريق الإسلام

يا أسود المسجد الأموي زمجروا، سوريا ستظل أموية فليرضى من يرضى وليسخط من يسخط ولتسقط النصيرية.


جلست مع نفسي أنظر إلى واقعنا المعاصر وأحداثه المؤلمة وأتذكر تاريخنا المجيد وأبكي، رجعت بي الذكريات إلى أكثر من ألف عام، إلى أيام الأمويين، حكم الأمويون العالم الإسلامي إحدى وتسعين سنة، وتولى الحكم فيها أربعة عشر خليفة وكان أولهم معاوية بن أبي سفيان _رضي الله عنه_ وجعل الأمويون من دمشق عاصمة لدولتهم، تذكرت معاوية_رضي الله عنه_وكيف كان حبه للإسلام، وكيف كان يعمل على نصرته ورفع رايته وعلو شأنه، فقد كان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، يا الله كم جاهد الأمويون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الرومان هي السفلى، قاموا بفتوحات رائعة نشرت الإسلام ومدت حدوده من الصين في الشرق إلى الأندلس(أسبانيا) وجنوب فرنسا في الغرب، ومن بحر قزوين في الشمال حتى المحيط الهندي في الجنوب، لقد علموا هذه البلاد الإسلام، بحسن خلقهم، بأفعالهم لا أقوالهم، بتطبيقهم للإسلام، حتى دخل الناس في دين الله أفواجا راضين مختارين، استوعبوا جميع الأجناس والأوطان واللغات والحضارات، وجعلوهم ينصهرون في بوتقة الإسلام.



يا الله لقد جعلوا من عاصمتهم دمشق الحبيبة جنة من الجنان، كم بنوا من قصور وعمروا من مساجد ودور، كم شقوا من ترع وبنوا من جسور، فهذا المسجد الأموي الشامخ يحكي لنا الأمجاد، ويقص علينا حضارة بني أمية العظماء، فهلا نظرتم إلى الفسيفساء وتأملتم زخارفه، وكحلتم العيون بجمال نقوشه، وخارج دمشق بنوا قبة الصخرة وجامع الزيتونة وعمرو بن العاص وقرطبة، حقا لقد جعلوا من دمشق عاصمة الحضارة والعمارة والفنون، عاصمة جميع العلوم ومنارة تنير الكون، فهلا سألتم أبا أدريس عن علمها؟ وهل حدثكم مكحول الدمشقي عن فقهها؟ آه يا مدرسة الشام يا بنت الأوزاعي، يا عروس الإسلام ومنارة العلم وقلعة الإيمان.آه يا دمشق آه.

ماذا أقول؟ وعن ماذا أتحدث؟ هل أتكلم عما قام به الأمويون من جهاد؟ أم ما شيدوه في دمشق من عمارة وفنون، عن الدور أم عن القصور؟ عن الجنان والبساتين أم عن المشافي والطب والعلوم؟ هل أتكلم عن الأساطيل أم عن الحكم والإدارة والعدل والفقه والدين؟ لا، فيكفي أن أحدثكم عن خبر عمر بن عبد العزيز الأموي خامس الخلفاء الراشدين.



آه ومرت الأيام وتعاقبت القرون فحكم دمشق العلويون، و ما أدراك ما العلويون؟ ومن الذي لقبهم بذاك الاسم، هل تعلمون؟ هذه قصة طويلة سأحكي لكم فيها تاريخهم وأقص عليكم نبأهم، لقد سقطت الخلافة العثمانية ووقعت سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، وعندما تشكلت الأحزاب السياسية السورية، أراد الاحتلال التقرب من النصيرية، فأطلق عليهم اسم العلويين، واستطاع النصيريون أن يكونوا نفوذا في سوريا سنة 1965 م، ثم قام حافظ الأسد بانقلاب عسكري عام 1970 م ، وتولى الرئاسة.


ولكن يا ترى ما ديانتهم؟ ديانتهم النصيرية، وما أدراك ما النصيرية؟ يعتقدون أن عليا_رضي الله عنه وحشرنا معه_ إله_قاتلهم الله_، وأنه يسكن السحاب، ويعتقدون أنه خلق نبينا محمد_ صلى الله عليه وسلم_ ويشربون الخمر ويعظمونها، أما عن صلاتهم، فحدث ولا حرج خمس صلوات مختلفة الركعات بلا سجود وبلا طهارة وبلا وضوء ودون تطهر من الجنابة، لهم قداسات كالنصارى ويلعنون الصحابة، فهم كفار خرجوا عن الإسلام.



أما عن أمجادهم التليدة، وإنجازاتهم المجيدة، فحدث ولا حرج، ففي عام 1976 م اتفق الجيش النصيري العلوي مع المليشيات النصرانية واقتحموا تل الزعتر وكان به 17000 فلسطيني سني، فمات 6000 قتيل وجرح الآلاف، ودمر المخيم، أما في سنة 1980 حدث إنجاز عظيم، مجزرة سجن تدمر، فقد أمر النصيري رفعت الأسد الطائرات بضربه بالقنابل ومات 700 سني، وفي نفس العام مجزرة هنانو والشغور، أما عام 1982 فكانت مجزرة مدينة حماة حيث تم عزل المدينة وقصفها بالأسلحة الفتاكة وتم تدمير 88 مسجد، وإبادة 27 عائلة وقتل 40000 سني واعتقال 15000، أما عام 1985 م فقاموا بمجزرة طرابلس، وبدأت مدفعية الجيش العلوي بقذف طرابلس لمدة عشرين يوما، ودمروا نصف مباني المدينة.


أما الآن فمجزرة شهداء صيدنايا الكرام، حيث قاموا بإثارة السجناء، بتدنيس المصحف الشريف ثم أطلقوا عليهم النيران، وقتلوهم شر قتلة، وقدموا أرواحهم قربانا لسركوزي، وصلا لأواصر المحبة القديمة، وولاء لفرنسا التي وضعتهم على عرش سوريا، فهؤلاء هم أسيادهم، ولقد كتبت مقالتي إهداء لأهالي شهداء صيدنايا الكرام لأقول لهم: صبرا أيها الأبطال صبرا، صبرا يا أهل السنة صبرا، صبرا أيها الشجعان صبرا، صبرا أيها الأعزة الموحدون، إن قلوبنا لتحترق من أجلكم وعيوننا تلتهب وتبكي الدم الغزير وتنتحب، ولكن الدين دين الله وهو حتما ناصره، ولئن كانت دولة الباطل ساعة فإن دولة الحق إلى قيام الساعة، فالأيام دول، وغدا ستنقشع هذه السحابة الغبراء المظلمة نعم سينقشع هذا الضباب، لتعودي يا دمشق منارة الإسلام، و عما قليل سيصبحون أذلة صاغرين، وستتوهج قريبا شمس التوحيد، لتحرق ظلمة الكفر المبين، فيا إخواننا في سوريا أبشروا، يا أسود المسجد الأموي زمجروا، سوريا ستظل أموية فليرضى من يرضى وليسخط من يسخط ولتسقط النصيرية.


أختكم في الله: ريهام سامح

المراجع:

موقع صيد الفوائد: http://www.saaid.net/feraq/mthahb/35.htm







المصدر: طريق الإسلام