أختاه ليس الحج كذلك

فريق عمل طريق الإسلام

أختاه ليس الحج نزهة لتضييع الأوقات، وليس كأي رحلة تمر عليك في حياتك، إنه انقلاب الفكر والسلوك معا، هو سفر ولكنه ليس كأي سفر قد مر عليك...

الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله ومجتباه نبينا محمد وآله وسلم وبعد..
أختاه الحج مطلب عظيم للرجال والنساء، الحج يكسب نفوسنا التقوى وهي الغاية العظمى المرجوة منه، الحج يربي النفوس على التعبد الحقيقي لله، الحج يهذب النفوس القاسية عن ذكر الله إن صدقت النية، الحج الحقيقي يا أختاه عندما تلتزمين بحجابك وسمتك وحيائك فيه...

أختاه ليس الحج نزهة لتضييع الأوقات، وليس كأي رحلة تمر عليك في حياتك، إنه انقلاب الفكر والسلوك معا، هو سفر ولكنه ليس كأي سفر قد مر عليك...

أختاه الحج سفر إلى الله، الحج رحلة إلى الخلاق العظيم، رحلة إلى غفار الذنوب، ستار العيوب، وإن الله ليعطيك ما صدقتيه...

الحج يا أختاه له هيبته ومكانته التي ضعفت أو كادت تذهب من بعضكن، الحج بالنسبة لك موسم لجمع أكبر قدر من الحسنات وليس موسما لحصد السيئات يكون وباله عليك حسرات...

أختاه إنها أيام مشهودة معظمة، جمعت بين جلال المكان وقدر الزمان، ولكن..!!، هل ستعاهدين ربك أن تلتزمي بكامل الحياء والحشمة الذي هو تاج على رأسك، كم هن من النساء اللآتي لا يراعين الوقار في مشيهن وكلامهن كم هن من النساء اللاتي لا يبالين في البعد عن الرجال ما استطعن، هل وصل حد اللامبالاة عند بعضكن أن تسرع في مشيتها حتى تضرب بعض الحجاج في كتفه حتى تكاد أن تسقطه، وأخريات يتخطرن صفوف الرجال أثناء الصلاة -وإن كان المبرر موجودا فلا يحق لهن شق صفوف الرجال -!!، فمهلا يا أختاه إلى أين أنت ذاهبة؟!

وبتلك التي ترفع صوتها في الطواف تدعو من يعلم السر وأخفى، أو تلك التي تقف بين الزحام قرب باب الكعبة ترفع يديها عاليا فيبدو من زينتها ما يبدو لتلتقط صورة للكعبة كأنها في بيتها أو في منتزه خالي من الناس!!، كم من إحداكن قد كشفت وجهها الجميل فتنة للطائفين، وأخرى للساعين، هل يليق بكن وأنتن في أقدس مكان أن يكون هذا تصرفكن، فما أبقيتن للأسواق؟!

وإن الله لا يرضى من عملك هذا بشيء بل يبغضه ويمقته، هناك يا أختاه أدب وجمال وخلق للمرأة يجب أن تتزين به وتعتاده قبل أن تفكر في الذهاب إلى الحج، ألا يليق بكن دون حرج شرعي أن تخترن أوقات مناسبة للطواف والسعي والرمي بدل أن تزاحمن الرجال، كم هن من النساء اللآتي لبسن العباءة الضيقة ورأين منها تلك المشية المتمايلة أو رفعت صوتها أو رققته في حضرة الرجال دون مبالاة!!، كم هن من النساء اللآتي خالف سمتهن ذلك الحج المبرور الذي يردنه...

الحج يا أختاه مقصد للتقوى ومن التقوى الستر والعفاف، الحج لك يا أختاه فضيلة وإباء، لا ترضى الحرة أبدا بالتبذل والمهانة وأن تفعل فعل الرجال فإن ذلك محرم وإثم، لا يليق بمن كانت همتها جنة الرحمن ومغفرة الذنوب والاثام أن تفعل هذا..، هل ترضين أن تكسبي آثام المئات عندما تسفرين عن وجهك أثناء الطواف والسعي، إن فتوى العلماء بكشف المرأة وجهها في الحج مخصوص إذا لم تكن بقرب الرجال، حتى لو كان ذلك في الطواف والسعي والرمي، ولو أدى ذلك أن تغطي وجهها في جميع أوقات الحج، إلا إذا خلت مع النساء....

أختاه لا يخفى عليك في هذا الزمن تغير النفوس، وضعف القلوب، لا يخفى عليك في هذا الوقت كثرة الذئاب، وأدعياء الحج ممن ضعفت نفوسهم، وقد اعترف لي بعضهم وحدثني آخرين عن مهازل الحجاج مع النساء مما يندى له الجبين بسبب تقصير المرأة ومحرمها، أختاه صوني نفسك عن كل ما يغضب الله ويخالف هدي رسولك وهدي -أمهاتك- أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات المتسترات، اقرأي كيف كان حجهن وسمتهن وسترهن، لا تتهاوني في الأمر فإنه - والله - جد خطير وليس اكتساب السيئة في الحرم كاكتسابها في أي بلد...

يقول الله تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة الحج: 25]، وفي تفسيرها: "كل ظالم فيه فهو ملحد، والتبرج ظلم، وإبداء الزينة ومحلها الوجه ظلم، وإظهار مفاتن الجسد ظلم، والتمايل في المشية ظلم، ووضع الزينة ظلم، واندفاعها نحو الزحام دون مبرر مما يعرضها ل... ظلم.

أختاه أفترضين أن ترجع أختك التي التزمت بطاعة الله وحرصت كل الحرص على رضى ربها وعفتها وسترها بالأجر، وترجعين أنت بالوزر المضاعف، والوعيد المترتب عليه...

احذري يا أختاه ليس الحج كذلك، ليس الحج أن تصلين في الحرم وعجيزتك في وجه رجل يصلي وراءك، - نعم هذا يحصل كثيرا من أخواتنا - أو من تخترق الزحام ويشجعها محرمها ولا يبالي نحو تقبيل الحجر الأسود!!، كلا يا أختاه ليس الحج كذلك، الحج فقه وتقوى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [سورة البقرة: 197].

الحج يا أختاه أمانة لا ينبغي التفريط فيه ولا الإفراط فيه، الحج لك فهم وفقه قبل أن تقدمي عليه حتى تؤديه وتقومي به دون حرج أو تحرج، فلزام عليك أختاه: الفهم والحشمة والمحرم المتعلم الغيور عليك.

إحرصي على نقاء وشفاء قلبك كما تحرصين على شفاء بدنك، فمرض القلب أشد من مرض الجسد، وموت القلب والإيمان والحياء أشد من موت وفقدان عضو من جسدك أو عزيزعلى نفسك...

أختاه لو تأملت كتاب الله لوجدت أن الله يحوط المرأة المسلمة بهالة من الصيانة والكرامة، لتكون في مقعد الهيبة والوقار، فالمؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، ويبدو إيمانها وتقواها كما يبدو في أقوالها وأعمالها، فتعرف بدلها وسمتها، فلا يجترأ عليها أحد فيؤذيها والله محيط من ورائها وأمامها وعن يمينها وشمالها إن صدقت مع ربها...

أختاه ليس الحج كما يقول من حاد رأيه عن الحق بما أوجب الله بمقتضاه فيجيزون مطلقا بكشف الوجه، أولبس البياض - كالعروس التي تزف!!-، أو يلزمون صراحة أو تعريضا بضرورة الصلاة في الحرم دون مراعاة للزحام الشديد فيه - مع أن الأجر المضاعف في المسجد الحرام ينطبق على كل من كان بيته داخل حدود الحرم وهذا من فضل الله عز وجل (وهذا أحد قولي العلماء)، ومن أرادت الصلاة في الحرم فعليها بالصلاة في المواضع المخصصة للنساء والتي تضمن لها الستر.. فمن لم يكن يا أختاه له فهم وقدم راسخة مع العلماء باعد عن الصواب، وعن الخير الذي يرضاه له مولاه.. فليس الحج كذلك يا أختاه.. فانتبهي رعاك الله لما يريده الله منك ويمليه عليك حياؤك وأنت كذلك إن شاء الله.

وفق الله الجميع لما يحب ربنا ويرضى.

وصلى الله على نبينا محمدوآله وسلم

كتبه محمد الحجي









المصدر: طريق الإسلام