رفات الصحابة الكرام تحت عبث اليهود اللئام

هداية

مقبرةُ الرحمةِ يا أصحابَ الرسالةِ، يا عرب، يا مسلمين!! هي أرض وقف للهِ، فهل ستخبو نار غيرتكم إلى أن يستبيحها يهود؟! أهذا موقفٌ يستلزمُ الحياد؟، والنظرَ والتفكرَ وعقدَ مؤتمراتٍ وسماعِ قصائد وإلقاء كلماتٍ؟!!

مقبرة الرحمة
رفات الصحابة الكرام تحت عبث اليهود اللئام


بِصوتِهِ الأجش، ولهجتِهِ المقدسية، وغيرتِهِ الإسلاميةِ، وحُرقةِ قلبهِ على مقدساتٍ قد انتهكت بيدِ أنجسِ خلق الله، وبنبرة تزلزل الجلمود، وتحرك الجبال الراسيات يرفعُ الشيخ رائد صلاح صوته شاكياً إلى الله فِعل يهود، الفعل الذي لسوئهِ ما سبقهم به أحد من العالمين، وهو انتهاكُ حرماتِ الموتى!!، فحتى الموتى لم يسلموا مِن أذاهم، فقد امتد حقدهم الأعمى ليعبثَ ببقايا أجداثِ الصحابةِ والأبطالِ والشهداءِ الذينَ أكرمهُم اللهُ بجوارِ بيتِهِ المقدّسِ.

تمادوا في غيّهم ولجّوا في طغيانهم يعمهون لمّا لم يجدوا مَن يمنعهم ويضرب على أيديهم، تمادوا وأكثروا الفساد، ومن يصدّهم؟!!!

أهو ذلك الشيخ الذي ينافحُ ليل نهار وحيداً ويدعو ويستثير الهمم.. ولا مجيب؟!

مقبرة الرحمة..

مقبرةُ الرحمةِ -يا مسلمين- هي مقبرة ليست كغيرها، فهي أرض احتوت جنباتها واحتضن ثراها رفاتَ عددٍ مِن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم عبادة بن الصامت الذي ربما ما جُرفت أرض مقبرة الرحمةِ إلا انتقاماً لموقفهِ مِن اليهود في أيام رسول الله صلى لله عليه وسلم، حيث يُروى أنّ ولاؤه للهِ ورسولهِ عظيمًا، وأنّ قومُه كانوا مرتبطين بعهدٍ مع يهودِ بني قينقاع بالمدينةِ قبل مجيء النبي عليه الصلاة والسلام إليها، ولمّا هاجرَ الرسولُ وأصحابُه واستقروا بها، وتجمّعت قبائل اليهودِ عقب غزوة بدر، افتعلت إحدى قبائلهم وهم بنو قينقاع أسبابًا للفتنة والصدام مع المسلمين، فلما رأى عبادةُ موقفهم هذا نبذَ إليهم عهدَهم قائلاً: "إنّما أتولى اللهَ ورسولَه والمؤمنين، وأبرأ إلى اللهِ ورسولِه مِن حلف هؤلاء الكفار وولايتهم".

فنزلَ القرآن مؤيّدًا موقفَه هذا قائلاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} إلى أن قال: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة : 51-56].

مقبرةُ الرحمةِ يا أصحابَ الرسالةِ، يا عرب، يا مسلمين!! هي أرض وقف للهِ، فهل ستخبو نار غيرتكم إلى أن يستبيحها يهود؟! أهذا موقفٌ يستلزمُ الحياد؟، والنظرَ والتفكرَ وعقدَ مؤتمراتٍ وسماعِ قصائد وإلقاء كلماتٍ؟!!

هبّوا وانتبهوا فإنهم يهوّدون القدسَ بل إنهم يُسوّدونها بجرائمهم، وحقدهم يمتدُّ كالأخطبوطِ فوقَ الأرضِ وتحتَها، ولن توقفهم حُرمة الأموات، ولن يردعهم أن مقبرة الرحمةِ تضمُّ رفاتَ قادةٍ كبارِ مِن جيشِ المحررينَ جيش صلاحِ الدين أو أحد المجاهدين البواسل الذين روّوا بدمائهِم أرض فلسطين، ما دام أحفادُُهُم عنِ الحقِ ساكتينَ، وفي جحورِهِم مُختبئينَ وخلفَ مُعاهداتِ السلامِ لاهثين.

مِن أجلِ مقبرة الرحمة ومأمن الله والمسجد الأقصى وحجره وشجره والمقدسيين..

تحرّكُوا لِنصرةِ رائد صلاح وَجيشه الصغير مِن المرابطين، انصرُوه وكونوا لهُ عوناً، احموا ظهرَهُ ليكونَ صدرُهُ قويّاً فِي مواجهةِ الجرّافاتِ، ومقاومةِ قطعانِ المغتصبينَ الآثمينَ، فإن لَمْ تفعلوا فستكون مقبرةُ الرحمةِ بدايةَ النهاية وستكونَ مقبرةُ الرحمةِ مقبرةَ العذاباتِ الطويلةِ لبلادِ المسلمين، واعلموا أنّها حلقةً في مسلسلٍ أحداثه متسارعة وستتسارعُ أكثر ما دامَ القائمون عليه مثابرين في سعيهم، ومخططهم الصهيوني واضحٌ جلي، لكن هل سنشاهد نحن المسلمون بصمتٍ دونَ تفاعلٍ؟!!، هل ستنقضي هذه الحلقة وتتبعها حلقة دونَ أن نخطط لوقفِ هذهِ التداعيات؟!!

متى سنغضب.. ومتى سنتحرك؟؟!!!









المصدر: الملتقى