التعصب لا يمكن أن يكون تديّناً

ملفات متنوعة

التعصب هو : أن تنتمي إلى فكر وتنغلق على الفكر الآخر ... والتعصب هو : أن تمنع الآخر من أن يعرض وجهة نظره ، وأن يطرح رأيه لتناقشه فيه ....


هناك فرق بين أن يكون الإنسان عالما أو مفكّرا ، وبين أن يكون متعصّبا ..
لأن التعصب انغلاق ، بينما العلم أنفتاح .. !

فالتعصب هو : أن تنتمي إلى فكر وتنغلق على الفكر الآخر ...
والتعصب هو : أن تمنع الآخر من أن يعرض وجهة نظره ، وأن يطرح رأيه لتناقشه فيه ....
والتعصب هو : أن تتهم الذين يختلفون معك بالرأي بالضلال أو الابتذال أو الجهل أو الكفر ، دون أن تقدّم الدليل على ذلك .


ولذلك نجد دائما أنّ ( العلماء ) أو ( المفكرين ) يملكون رحابة صدر ، ورحابة فكر ، بحيث أنّك تستطيع أن تناقشهم في كل شيء ، وتحاورهم حول كل شيء .. دون أن تعرّض نفسك لسياط الطعن ، وقذائف الأتهامات .. !


فالإنسان العالم يترك الفرصة دائما للأحتمال الآخر ، ويسمح لوجهة النظر الأخرى قبل أن يؤكّد وجهة نظره ...
بينما يكون الإنسان المتعصب متوترا وخائفا ، لأنّه يخاف من وجهة النظر الأخرى ، ويرى فيها تهديدا لوجوده .. في حين أنّ من هو قوي في حجته لا يخاف من كل نظريات العالم التي تخالفه .. !!


وهناك فرق أيضا بين أن يكون الإنسان متدينا ، وبين أن يكون متعصبا ..
لأن التعصب جهل ، بينما التدين التزام .. !

فأن تلتزم بالفكر بمعنى : أن تعيش فكرك ورسالتك .. شيء ،
وأن تتعصّب له بمعنى : أن تمنع الآخر من أن يناقشك في فكرك .. شيء آخر !


ولذلك فالتعصب لا يمكن أن يكون تدينا ..
كما أنّ الإنسان المؤمن هو إنسان ملتزم وليس متعصبا ..

أمّا الإنسان المتعصب ، فهو إنسان لا يعيش فكره ورسالته ..
وهو إنسان محبوس في زنزانة ذاته ، فليس ما يملكه علما ، بل هي ذات فارغة معقّدة ، تحسب ما لديها علما .. !!


إنّ مشكلة الكثيرين للأسف هي أنّهم لا يفهمون الأسلام ، لأنّهم يحبّونه عاطفة ..
وعندما نحب الإسلام أو أي شيء عاطفة ، فإنّه يتحوّل إلى تعصّب ..
ولذلك فإن جهل الإنسان بفكره ورسالته مع الجانب العاطفي .. يحوّله إلى إنسان متعصّب .. !

إنّ التعصّب حالة ضعف في الأمّة ، تنطلق من حالة جهل ..
ولذلك ينبغي أن نفتح باب العلم للناس في كل ما ينتمون إليه ، وفي كل ما يعيشون حركته ، فإننا بذلك نخفّف الكثير من التعصّب إذا لم نلغه .. !


عندما يكثر علم الإنسان ، يكبر عقله ، ويتوازن قلبه ، وتمتلئ طاقاته ، ويبدع في الحياة ويرفع مستواها إلى الأحسن والأفضل .....
وعندما يكثر علم الإنسان ، تكبر كل عناصر إنسانيته ...

وعندما يكثر علم الإنسان ، يتسع صدره .. فيكون الهاديء اللين المنفتح ، الذي لا يغضب ولا ينفعل .. بل يتلقى الصدمات والأنفعالات ، لينفّسها بطريقة هادئة وعقل بارد ...