قصص مروعة من باجرام يرويها نجل عمر عبد الرحمن

ملفات متنوعة

كشف محمد عمر عبد الرحمن، النجل الأكبر للزعيم الروحي لـ "الجماعة الإسلامية" في مصر، والمفرج عنه حديثًا بعد فترة اعتقال دامت خمس سنوات بالسجون المصرية عن أساليب التعذيب "البشعة" المتبعة في معتقل "باجرام" الأمريكي بأفغانستان، والذي احتجز فيه ...



كشف محمد عمر عبد الرحمن، النجل الأكبر للزعيم الروحي لـ "الجماعة الإسلامية" في مصر، والمفرج عنه حديثًا بعد فترة اعتقال دامت خمس سنوات بالسجون المصرية عن أساليب التعذيب "البشعة" المتبعة في معتقل "باجرام" الأمريكي بأفغانستان، والذي احتجز فيه بعد اعتقاله بباكستان عام 2002.


وبعد اعتقاله في باكستان التي فر إليها بعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان أواخر 2001، تم تسليم "أسد الله" للسلطات الأمريكية التي احتجزته بقاعدة "باجرام" وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بأفغانستان، حيث تعرض لأشد أنواع التعذيب قبل أن تسلمه للسلطات المصرية في عام 2005.


وقال في مقابلة مع موقع "الجماعة الإسلامية" تطرق فيها إلى الفترة التي أمضاها داخل المعتقل الأمريكي: "كل ما نسمعه عن احترام حقوق الإنسان في السجون الأمريكية.. إنما هو هراء لا أصل له.. ولا يمت للحقيقة بصلة.. فأدنى الحقوق الآدمية لا يعطونها للمعتقلين. فقد يجلس الأخ مدة ثلاثة أو أربع أشهر لا يمس الماء جسده.. ولا يغير ملابسه.. ولا يقص أظافره.. ولا يحلق رأسه. أما قضاء الحاجة فيكون في جردل (دلو)".


وأضاف "وفي الفترة الأولى التي تقارب الشهرين لا يسمح له حتى باستخدام الحجر في الاستنجاء.. وهم الذين يشربون المعتقل الماء بأيديهم.. بل وإن استخدام الجردل يكون بوقت.. حيث أن الأخ يكون مقيدًا من يديه ورجليه ليس فقط.. وقد يكون مربوطًا في حلقه في الجدار.. ويكون في وضع الجلوس حتى لا يستطيع النوم.


وتابع قائلاً: "ولا توجد في الفترة الأولى غطاء سواء بطانية أو غيرها.. بل يبقى الأخ في برد الشتاء في أفغانستان.. وما أدركم ما الشتاء في أفغانستان وكابل خاصة.. فقد يبقى الأخ وما عليه إلا بدله أفغانيه تستره. أما الطعام فقليل جدًا وليس نظيفًا.. وهو مقسم كالتالي.. يوم وجبتين غداء وعشاء.. واليوم التالي غداء فقط.. ثم يبقى الأخ هكذا بدون عشاء إلى اليوم الثالث".


وتستخدم قوات الاحتلال في أفغانستان قاعدة "باجرام" التي تقع إلى الشمال من العاصمة الأفغانية كابول منذ أسقطت حكم "طالبان" في ديسمبر 2001.
ويقع داخل هذه القاعدة المعتقل سيء السمعة الذي شكا معتقلون سابقون فيه من تعرضهم للتعذيب أثناء وجودهم فيه، إلا أن المسئولين الأمريكيين نفوا هذه التهم وأصروا على أن كل نزلاء المعتقل يحظون بمعاملة إنسانية.


وكشف نجل عمر عبد الرحمن عن تفاصيل "تعذيب مروع وبشع" داخل معتقل "باجرام"، خلال الفترة التي أمضاها فيه، ومنها أن المعتقل "كان يعلق من يديه في ماسورة مرتفعه.. ولكن تبقى رجله على الأرض.. ويجلس هكذا عدة أيام حسب كل أخ.. ولا يستريح إلا عند التحقيق معه.. أو في أوقات بسيطة".


كما كان "يجرد تمامًا من ملابسه ليكون عاريًا كما ولدته أمه.. ويسكب الماء المثلج فوق رأسه وجسده أثناء التحقيق معه.. ويزداد الأمر سوءً إذا كان في فصل الشتاء"، بحسب روايته. وكان يتم دفع المعتقل لتضرب رأسه بقوة في الجدار، وقد أدى ذلك إلى إصابة معتقل يدعى عمار البلوشي بارتجاج في المخ بسبب ذلك، كما يقول.


وخلال الاقتياد إلى التحقيق للاستجواب يقول "إذا كان المحقق مستعجلاً ويريد إنهاك المعتقل قبل التحقيق معه.. يأخذه أحد الجنود الأمريكيين ويجري به في الطرقات وهو معصوب العينين ومقيد اليدين. وأثناء التحقيق يرفع الجنود الأخ بسرعة ويجرون به.. ثم يضعونه في نصف برميل.. فيجلس الأخ القرفصاء مضطرًا.. ثم يغطون البرميل. يوثقون الأخ أثناء التحقيق بأشكال وأوضاع مختلفة.. لا يستطيع الأخ أن يصبر عليها بضع دقائق حتى يصرخ ويتألم".


واستدرك قائلاً: "يبقى الأخ مقيدًا في الحديد من يديه ورجله.. بل ويده مقيدة إلى وسطه.. ورجليه مثنية على وضع القرفصاء.. ثم يربط في حلقه في الجدار فلا يستطيع أن ينام ولا أن يقف.. مما تنتج عنه آلام شديدة في الظهر والركبتين ولا تفك هذه القيود حتى يرى الطبيب أن الركب قد تورمت.. وغير ذلك من طرق التعذيب الجسدي"، كما يقول في روايته كشاهد عيان على ما يحدث داخل المعتقل الأمريكي.


وإلى جانب عمليات التعذيب البدني، كشف عن تعريض المعتقلين داخل سجن باجرام لتعذيب نفسي، ومن ذلك أنه يتم "تسليط الموسيقى الصاخبة والطبول العالية على الزنازين طيلة 24 ساعة.. ولا تنقطع في الشهر إلا مرة أو مرتين لمدة ربع ساعة فقط. ظلام دامس في كل الزنازين.. حتى أنك لا تعرف الليل من النهار.. أو الفجر من العشاء".


وفي ظل هذا الوضع يقول "فكنا نصلي بالتقدير حتى أني ذات يوم أردت أن أصلي العشاء وبدأت في الصلاة وإذا بالموسيقى تقف.. فأسمع الأذان من الغرفة المجاورة.. وإذا بي أسمع المؤذن يقول" الصلاة خير من النوم".. فعرفت أن هذا أذان الفجر.. مع إني كنت أظن الوقت هو وقت العشاء".


على العكس من ذلك يقول إنه ورغم ما يتردد عن سوء الوضع داخل السجون المصرية إلا أنه لاقى فيها معاملة أفضل من المعتقل الأمريكي "معاملتي كانت راقية جدًا في سجن طرة طوال فترة بقائي فيه.. فالزيارات كانت مفتوحة لي يوميًا ودون أي قيد.. الطعام الشراب كما أريد.. عندنا كل وسائل الترفيه.. لا يمنع عني أي زائر.. سواء كان قريبًا أو بعيدًا.. ولم أتعرض لأية مشاكل أو متاعب طوال فترة بقائي في معتقل طرة".


يشار إلى أن السلطات المصرية أفرجت عن الابن الأكبر لزعيم "الجماعة الإسلامية" (37 عامًا) بعد مناشدة عدة من "الجماعة الإسلامية" وهو ما اعتبرته بادرة خير من قبل السلطات الأمنية واستكمال للمبادرة التي طرحتها الجماعة عام 1997.


وتأمل الجماعة في مبادرة مماثلة تجاه والده الدكتور عمر عبد الرحمن البالغ من العمر 72 عامًا والذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة بالولايات المتحدة منذ عام 1990 بعد أن أدين بـ "التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993"، و"التخطيط لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك".


فعلى الرغم من المناشدات المتكررة بالإفراج عنه بسبب ظروفه الصحية إلا أن السلطات الأمريكية ترفض الإفراج عنه، وحتى بعد أن أعلن من داخل السجن تأييده لمبادرة "وقف العنف"، التي أعلنتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997.

الأربعاء 08 سبتمبر 2010 م
 


المصدر: موقع مفكرة الإسلام

<