زلزال 14 سبتمبر

ملفات متنوعة

انتابتني كل هذه المشاعر بعد تصريحات البطل بيشوي لجريدة المصري اليوم، اسمحوا لي أن أسميه بطل من باب وصف الشخص بضد ما فيه زيادة في التبكيت...



زلزال 14 سبتمبر، رصاصة الرحمة، الحقيقة عارية، ليلة القبض على الحقيقة، سقوط الأقنعة.
كل هذه عناوين فكرت فيها لهذا المقال الذي أكتبه في حالة من الذهول اللا مسبوق وحالة من الغيظ والغضب والقهر لم أعرفها في حياتي وأيضا حالة من الأمل لإيماني أن المحنة بعدها بشرى بإذن الله.

انتابتني كل هذه المشاعر بعد تصريحات البطل بيشوي لجريدة المصري اليوم، اسمحوا لي أن أسميه بطل من باب وصف الشخص بضد ما فيه زيادة في التبكيت.


إنه حقاً زلزال بقوة لم يعرف لها ريختر مثيلاً، زلزال قلب موائد الوحدة الوطنية على ثياب أصحابها فلطخها بالعار والخزي وأثبت لهم أن الحل ليس في دفن الرؤوس في الرمال وليس بمجاملات ماسخة وأحاديث مضحكة، أطلق بيشوي البطل رصاصة الرحمة (من قلب لا يعرف الرحمة) على الشراكة المزعومة، والأخوة المدعومة، وقتل الابتسامات الصفراء، وقبض على الحقيقة عارية لا يحول بين سوءتها وبين أعين الجميع حائل، حتى لا يبقى لمجنون ولا عبيط ولا مكابر عين يُذر فيها الرماد، أسقط البطل بيشوي الأقنعة الباسمة عن وجوه كالحة تخطط لإحراق الوطن.

لا زلت لا أصدق حتى الآن أنهم قد فعلوها بهذه السرعة، كنت أظن أن آوان هذه التصريحات لم يأت بعد، لكن يبدو أنهم لم يجدوا سبباً لتأخيرها أمام حالة الموت الكامل للنظام. لا زلت لا أصدق أنهم قالوها بهذه الصراحة، وهذه الوقاحة، وهذه الجرأة، لا زلت لا أصدق أنني عشت حتى سمعت هذا الكلام في مصر.

لا زلت لا أصدق أنه قاله هكذا، ضارباً عرض الحائط بكل الاعتبارات فلا راعى وحدة وطنية، ولا شراكة، ولا تاريخ، ولا جغرافيا، ولا حالة الغليان، بل ما راعى حتى (العيش والملح) الذي يأكله مع المنبطحين في موائد الكذبة الوطنية، ياالله.. أي حرج ذلك الذي سببه لأصدقائه من المنبطحين؟ العجيب أنه لم يدع لهم مخرجاً - ولا قدر سم الخياط - لم يعطهم مخرجاً وأراق ماء وجوههم بقسوة وبلسان بارد، قتل أصدقاءه من الميتين أصلاً قتلاً غير رحيم - ربما لأنه بالتأكيد لم يسمع بحديث أحسنوا القتلة وأحسنوا الذبحة.
يااااه هل أنا في حلم أم في علم؟ أو قد قالوها؟ هذا صريح الإذلال!!


أين البرادعي أمل مصر في التغيير الذي ذهب لبيت خالد سعيد؟ أين أيمن نور؟ أين الوزيرة مشيرة خطاب التي تحمي كل أنثى من الختان حتى لو كانت دجاجة في حظيرة في أقصى ريف مصر؟ أين محمود سعد صاحب الخبطات مع مرتضى وشوبير؟ أين عمرو أديب الذي لا يترك قضية تمر؟ أين معتز ومنى ووائل؟ أين عمرو الليثي أم أن كاميليا ليست واحدة من الناس؟ أين مجلس الشعب بالكامل الذي لم يقدم طلب إحاطة واحد!!!؟

أين الإخوان المسلمين الذين يزلزلون البلد لأقل من هذه الكارثة بكثير؟ أين الدعاة الذين يخصصون الحلقات والسلاسل لأجل تعدد الزوجات؟

أين المحامون الذين شلوا حركة البلد لأجل زميلين لهم؟ أين الذين انتظروا تامر حسني خارج السجن ودفعوا مئات الألوف ليضعوا له إعلاناً كبيراً في أشهر أماكن الإعلان في مصر ليقولوا له: بنحبك يا تامر!!! أليس هناك من يحب مصر أيها الناس؟ أين النائب العام الذي حفظ التحقيق في قضية كاميليا؟ بل رفض فتح تحقيق أصلاً؟ أين هو من هذه التصريحات الوقحة التي تكفي لتدمير البلد عن آخرها؟ أليس هذا تحريض؟ أليس هذا ازدراء للأديان؟


أين الكتاب المغاوير الذين يستنكفون أن يكتبوا اسم الإخوان ويسمونها "المحظورة" ويقاتلون لأجل منعها من الحصول على أي دور في الحياة السياسية بزعم أنها تهدد السلام الاجتماعي والنسيج الوطني وأنها لو وصلت للحكم فسوف تتبنى منهجا طائفياً قد يجر مصر إلى كارثة!! آلمحظورة هي التي يمكن أن تقود مصر إلى الآتون الطائفي أم هؤلاء المهاوييس الذين يضغطون بمنتهى الرعونة والتهور والغل الأعمى على جرح الأغلبية، ويسخرون بمقدساتهم، ويتحدون مشاعرهم بمنتهى البجاحة والتهور والطيش والغشم؟؟؟؟
أين هؤلاء الكتاب المغاوير يدركوا البلاد والعباد ويشنوا حملة إجماع على هذا المتهور الذي يلعب بالنار ليحرق أمة بالكامل؟

وعلى ذكر الحملات، أين أمن الدولة الذي يطارد رجال المحظورة من فراش إلى فراش ومن غرفة إلى غرفة؟ ويعطلون أحكاماً قضائية بالعشرات بالإفراج عن هؤلاء الشرفاء؟ أين هم؟ وهم الذين قبضوا على شاب أعرفه لأنه ركب خلف شاب آخر موتوسيكلاً في الحلم إي وربي في الحلم؟ لحماية أمن الدولة.


أين الذين يوقفونني في المطار (على جنب) أنا وكل ملتحي ذهاباً وإياباً لمجرد أن في وجوهنا لحية وأنا أشهد الله أنني أقول في نفسي في كل مرة - ومع كثرة أسفاري - أقول لنفسي إنهم يؤدون عملهم ويحفظون أمن الدولة، فالآن يا أمن الدولة من يعذرنا من رجل بلغ أذاه حداً لا يمكن السكوت عليه، كل ما كان وكل ما قيل كوم وهذه التصريحات كوم آخر.
لو مرت هذه التصريحات بلا حساب فعلينا وعليكم وعلى المسلمين بل وعلى النصارى السلام (أي سلام). لو مرت فالأشرف لنا أن نعلن هزيمتنا وأن نخرج إلى الصحراء نطلب النصر بالنساء والأطفال والعجائز والبهائم، يا رئيس البلاد ويا نجل رئيس البلاد ويا رئيس الوزراء ويا وزير الداخلية ويا وزير الخارجية يا كل وزير وغفير وأمير ويا كل صعلوك وكبير، نناشدكم الله والرحم، نحن لسنا من دعاة الفتنة ولا التسخين ولا الظلم لكن الذي يفعله هؤلاء القوم الآن سيحرق الأخضر واليابس نستحلفكم بالله أدركوا مصر قبل ألا ينفع الندم.

أوقفوا المتهورين عند حدهم وألزموهم قدرهم وحاسبوهم، حاسبوهم بأي قانون يتحاكم إليه العقلاء.


إن استمرار التراخي أمام التمدد النصراني بحجة الضغوط أو حجة نزع فتيل الأزمة إنما هو في الحقيقة فتح لباب المزيد من الضغوط وصباً للنار على فتيل الأزمة، إن الذي يحدث الآن من الدولة والكنيسة إنما هو توفير أجواء تاريخية لكارثة تاريخية بحيث أن الأمر لم يعد يصلح أن نسميه لعب بالنار بل هو لعب بأمة بالكامل، لعب بقنبلة نووية.


إن أي عاقل بل نصف عاقل لا يحتاج إلى نباهة ليتوقع النهاية المأساوية لهذا الانبطاح الأحمق من الدولة وهذا التهور الأعمى واللا مسئول من الكنيسة، لا شك أن الجميع يرى في الأفق نذر كارثة قريبة ومدمرة، ولا شك أن الخطوط الحمراء التي يتم تجاوزها يومياً هي خطوط متقدمة جداً، ولا شك أن الاستفزازات اللا مسئولة تدق طبول حرب طائفية لم تعرفها بلادنا لما كان كل طرف يعرف ما له وما عليه.
الذي يحدث يوفر بيئة مثالية لعودة دوامة العنف ولكن بشكل لن يبقي ولن يذر، الدولة توفر بيئة مثالية لظهور جيل جديد من أمراء العنف ولكن عندهم هذه المرة اليوتيوب ليحولوا الشباب الصغير بمشاهد مؤثرة إلى قنابل موقوتة.


معذرة فاتني أن أقول نقطتين:
الأولى: أن حكاية أن المسلمين ضيوف على النصارى في مصر هي كذبة كبيرة وخدعة ووهم آن لنا أن نقف عندها وقفة حتى يبتلعوا هذه اللبانة للأبد وليسمح لي إخواني أن أقدم لهم هدية هي في نظري لمن هو مهتم بهذه القضية أقول في نظري أن هديتي هذه لا تقدر بثمن، ثلاثة روابط تقضي على أكذوبتين كبيرتين ألا وهما أكذوبة أننا ضيوف والأكذوبة الثانية تخص العدد الحقيقي للنصارى في مصر وأرجو من إخواني نشر هذه الروابط وبذل أقصى أقصى جهد في ذلك.

http://www.salafvoice.com/article.php?a=3731&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9hcnRpY2xlcy5waHA/bW9kPXN1YmNhdGVnb3J5JmM9MTMw

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=5690


http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39222


النقطة الثانية: عودة إلى أن (تحت كل محنة بشرى) و(من المحن تأتي المنح) وأنا أكاد أقسم بالله غير حانث إن شاء الله أن هذه التصريحات هي هدية العمر لنا، وأكاد أصرخ صرخة أسيد ابن حضير لما نزلت آية التيمم فأقول ما هذه بأول بركتك يا كاميليا، وأكاد أسمع وأرى التوبيخ والتأنيب الذي يتلقاه البطل بيشوي على تصريحاته الكارثية، بل أكاد أسمعه قبل أن يقوم من أمام الصحفي الذي أدلى له بهذه التصريحات أكاد أسمعه يؤنب نفسه ويوبخها وينهرها ويسألها كيف قالت ما قالت وهي تجيبه: (أنطقني الله الذي أنطق كل شيء).

خالد الشافعي
kaledshafey@yahoo.com

 


المصدر: خالد الشافعي - خاص بموقع هدى الاسلام