الدين أهم من مكاسب السياسة يا إخوان

الأستاذ ممدوح إسماعيل

جماعة الإخوان المسلمين من أكبر الجماعات الإسلامية في مصر والعالم لذلك يتوقع منها المسلمون دائماً مواقف قوية معبرة عن آمال الأمة في كل حادثة ولكن أحياناً مايكون للجماعة حساباتها الخاصة ...


جماعة الإخوان المسلمين من أكبر الجماعات الإسلامية في مصر والعالم لذلك يتوقع منها المسلمون دائماً مواقف قوية معبرة عن آمال الأمة في كل حادثة ولكن أحياناً مايكون للجماعة حساباتها الخاصة التى لاتعبر تعبيراً مرضياً عن آمال المسلمين بل تصدم قطاع كبير من المسلمين المحبين للجماعة وأحسب أنني منهم وأشير فقط للموقف الضعيف من العدوان الأمريكى على العراق وأفغانستان بالمقارنة (وأكرر بالمقارنة) بالموقف القوي والفعّال من الاحتلال اليهودى الصهيونى لفلسطين مروراً بمواقف كثيرة ليس المقال مجال حصرها .


وحتى لا يتشعب الحديث أتوقف مع حدثين مهمين إنشغل بهما المسلمون في مصر والعالم..
الأول ماحدث من الكنيسة المصرية من احتجاز المواطنة كاميليا شحاتة ورغم أن الجماعة لها مواقف في قضايا حقوق الإنسان وعلى المستوى الفردي لأعضاء الجماعة كان لهم مواقف غيورة على الإسلام.
لكن الموقف الرسمى للجماعة صامت كأن مايحدث يجرى في جزر المالديف ثم ظهر بيشوي بإهانته للمسلمين أنهم ضيوف واستعداده للقتل وثار الشعب المصرى ولم تتكلم الجماعة ثم ظهر بيشوي يطعن في القرآن بكل أسلوب خسيس علانية وانفجر بركان الغضب فوقف مجمع البحوث الإسلامية ضد هذا التطاول وهنا تذكرت الجماعة فأصدرت بيان بعد ثلاثة أيام من كلام بيشوي في نفس اليوم متوافق مع بيان المجمع.

التساؤلات والنقد كثير لموقف الجماعة الصامت
هل خشية أن تتهمها الدولة بإثارة الفتنة ؟
الإجابة تقول كيف وقيادات الكنيسة لاتتحرج من إثارة الفتنة ولاتتوقف
والدولة مستاءة من تصرفات الكنيسة ودخول الإخوان سوف يحدث توازن في القوى مما يدفع الكنيسة للتراجع عن فرض العضلات.
 
لكن البعض يقول أن الدولة طلبت منهم الصمت لعدم زيادة الاحتقان في مقابل تسويات سياسية يزيد من ذلك الرأى الذى علت نبرته يقول أن الإخوان حريصين على أصوات المسيحيين في انتخابات البرلمان ولذلك قرروا الصمت للحصول على مكسب سياسي (وهنا أشير للندوة التى عقدت في نقابة الصحفيين وأدارها الأستاذ محمد عبد القدوس وهو عضو إخواني كبير مع جريدة وطني المسيحية وفرض على المنصة أربعة من المسيحيين ولا يوجد صوت إسلامي مطلقاً ومن ظهر من المسلمين برأي يكشف التطرف الكنسي يقاطعه عبد القدوس مع المسيحية محررة جريدة وطني مما استفز الحضور من المسلمين بصورة لافتة حتى صاح الصحفي سليم عزوز وهو لا يحسب على الإسلاميين قائلاً أن الإخوان يفعلون ذلك للحصول على أصوات المسيحيين).

وهنا مع يقيني من إخلاص الجماعة للإسلام لكن العمل الصالح مهم مع الإخلاص لذلك أعتقد أن صدور بيان وتحرك عاقل من الإخوان ينصر العدل والإسلام ضد تطرف الكنيسة من أول الأزمة هو أهم من أى مكسب سياسي ظني مرجوح يزيد أن انتخابات البرلمان التزوير فيها راجح ونصر الإسلام واجب والنتيجة راجحة يقينية وهى رضا الله أولاً ثم نصر الإسلام والمسلمين ضد التطرف الكنسي وتحقيق توازن مهم علاوة على أن ذلك يحقق والله نصر شعبي للإخوان راجح.
ولكنهم يبدو لاستغراقهم في الحسابات السياسية منذ أن دخلوا البرلمان وضعف عملهم الدعوي أصبح الرأي الرسمي أحيانا يرتعش ويلجأ للصمت في المواقف التي يجب فيها نصر الإسلام وهو صمت لا يليق بجماعة الإخوان التي أحبها وأتمنى أن تكون متوافقة مع كل حدث بما يرضي الله فقط.......

انتقل لحادثة مهمة جداً حدثت في نفس التوقيت
ألا وهى سب السيدة عائشة بقذارة شيعية إنطلقت في لندن من الخبيث ياسر الخبيث وتناقلها العالم كله لشدة وقاحاتها وفجورها وانبرى المسلمون الغيورين في العالم كله يدافعون عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وخصصت وسائل إعلام أيام لحملات دفاع عن عرض رسول الله وتفاعلت منظمات وهيئات إسلامية كثيرة في العالم لكن الموقف الرسمى لجماعة الإخوان صامت لماذا ؟ تساؤل مهم انتقده الكثير من الإخوان على منتديات الإخوان
البعض قال إنها الحسابات السياسية للجماعة مع الشيعة في إيران ولبنان
والسؤال هل عرض النبي أقل من مكاسب السياسية مع الشيعة.
لا والذى رفع السماء بلاعمد.

إن أم المؤمنين عائشة لا يساوي النيل من ظفرها بل التراب الذى مشت عليه شيعة العالم كله إن الدفاع عنها دفاع عن الدين ونصرة للقرآن ودفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل رضا خامئني وحسن نصر الله أهم من رضا الله ونصر القرآن ورسول الله صلى الله عليه وسلم !!!! لاورب الكعبة !

ولايمنع أن أفراد من الجماعة وضعوا أسمائهم على بيانات فالعبد لله وضع اسم الدكتور عبد الرحمن البر وأخى جمال تاج وغيرهم وهم غيوريين على أم المؤمنين على بيان الهيئة العالمية للدفاع عن السنة ثم فوجئت بموقع الإخوان يشطب كل أسماء البيان حتى من أصدروه ويكتفي بأسماء الإخوان محاولاً الظهور بموقف : ده كلام ؟؟!!

في الوقت الذي لم تصدر الجماعة ولا حرف ينتقد الحقد الشيعى الخبيث وهو ليس موقف شخص بل عقيدة مدونة في كتب الشيعة
ومما يثير مرارة الحزن أن الجماعة وأفرادها انطلقت كتائبهم تدافع عن الإمام حسن البنا وتاريخ الجماعة الذى تم تشويهه في مسلسل ولم ينبرى ربع العدد ولاعشره في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.
مما يشير إلى وجود خلل منهجى في إرادة وإدارة التحرك في الجماعة وعند بعض أفرادها فأم المؤمنين مع حبي لحسن البنا أفضل منه ولامجال للمقارنة والدفاع عنها واجب شرعي.
إنه لموقف محزن جداً للجماعة مع يقيني بغيرتهم على الإسلام وعلى رأسهم فضيلة المرشد محمد بديع الذى كنت أتوقع منه وهو الرجل الدعوي مزيد من نصرة الدعوة لكن للأسف لوبي المكاسب السياسية الظنية مازال منتصراً على الدعوة في الجماعة.

ولا يبرر أن للسياسة رجال وللدعوة رجال فجماعة الإخوان جماعة إسلامية والدعوة تحتاج لجماعة الإخوان أن تفف في الخندق تدافع عن الدين مع إخوانهم المسلمين جماعات وأفراد ويبقى أنني لا أنتقد العمل السياسي للإسلاميين ولكني بكل وضوح أنتقد أن تطغى حسابات سياسية ظنية على العمل الواجب لنصرة دين الله.
اللهم بلغت، اللهم فاشهد.
 
ممدوح إسماعيل - محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام