لآيات لقوم يعقلون

محمد نصر

شاهدت شابا بريطانيا يحكي قصة إسلامه، وكان مما قال أنه كان قد قد وصل إلى قناعة روحانية وعلمية بأن الإسلام هو دين الحق من رب العالمين، ولكن بقيت لحظة اتخاذ القرار...


شاهدت شابا بريطانيا يحكي قصة إسلامه، وكان مما قال أنه كان قد قد وصل إلى قناعة روحانية وعلمية بأن الإسلام هو دين الحق من رب العالمين، ولكن بقيت لحظة اتخاذ القرار.


فجلس في جوف الليل ينتظر أن تأتي له آية من الله تجعله يتخذ قرار الإسلام، كان ينتظر مثلا أن تضيء شمعة، أو يحدث أي شيء. وجلس ينتظر و ينتظر و ينتظر ولم يحدث شيء. وحينها تنهد حسرة وقال ما معناه كنت أتمنى أن أعتنق الإسلام ولكن لم تأتني آية.


عندها قرأ في المصحف وقلب الصفحة فوجد تلك الآية من سورة البقرة: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} [164]


نعم، إن كل ما حولنا في هذا الكون هي آيات و رسائل، و لكن {لقوم يعقلون}.


وهل ما في الكون من آيات، من سماء وأرض، وليل ونهار، وبحار وأنهار، وأشجار وأزهار، ورياح وسحاب وأمطار، وأنعام لها أصواف وأوبار، وغيرها مما لا يحصى من آيات إلا بصائر ودلائل على بديع صنع الله الواحد الأحد الذي أحسن كل شيء خلقه.


وهل اصطفائه لأنبيائه من أشرف الناس نسبا، وأكرمهم خلقا، و أحسنهم وصفا، وتأييدهم بالمعجزات الحسية، و بإصلاح أممهم، والمبشرات بهم في الكتب السابقة، واتباع الكثير من أحبار أهل الكتب السابقة لهم، ونصرهم على عدوهم، وعلو دينهم وذكرهم في الآفاق إلا آيات بينات ولكن "لقوم يعقلون".


يقول الشاعر:
 
تأملْ سطورَ الكائناتِ فإنها *** من الملأ الأعلى إليكَ رسائلُ
وقد خُطّ فيها لو تأملتَ سطرها *** ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطلُ
 

اللهم اجعلنا من أولئك الذين يعقلون.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

<