سلفي ..إخواني ..إسلامي .. بخ بخ

أبو الهيثم محمد درويش

الإسلاميون .. تلك الفزاعة التي يلوك الليبراليون والنصارى بها ألسنتهم ... ويبثون من خلالها أحقادهم بعد أن أثبتت الشعوب ولائها للإسلام وتعطشها لتحقيق رضوان الله، باتباع شرعه وانتهاج سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..


الإسلاميون .. تلك الفزاعة التي يلوك الليبراليون والنصارى بها ألسنتهم ... ويبثون من خلالها أحقادهم بعد أن أثبتت الشعوب ولائها للإسلام وتعطشها لتحقيق رضوان الله، باتباع شرعه وانتهاج سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

الفزع والذعر من الإسلام نفسه واضح جلي لا تخطئه عين، فالمحاولات المستميتة للتخويف من الإسلاميين وتشويه صورتهم تحاول إظهارهم وكأنما نزلوا من السماء، وكأن كارهي الإسلام نسوا أن الإسلاميين باختلاف توجهاتهم وحركاتهم الدعوية خالطوا الجماهير وتأثر الناس بهم حتى أضحوا هم الجماهير، فلا يخلو بيت من بيوت المسلمين من محافظ على الصلاة أو داع إلى الله أو امرأة متحجبة ساترة، أو شاب يطلب العلم أو آخر يخدم الدعوة، هذا واقعنا الحقيقي، ومن يريد الآن دس رأسه في الطين ليحارب الإسلام فليعلم أنه إنما يحارب الجماهير المسلمة التي اختارت الإسلام نفسه دون تمييز بين حركة إسلامية وأخرى، اختارت كتاب ربها وسنة نبيها وعلماء أمتها ودعاتها الطاهرين، وهكذا أفرزت ديمقراطيتكم ... أفرزت الإسلام، الذي يدعو إلى الشورى والعدل والحرية والرقي الخلقي والمادي .


لذا أقول :
إن التخويف اليوم من الإسلاميين إنما هو مناطحة جبل أشم، وإنما هو محاربة السحاب .
ولكن أخوف ما أخاف على الإسلام والمسلمين اليوم هو تلك الفئة المنافقة التي فشلت في تشويه الصورة ومحاربة الإسلام والمسلمين، فتحاول الآن الاندساس وسط الجماهير وادعاء الالتزام بتعاليم الإسلام والتمسح به ثم تبدأ في افتعال ما يشوه الصورة ويسبب الضرر .
هذا الأمر ليس من باب التخيل ونظرية المؤامرة وإنما هي الحقيقة المرة .


يقول المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس حفظه الله :
باختصار شديد، ودون مقدمات، أدلي بشهادتي وبلاغي:
لقد اتصل بي من أعرفه وأثق فيه ثقة كاملة ، طالبا مني أن أبلغ ولاة الأمر بمصيبة توشك أن تنقض على الوطن، وهذا الشخص يعمل في مؤسسة يوجد فيها عشرات الآلاف ويتردد عليها عشرات الآلاف، ونظرا لأنه يعمل في هذه المؤسسة منذ فترة طويلة فهو يعرف جميع المخبرين والموظفين المرتبطين بجهاز الأمن.

وقد لفت انتباهه بشدة أن الغالبية العظمي منهم قد أطلقوا لحاهم وارتدى الكثيرون منهم الجلباب القصير تشبها بالسلفيين، لكن ما أثار انتباهه أن سلوكهم غير الإسلامي قد استمر كما هو، حتى أن معظمهم لا يقرب الصلاة! وأنه يشك أنهم إنما فعلوا ذلك لارتكاب الجرائم وترويع الآمنين لتنسب أعمالهم إلى السلفيين.


هذه شهادة أشهد بها أمام الله يوم القيامة لم أزد فيها حرفا. أ هـ كلام الدكتور محمد عباس من مقال له منشور بموقع العرب نيوز بعنوان (بلاغ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة: هل سيحرق أمن الدولة مصر؟!)

وفي محاضرة للداعية المصري الشيخ حسن أبو الأشبال، ذكر أنه أتاه اتصال هاتفي من نصراني يستنجد به ويطلب إنقاذ ابنته التي اختطفها السلفيون، وذكر له أوصاف المختطف واسمه، فسأل الشيخ الشباب الملتزم بالمنطقة وعرف منهم أنه ضابط بأمن الدولة سيئ السلوك أطلق لحيته مؤخراً ويقوم بمثل هذه السلوكيات .

إذن انتقلنا الآن من مرحلة التشويه إلى مرحلة النفاق والدسائس والمؤامرات والكذب والتلفيق .

من هنا كان لزاماً على كل مسلم أن يتثبت من أي خبر قبل تصديقه فضلاً عن نشره، كما أنه ينبغي على ولاة الأمور تدارك الأمر قبل أن تعم كارثة محققة تحرق الأخضر واليابس .

ويبرز دور العلماء في قيادة الشباب والأخذ بناصيتهم إلى التعقل، ووزن الأمور بميزان الشرع والعقل وعدم التسرع في الأفعال، وقياس المفاسد والمصالح المترتبة على كل فعل قبل أن يقدم عليه المسلم في هذه المرحلة شديدة الحساسية .

ولكن هل هذا الأمر شر محض :
أبداً .. أبداً ... إذا اعتصمنا بربنا واتبعنا شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
وإذا توكلنا على الله حق التوكل لن ينال منا أعداء الإسلام وكارهوه ما يريدون .


ألم تقرأ قول الله تعالى :
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } [آل عمران:174].

فالتخويف من الإسلام والإسلاميين لن يزيد الإسلام والإسلاميين إلا محبة ورسوخاً في قلوب العباد .

وكلمة (بخ) بكسر الباء، هي لفظ تخويف مشهور، ولكن لو فتحنا هذه الباء لوجدنا كنزاً من كنوز السنة النبوية يبشرنا بالنصر والخير والسؤدد :
فعن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«بخ بخ بخمس ما أثقلهن في الميزان، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمسلم فيحتسبه».
هذا حديث صحيح الإسناد (المستدرك على الصحيحين ج1/ص692).

و«عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض) قال: عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال: نعم قال: بخ بخ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما يحملك على قولك بخ بخ ؟) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها قال:
(فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل)
».
صحيح مسلم ج3/ص1510.


وكذلك كان يأتي بها السلف في كلامهم كقول أبي هريرة-رضي الله عنه-عندما كان عليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال: بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ما بي إلا الجوع.
صحيح البخاري ج6/ص2670.

أترككم في رعاية الله وأمنه .

 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام