رائعة الحسن وبالغة الحزن ... !!

الشيخ كارم السيد حامد

.. قصيدة كتبتها منذ أسابيع لما تابعت بعض حلقات قناة المحور مع من ابتلوا بالتعذيب كما تأثرت بقصة رغدة التي عذبت وقصوا شعرها وغيرها من الروايات والبليات كمقتل سلوى وابنها واغتصاب الطفلة سلمى ...إلخ


اليوم الخميس 7/رجب 1432هـ ، 2011/6/9م الساعة 8.00 صباحًا

وقد كتبتها منذ أسابيع لما تابعت بعض حلقات قناة المحور مع من ابتلوا بالتعذيب كما تأثرت بقصة رغدة التي عذبت وقصوا شعرها وغيرها من الروايات والبليات كمقتل سلوى وابنها واغتصاب الطفلة سلمى ...إلخ

والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه، نافعة لخلقه، مقبولة عنده آمين.


فائقة الحسن وبالغة الحزن

1- ضعفنا وقد صرنا ملايين عدةً *** وهنا وقد سُدْنـَا زمانًا أعزةً

2- ويبغي علينا الصاغرون فنحتسـي *** كؤوسًا من الصمت المهين كريهةً

3- ونحني لهم هام الكرام لنتقي *** تشرذمنا في مصر حرصًا وخشيةً

4- ونشكو من الظلم البغيض ليعدلوا *** فيزداد طغيان اللئام ضراوةً

5- وتنتهك الأعراض منا وتسفك *** الدماء ولا يلقى البغاة ملامةً

6- وقالوا لنا أنتم ضيوفٌ فعجلوا *** وينسون أن الفتح أحيا كرامةً

7- ويرمون عَمْرًا بالرذائل - فاخسئوا ـ *** وقد صرتمُ شيئًا فتبدون خسةً

8- تنادوننا إنـا نريــد حقـوقنـا *** فهاتوا وهاتوا ثم هاتوا ـ سفاهةً

9- تريدون نشر الكفر من كان مسلمًا *** فيرتد ـ خاب الغرُّ ـ تنفون ردةً

10- وأما من اشتاقت إلى الله روحه *** وآمن مختارًا فيؤخذ عنوةً

11- ويسلمه الضلال للقوم ـ ويلكم - *** تخونون عهد الله تبغون فتنةً

12- ويا رب أنثى تستغيث وتشتكي *** وتصرخ خلوني فقد صرت حرةً

13- ذروني وما يهوى فؤادي فإنني *** عرفت سبيل الله واخترت فطرةً

14- وآمنــت أن الله فـــرد وواحــدٌ *** تعالى فلم يختر شريكاً وزوجةً

15- فخانوا ولم يوفوا فباءوا بإثمها *** وأخرى سواها حيث قد صرن عدةً

16- فقامت تنادي الله والكون أمنَّا *** وقد سمع الله النداء كرامةً

17- وكم من فتىً قد غلَّ لا من جريرةٍ *** فأخرجه الثوار شيخًا وشيبةً

18- يعذبه الأبَّاق في الجبِّ ـ أجرموا - *** ببغيهم والبغي شر مثوبةً

19- فنـادى ونـادت أمـه من ورائـه *** بلوعتها ـ ربـاه ـ تبكيه حسـرةً

20- وتدعو وإن الله من فوق عرشه *** سميع لمن يدعوه جهرًا وخفيةً

21- وتنتظر الإفراج عن روحها وهل *** تعيش بغير الروح في الجسم لحظةً

22- تقول لئن خيرت تفديه مهجتي *** وأبذل فيه الروح أنجيه فديةً

23- ويسلم من بلواه والموت دونه *** وأقتحم الأخطار أكفيه مؤنةً

24- فأنى يطيب العيش للمرء وابنه *** أسير وجند البغي زادوا قساوةً

25- ويـا رب أم قد تولــى حليلهـا *** بموت ويبقى النجل ذخراً وقايةً

26- ويسعى لجلب الرزق من أجل إخوةٍ *** صغار فلما اقتيد خافوا مجاعةً

27- وتحيا على شوق اللقاء حليلةٌ *** تقلب في جمر من اللهف حُرةً

28- ويا ويلها من بؤسها بعد عرسها *** وكم آهةٍ في القلب ظلت حبيسةً

29- ستبقى بلا زوج ويا ليت شعرها *** يصون عفاف الطهر إذ كان غايةً

30- وأبنــاؤه يُتْـــمٌ وإن وليـــــهم *** لحيٌّ وإن الميت خيرٌ مقامةً

31- ووالــده ينعيــه إن جن ليلــه *** وينتظر البشرى صباحًا وبكرةً

32- وقد كان من قبل البلاء يعـده *** إذا الدهر شد البأس للبأس عدةً

33- فليتك يا زهر الفؤاد ونبضهُ *** عدمت فلم تولد ولم تك نطفةً

34- وماذا ستجدي ليت إن أنت قلتها *** وقد كان ما قد كان قهراً ومحنةً

35- وإن كان ذا أخت فلا زوج يرتضي *** فتفتن أو تشقى وتجني تعاسةً

36- وأعمامــه أيضًـا وأخوالــه كذا *** وأبناؤهم بالشؤم ظلماً ونقمةً

37- وعبدٍ أقام الدين واستن بالرسول *** خير الخلق سمتًا وسيرةً

38- ينحى عن التعيين في أي منصبٍ *** وينفى من التجنيد شكاً وريبةً

39- ويفجأه الضلال في البيت قد أتت *** جحافلهم فجرًا وبالرعب بغتةً

40- ويؤخذ لا يدري إذا كان راجعًا *** وغموه حتى لا يراهم مخافةً

41- وإن كان ذا صحبٍ توارى صحابه *** وأنكره الخلان حرصًا تقيةً

42- وإن جاد منهم من صفيٍ بمنحةٍ *** على أهله قسطًا وبرًّا كرامةً

43- يساءل من أين النقود وما الذي *** تريد بتمويل أجبنا صراحةً

44- فيقسـم أيمانًا برئ فإنمـا *** بذلت من أموالي قصدت كفالةً

45- فإنهم أعني الصغار تقطعت *** بهم كل حبل أم يموتون ضيعةً

46- وأمهم ثكلى على عين زوجها *** تكففت الجيران لم تبق حيلةً

47- ولو أنهـا كانت يقينًا تأيمـت *** أو الزوج فور الحبس قد حل عقدةً

48- فيـا قوم خلونـي فإني مكافحٌ *** عليها وأبناءٍ صغارٍ إعانةً

49- ولكنهم قومٌ غلاظ قلوبهم *** أشد من الصخر الصمود قساوةً

50- ويحكي لمن ألقى له السمع مبتلىً *** وقد فك قيد السر فانفك قصةً

51- ترى الدمع هتَّاناً على الخد قد هما *** فتحرق مني النار قلباً ومهجةً

52- رموني فلم أدرك حسابًا لأشهري *** ولا كم مضى من أصل عمري حقيقةً

53- أجرد من ثوبي فيبدون سوءتي *** أكهرب في شتى المواضع جملةً

54- وأصرخ خلوني أنا لست مجرمًا *** فيشتم آبائي وآلي وقاحةً

55- يقولون قل ماذا لديك وما الذي *** فعلت ومن أنتم أجبنا صراحةً

56- ومن أين تأتيك النقود وما الذي *** تريدون فعلاً في البلاد مساءةً؟

57- فأقسم والله الذي ليس غيره *** أنا ضد من يبغي اعتدا أو إساءةً

58- وإني امرؤ أصلي نفيس ومعدني *** كريم وحاشاني أجيءُ خيانةً

59- فيهدر أشقاهم : ويزأر هاتهِ *** وهاتوا سريرًا، كهربوا فيه ساعةً

60- ويا رب إعلام صدوقٍ محايدٍ *** ولكن لتضليل العقول سفاهةً

61- يصور أتباع الرسول ودينه *** كأنهم الفساق، يرجون فتنةً

62- ويهزأ من شرع الإله ووحيه *** ويرمي ببهتانٍ وزور صراحةً

63- كأنا وما منا تقيٌّ ولا امرؤٌ *** تربى على الإيمان قولاً وحالةً

64- كأنا قد افتتنا على الشرع نفتري *** ولم نعرف الدين الحنيف وسنةً

65- كأنا من الماضي قدمنا لنرجع ال *** حياة إلى العهد السحيق بداوةً

66- ونأبى ـ كما قالوا افتراءً ولم نقل *** ـ تقدم أهل العلم جهلاً وظلمةً

67- إذا ما تشبهنا بزيٍّ تهكموا *** وقد اتخذوا زيَّ الشياطين سنةً

68- وقالوا لمن تبدي المفاتن تشتري *** متاعًا من الدنيا قليلاً خليعةً

69- أجادت فما أبهاكِ يا حسن سمتها *** وبالطيب يسري في الفضا صرت قدوةً

70- فأما من اختارت حجابًا فإنها *** تصور كالغول المخوف بشاعةً

71- وتوصف بالتعقيد في الفكر فريةً *** وترمي بما لم تأت فحشًا وريبةً

72- وأما ذوات العري فالعريُ سنةٌ *** وتنوير عقل لا يرون غضاضةً

73- ويؤتى بأشياخ دعاة قد اشتروا *** حثالة دنياهم فصارت تجارةً

74- يخونون شرع الله والشرع لا حبٌ *** يريدون وجه الناس قصدًا ونيةً

75- يقولون في الإسلام لا نص قد أتى *** ـ زعمتمْ ـ بستر الوجه بل كان عادةً

76- فهيا اكشفي الوجه الصبوح لعلنا *** نراه ويكفيك الحجاب عبادةً

77- فليس من الدين النقاب وإنما *** جمود وتعقيد، وقد صار شبهةً

78- أليس قد احتال اللصوص به وقد *** تخفى به النذل الخؤون خديعةً

79- وكم من بغيٍّ قد أتاها عشيقها *** وتسعى هي الأخرى إليه أثيمةً

80- فلسنا إذًا نرضى به في حياتنا *** فخليه أخت الغيِّ إذ ليس شرعةً

81- ويفتيهمُ المفتي "على نهج كركرٍ" *** وعن "شكسبير الفسق" يروي أدلةًً

82- وهذا وزير السوء قد ضل سعيه *** فأنفق في حرب النقاب ضلالةً

83- وضيع أموال الوزارة منكرًا *** على ذات خدر في النقاب جهالةً

84- ويا ليته يومًا قد احمر أنفه *** لمظهرةٍ حسنًا تعرت خلاعةً

85- ويا ليته إذ قال: "كلا، وبئسما" *** أراد به حرب التبرج حسبةً

86- ويا ليته إذ أنفق المال مغدقًا *** لنشر صحيح الدين والحق نصرةً

87- ولكنه هيهات يا شؤم فعله *** يحارب شرع الله ظلمًا خيانةً

88- يروج باسم الدين مع زمرة الهوى *** لمنع ختان البنت يبغون فتنةً

89- وكم منعوا من عالم رام منبرًا *** ويشترط التصريح قهراً ومحنةً

90- وكم قمعوا والناس في الصبر تشتكي *** وكم رفعوا الآهات كانت حبيسةً

91- فثارت على الباغي الجماهير تبتغي *** زوالاً وإقصاءً لهُ واستقالةً

92- شباب هم الريحان والورد مزهرٌ *** بميدان تحرير الكرامة عزةً

93- فلا الشمس شمس ذات يوم كمثلها *** ولا البدر مثل البدر حسناً وطلعةًً

94- ولو أن ظمآناً أتى البحر يرتوي *** لأصدر ريان الفؤاد عذوبةً

95- ولو ذاق مرَّ الصبر جوعانُ لامتلا *** بيوم تنحي المستبدِّ حلاوةً

96- وأشرقت الدنيا على مصر كلها *** وصارت نهارًا في دجى الليل فرحةً

97- ويسقط في ساح القضاء أذلةً *** رجال تسموا بالعدالة فريةً

98- وقد كانت الدنيا لهم قد تزينت *** فأمست - وقد أمسوا بشر- بغيضةً

99- وتسمع يوماً بعد يوم صبيحةً *** فلان أتى الكسب فالحبس تهمةً

100- وما كان يخطر أو يجول ببالنا *** وتلك هي الأيام في الناس دولةً

101- ويا ليتهم إذ ذاك كفوا وأعرضوا *** عن المكر والتشنيع زوراً وفريةً

102- ولكنه الإعلام يا شؤم صنعه *** ويا سوء قصد المغرضين بشاعةً

103- أكبوا على الإسلام يرمون أهله *** رموز هداة الناس إفكًا ضلالةً

104- يروج بالتزييف عن كل فاحش *** ويلصق بالإسلام زعمًا وخسةً

105- كأني بهم إذ ينفقون ببغيهم *** تمثلت قول الله فيهم صراحةً

106- فذرهم وما يبغون لا تلتفت فما *** برابح الأفاك إذ رام فتنةً

107- وإن كتاب الله بالنصر ناطق *** وإن جنود الله يلقون عزةً

108- وموعدنا الجنات في يوم حشرنا *** بفضل عطاء الله لطفًا ومنةً

109- وموعدهم إن لم يتوبوا ويهتدوا *** حميم وغساق عذاباً وحسرةً



أبو أسماء الأزهريّ

كارم السيد حامد السرويّ

إمام وخطب بوزارة الأوقاف المصرية
 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

<