العوا يجامل الطاغية بشار الأسد

الأستاذ ممدوح إسماعيل

الدكتور سليم العوا مرشح للرئاسة في مصر، وهو أستاذ جامعي ومفكر له أرائه في كثيرٍ من المواقف التي يختلف معه فيها التيار السلفي خاصة، وله مواقفه المسجلة المؤيدة لإيران وحزب الله، لكنه عند ترشحه للرئاسة كنت أتمنى أن تتغير مواقفه تلك...



الدكتور سليم العوا مرشح للرئاسة في مصر، وهو أستاذ جامعي ومفكر له أرائه في كثيرٍ من المواقف التي يختلف معه فيها التيار السلفي خاصة، وله مواقفه المسجلة المؤيدة لإيران وحزب الله، لكنه عند ترشحه للرئاسة كنت أتمنى أن تتغير مواقفه لتكون معبرة عن المصريين المسلمين السنة.
وشخصيًا أشهد له أنني شاهدته في ميدان التحرير في أشد الأيام يهتف ضد طغيان حسنى مبارك، وظل كل يوم يأتي الميدان ثائر مع الثوار ضد الظلم والطغيان.


وقد فرحت لترشحه أمام كثير من المرشحين أصحاب الأفكار المعادية للمشروع الإسلامي، وقلت أن ترشحه مع الأخوة الأعزاء حازم أبو إسماعيل وعبد المنعم أبو الفتوح يزيد من قوة حجة المشروع الإسلامي ولا يضعفها.

إلا أنني صدمت عندما أرسل لي صديق فيديو للدكتور العوا به تصريحات خطيرة ومقلقة جدًا عن الوضع في سوريا، فقد أجاب بوضوح قائلاً أن الوضع في سوريا فتنة، وأكرر قال فتنة وزاد بقوله لا يتبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وقال أن السيد بشار الأسد معه رجال طيبين صالحين وأن على الطرف الآخر أناس طيبين أيضًا، لذلك هو لا يعلم الحق مع مَن، وأتبع ذلك بعبارة عامة دبلوماسية أنه ضد أي اعتداء على مواطنين في أي دولة.


حقيقة هذا تصريح من الممكن قبوله من مرشح للرئاسة في سوريا وليس في مصر مطلقًا، وليس هناك أي معنى لأي تبرير بالسياسة والدبلوماسية.
وإنهُ لعزيز علىّ أن أسمع مثل ذلك التصريح الذي يهدر الدماء المسلمة من أجل مجاملة طاغية سوريا، والأسئلة في ذهني كثيرة لماذا وما المصلحة؟؟
وإني لأتعجب من هؤلاء الطيبين الذي يشيد بهم العوا مع الطاغية بشار، وليس السيد بشار كما ذكره الدكتور العوا من هم؟! وأي طيب وأي صالح يقف مع الظلم والاستبداد والطغيان وسفك الدماء المسلمة؟! وأقول لماذا ذكره بكلمة السيد خاصة ولم يذكره بما يليق به كطاغية وكلمة السيد لها معاني عند الشيعة، ولا أعتقد مطلقًا أن بشار سيد ما دامت السموات والأرض.

وأتعجب وأقول ألم يسمع ويشاهد مقتل آلاف من المسلمين على يد جنود الطاغية بشار وليس السيد كما مدحه؟!


وهنا أقف مع قوله تعالى:
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93]
والحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله يطوف بالكعبة ويقول:
«ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه »

وأقول للسيد العوا ماذا تقول في قتل السوريين بل واغتصاب الحرائر من نساء سوريا؟! بل ماذا تقول يا دكتور في قتل الأطفال؟! ألم تسمع بقتل الطفل حمزة بعد تعذيبه ودفنه في الصحراء وغيره كثير؟!! حقيقة حزنت لأني أعلم غيرتك على الحرية والعدالة، ولكن لا أجد أي مبرر لقولك فتنة عن خروج الشعب السوري مطالبًا الطاغية بشار بحريته، وأتعجب وأقول العالم كله يعرف أنها ثورة شعب ضد الظلم إلا أنت وإيران وحزب الله!! لا يا دكتور والله إنها ثورة ناصعة وحقيقتها ساطعة لاتخفى على كل حر أبدًا وهل غاب عنك مافعله أبو الطاغية بالمسلمين في تدمر وحماة؟!! إن النظام السوري مستبد ظالم طائفي نصيري حاقد على المسلمين السنة.

وأتعجب وأسأل وأكرر مَن هم الطيبين الذين تعرفهم ويؤيدون الطاغية بشار مَن هم هل هم الشيعة؟!!! أم أهل الكلام العنتري ضد الصهاينة المحتلين لأرضهم منذ أربعين عام ولم يطلقوا رصاصة واحدة ضد الصهاينة واخترقت طائرات الصهاينة بلادهم ودكت مواقع وهم يصيحون الموت لإسرائيل بالكلام، والواقع أن الكلام يفيد إسرائيل وأن إسرائيل ستموت بعمل المجاهدين أهل سوريا القادمين إن شاء الله بعد سقوط طغيان بشار وعصابته.


حقيقة لقد حزنت وتألمت من تصريح الدكتور العوا لأن إخواننا في سوريا عندما يسمعون مثل هذا الكلام يحزنون كما أحزنهم قول البوطى، ولكنى متأكد أنه لن يوهن من عزيمتهم في مقاومة الطغيان فهم أهل الشام أهل العزيمة والقوة وتاريخهم كله صحائف من المجد.
يا دكتور العوا والله كثيرًا ما أقول لنفسي ولبعض أصدقائي: إذا كانت السياسة ستجعلني أنافق في الحق أو أسكت على ظلم وباطل أو أبيع ديني فلعنة الله على السياسة ولن أعمل بها مطلقًا.

ولكنى أتذكر أن النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم قائد سياسي في العالم وهو من علّم العالم كله كلمة الحق ومقاومة الباطل ونصرة المظلوم، ومِن بعده على طريق السياسة النظيفة الصّديق والفاروق -رضي الله عنهما- فأقول لنفسي الحمد لله فالطريق واضح ولكن المشكلة أن بعض المسلمين يلتمسون طرق سياسية بعيدة عن طريق الحق طريق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.


وأخيرًاً أكرر أن للدكتور العوا مواقفه الطيبة من أجل الحرية والعدالة ولكنه عندما يتعلق الأمر بالشيعة ومن والاهم تتغير مواقفه لماذا؟ أتمنى أن تكون كبوة يقوم منها العوا سريعًا باعتذار للشعب السوري البطل المجاهد ودعم لمقاومتهم وفضح لطغيان بشار وعصابته من السفاحين.
والنصر قادم بإذن الله للشعب السوري العظيم.


ممدوح إسماعيل محام وكاتب
وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري
Elsharia5@hotmail.com



 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام