مرحباً بالقادم العزيز

الدكتور عبد الكريم بكار

على مدار التاريخ الإسلامي كان لرمضان وقع خاص في النفوس حيث كان المسلمون ينظرون إليه على أنه شهر مختلف عن كل الشهور، ونجحنا فعلاً في جعله مناسبة عظيمة للإقبال على الله -تعالى- فلله الحمد والمنة على ما هدى ووفّق وأعان..


على مدار التاريخ الإسلامي كان لرمضان وقع خاص في النفوس حيث كان المسلمون ينظرون إليه على أنه شهر مختلف عن كل الشهور، ونجحنا فعلاً في جعله مناسبة عظيمة للإقبال على الله -تعالى- فلله الحمد والمنة على ما هدى ووفّق وأعان.


الاحتفال برمضان يكون بالسعي إلى مقاومة تفريغه من مضامينه الشريفة، حيث إننا نجد أن معظم وسائل الإعلام تصور رمضان على أنه ضيف ثقيل، ولهذا فإن الناس في حاجة إلى من يسليهم ويلهيهم عنه، ومن هنا صار الإنتاج الدرامي كله يتركز في رمضان، وصار رمضان مناسبة للدعاية والإعلان، وما كان لكل هذا أن يقوى ويستمر لولا أن أعداداً ضخمة من المسلمين يجلسون في رمضان الساعات الطوال أمام التلفاز ليشاهدوا ما يحل، وما لا يحل، ولينشغلوا به عن قراءة القرآن والذكر والمكوث الطويل في المساجد، وهناك مشكل آخر في التعامل مع رمضان، هو تحويل ليله إلى نهار، ونهاره إلى ليل حيث يمسك الناس في النهار عن الطعام وينامون أجزاء طويلة منه ويسهرون بالليل ليأكلوا فيه أكثر مما كانوا يأكلون في غير رمضان، إنه نوع من التحايل على الصيام!.


أهل الغيرة والخير يتحدثون عن هذه المعاني كثيراً، لكن الاستجابة لهم قليلة، فالتيار العام في المجتمع ماض في سبيله إلى النهاية، وهو تيار ليس راشداً ولا واعياً.


أنا أدعو إلى تقليل ساعات المشاهدة للتلفاز إلى أقل حد ممكن، وحبذا لو كان ذلك وقت الإمساك عن الطعام حتى لا تشوب صوم المسلم شوائب النظر المحرّم، كما أدعو إلى التمسك بالسنة المطهَّرة في كثرة قراءة القرآن، وتأخير السحور، والاعتكاف في المساجد، إلى جانب بسط اليد بالإنفاق حتى نواسي أكبر عدد ممكن من فقراء المسلمين، فيبسط البارئ -عزوجل- لنا في الرزق والبركة، وأدعو إلى إرساء عادات جديدة في الطعام، إذ يجب أن نصرّ على أن يكون ما نستهلكه في رمضان من أطعمة أقل مما نستهلكه في أي شهر آخر على عكس ما يفعله معظم الناس اليوم.


في الناس الكثير من معاني الخير والنبل والحرص على الصلاح، لكن لديهم القليل من الوعي والقليل من الصبر، والقليل من الإدراك لآليات حسن التعامل مع شهر الصيام.


أود أن أهنئكم جميعاً بقدوم هذا الضيف الكريم الذي يختلف عن كل الضيوف، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يجعلنا من صفوة عباده وخلّص أوليائه إنه سميع مجيب.


وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



 


المصدر: موقع المختار الإسلامي