بعد 29 يوليو رجاء وعتاب ونقد وتجاهل

ملفات متنوعة

رغم أني ولنظرة سياسية بحتة كنت أفضل ألا ترفع شعارات تطبيق الشريعة في جمعة 29 يوليو إلا أنني لا يمكن لي أن أخفي فرحتي أن كتب الله لي رؤية هذا الحدث في قلب القاهرة وفي أكبر ميادينها..


رغم أني ولنظرة سياسية بحتة كنت أفضل ألا ترفع شعارات تطبيق الشريعة في جمعة 29 يوليو إلا أنني لا يمكن لي أن أخفي فرحتي أن كتب الله لي رؤية هذا الحدث في قلب القاهرة وفي أكبر ميادينها. ذلك لأن المصريين نظراً لما تعرضوا له من تنكيل كانوا لا يستطيعون الهمس بمثل ما قيل في أتوبيس أو في إحدى وسائل المواصلات العامة فما بالنا اليوم وعلى مشهد من العالم أجمع نعلنها أن مصر ستظل محتفظة بهويتها الإسلامية وبانتمائها إلى خير أمة أخرجت للناس.


وبغض النظر عن التفاصيل الصغيرة ومحاولات التشنيع فإن هذا اليوم سيذكر في كتب التاريخ بماء الذهب ليسطر الدور المشرف لكل فرد من أبناء هذا الشعب إنتصر فيه لدينه ولهويته ولم يمايع ولم يوائم. كما سيكتب التاريخ أن التيار السلفي بدأ في تشكيل جبهة سياسية قوية عصية على الموائمات تعبر عن وجهة نظرها بكل وضوح وهذا ما جفت ألسنتنا في المطالبة به من قبل إلا أن الله جعل لكل شئ قدرا.


لذلك ومن باب النصح لشيوخنا الذين قاموا على الدعوة لهذه المليونية وأخص بالذكر الدكتور محمد يسري أمين الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح فإن لي عندهم رجاء من باب البناء على ما تحقق ألا وهو تشكيل لجنة لمتابعة أهداف هذه المليونية الجامعة ولتبدأ هذه اللجنة بإرسال وفد منها يترأسه فضيلة الدكتور يسري حاملة معها مطالب هذه المليونية لتقديمها إلى المجلس العسكري فالتواصل وجهاً لوجه وبعيداً عن التشويه الإعلامي المغرض مطلوب وبشدة وأظن أن هذا الوفد سيكون مرحباً به من قادة المجلس العسكري.


أما العتاب فأتوجه به إلى الأحباب ورفقاء المحن من الإخوان المسلمين فباعترافكم قد عقدتم إتفاقاً مع باقي القوى التي احتكرت الميدان منذ الثامن من يوليو ولا يخفى عليكم أنكم قد تأخرتم في إعلان المشاركة في الحدث كما لا يخفى عليكم أن الجهة الداعية للحدث هي الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح فكيف لكم أن تتفقون مع أحد بغير تنسيق مع صاحب الدعوة؟ وكيف لكم أن تقنعوننا أنكم قد اتفقتم على تنحية مطلب رفض المبادئ الدستورية كما ادعى من اتفقتمون معهم؟ كيف ذلك والهدف المعلن الذي يعلمه جميع الشعب هو أن هذه المليونية كانت تهدف إلى رفض هذه المبادئ؟ هل لا تعلمون أنكم بمثل هذا الإتفاق كدتم تفرغون المليونية من مضمونها؟


ووالله إن هذا ما هو إلا عتاب يهدف إلى الإستيضاح فلا يغضب أحد منكم لذلك رجاءاً وردوا عليهم وبينوا كذبهم إن كانوا قد كذبوا فيما قالوا.


أما النقد فلبعض الإسلاميين الذين يغازلون الإعلام أو يستمعون لأكاذيبه فيودون أن يظهروا بمظهر المحايد فكتبوا ونددوا بمخالفة إتفاق لم يعقد ونددوا برفع علم أخضر يباع في المكتبات يحمل لا إله إلا الله لأنه علم دولة أخرى. عار عليكم أن يبلغ بكم جلد الذات هذا المبلغ فتصدقوا هذه الإتهامات فلا يعقل أن تتفق الجهة الداعية مع مطلب عدم رفض المبادئ الفوق دستورية في حين أن ذلك يلغي سبب الدعوة من أساسها. كما أنه لا يخفى عليكم أن علم السعودية متوفر بالمكتبات نظير جنيهين وما رفعه الناس إلا للشعار الذي شرف هذا العلم بحمله ولو توفرت أعلام سوداء أو بيضاء بالمكتبات تحمل هذا الشعار لاشتروها.


عار عليكم أن يهون عليكم إخوانكم بمثل هذه الحجج المتهافتة وأبشركم بأن مغازلتكم لهذا الإعلام أو للمعارضين لن تأتي بنتيجة
فهم لن يرضوا منكم إلا بالتخلي عن المشروع الإسلامي كله والأيام ستثبت وانتظروا إنا معكم منتظرون.


أما التجاهل فللإعلام الذي لا يخجل فلا أجد ما أصفكم به إلا أنكم تخلقون الفتن ومثلكم أصبح من العبث وإضاعة الوقت أن يرد عليه.


30/7/2011 م
محمد مصري
مهندس مدني حر

 


المصدر: محمد مصري - موقع جريدة المصريين

<