هل عملية إيلات من صنيع ( إسرائيل)؟

حدثت العملية في ساعات الظهيرة من يوم الجمعة، وأعلنت (إسرائيل) مقتل تسعة من الجنود الإسرائيليين الذين كانوا عائدين لقضاء عطلتهم الإسبوعية...


حدثت العملية في ساعات الظهيرة من يوم الجمعة، وأعلنت (إسرائيل) مقتل تسعة من الجنود الإسرائيليين الذين كانوا عائدين لقضاء عطلتهم الإسبوعية، وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن جهاز الأمن العام (الشاباك) قام بتزويد الجيش الإسرائيليّ بمعلومات دقيقة عن العمليّة منذ شهور لكن الجيش تراخى.

وذكرت أيضاً أن المسلحين أطلقوا قذائف في محاولة لإسقاط طائرة مروحية وهذا يدلل على تسلحهم بأسلحة ثقيلة. وهناك مجموعة من النقاط يجب التنبيه إليها ألا وهي أن الفصائل الفلسطينية لم تعلن تبنيها العملية ولم يعلن أحد عن أسماء شهداء سقطوا خلال العملية، وهذا لم يكن معهوداً في كل عمليات المقاومة. الصحافة الإسرائيلية تقول إن الذين شاركوا في العملية مابين 15 إلى 20 مسلح وذكرت أن 6 منهم سقطوا في الإشتباكات مع الجيش الإسرائيلي فأين صور أسلحتهم و القاذفات التي تم استخدامها، فالصحافة الإسرائيلية تتنافس في نشر صور العمليات الفدائية دائما، لماذا لم ينشر شيء في عملية إيلات؟..

هل يمكن أن تكون عملية (إيلات) من صنيع المخابرات الإسرائيلية لإخراج الحكومة الإسرائيلية من أزمتها الداخلية والمظاهرات التي يقوم بها شبان إسرائيليين إحتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية، وللتفرغ لمواجهة المعركة السياسية التي تخوضها ( إسرائيل) مع السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، حيث ستقدم الأخيرة طلب للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية.

ولماذا لم تطرد الحكومة المصرية السفير الإسرائيلي في القاهرة واقتصر الأمر على استدعاء السفير المصري في (تل ابيب)، أم أن من نفذ العملية هم الجنود المصريين الخمسة الذين قتلتهم ( إسرائيل) في ثكناتهم وأرادت الحكومة المصرية التكتم على الموضوع حتى لا تتفاقم الأزمة، وتستغلها جيدا لخلط الأوراق في الساحة الداخلية وتتمكن من مواجهة الجبهة الإسلامية التي تنتظر موعد الانتخابات القادمة بفارغ الصبر.

أم أن مافيا إسرائيلية نفذتها باتفاق مع الحكومة الإسرائيلية لتوريط مصر في أزمة جديدة وإظهار سيناء كمنطقة يمكن استباحتها من الجيش الإسرائيلي بحجة عدم استقرار الأوضاع الأمنية فيها.

تبقى عدة أمور واضحة للعيان أن الحكومة المصرية والمجلس العسكري يواجهان أزمة داخلية تمثل في أزمة الانتخابات ومحاكمة الرئيس المخلوع "محمد حسني مبارك" و الاستجابة لمطالب الشعب في هذه الأمور. وستلقى هذه الأزمة بظلالها على المرحلة القادمة في مصر بحيث سيتاح للشعب المصري إمكانية التعرف على مدى قدرة الحكومة المصرية والمجلس العسكري في مواجهة العنجهية الإسرائيلية.

إن الحكومة الإسرائيلية تواجه عدة أزمات تبدأ بالأوضاع الاقتصادية والتظاهرات التي تواصلت في الفترة الماضية وكانت تهدد بالإطاحة بحكومة "نتنياهو"، والأمر الأخر الزلزال الدبلوماسي التي تخشاه ( إسرائيل) من قيام السلطة الفلسطينية بتقديم طلب للأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية خلال سبتمبر القادم.

تحاول الحكومة الإسرائيلية الترويج إلى أن سيناء تعيش حالة من الفوضى وتستغل الفصائل المسلحة لتهريب الأسلحة ويجب السيطرة عليها أمنيا، لأنها تؤثر على أمن ( إسرائيل).


مجلة البيان
 

<