رمضانُ : مهلاً ، لا ترُحْ ، لا تعجلِ ..!!

الشيخ كارم السيد حامد

خواطر خطرت لي تجاه رمضان وما عساه يكون من حالي بعض المسلمين إلا من رحم ربي وعصم وأسوقها على لسان عبد أخذته الشهوات وألهته الدنيا حتى نسيَ نفسه ...



كتبتها الآن الجمعة الأخيرة السادس والعشرين من رمضان 1432هـ ، السادس والعشرين من أغسطس 2011م ، الساعة 9.24 دقيقة صباحاً ، أعبر عن خواطر خطرت لي تجاه رمضان وما عساه يكون من حالي بعض المسلمين إلا من رحم ربي وعصم وأسوقها على لسان عبد أخذته الشهوات وألهته الدنيا حتى نسيَ نفسه وأهمل زوجته وأبناءه فضاع وضاعوا ذكوراً وإناثاً فلما أفاق على مصائبه وطلب النصح والإرشاد وتاب أراد أن يدرك رمضان فإذا به قد آذن برحيل فناداه متوسلاً أن يتمهل حتى يتدارك أمره ، لكن بالطبع فإن باب التوبة مفوح حتى يغرغر العبد أو حتى تطلع الشمس من مغربها وليست المغفرة والرحمة والعتق من النيران قاصراً على رمضان فحسب ؛ بل في كل وقت وحين ، فليسارع كل منا إلى تدارك حاله وتدبر أعماله في البقية الباقية من أنفاس رمضان النفيسه عسى الله أن يغفر لنا جميعاً اللهم آمين

والحق أني لا أعني بها شخصاً بعينه وإلا فمن اجتمعت فيه البليات والخصال التي أوردتها في القصيدة فقد اجتمع فيه الشر معظمه ، نعوذ بالله من الخذلان .



رَمَضَانُ : مَهْلاً ، لا تَرُحْ ، لا تَعْجَلِ !!!



1.رمضان مهلاً ، لا ترح لا تعجلِ *** بالله أربعْ وانتظر لا ترحلِ



2.كم من صلاة فريضة ضيعتها *** فاتت جماعتها وصفٍّ أوَّلِ



3.كم ساعةٍ أمضيتها لم أقرأ ال *** قرآن فيها ختمةً وأرتلِ



4.وإذا قرأت قرأت دون تدبر *** وبلا خشوعٍ فيه لم أتأمل



5.وبدون أحكام التلاوةٍ والأدا *** فإذا أردت اللوم لمني واعذل



6.كم من فقيرٍ سائلاً قد جاءني *** فنهرته لم أعطه لم أبذلِ



7.كم من مريضٍ لم أعد وجنازةٍ *** لم أتبع وثوابها لم يحصلِ



8.كم صاحبٍ لي كم أخٍ آذيته *** كم ضقت ذرعاً منه لم أتحملِ



9.كم خاصمتني حكمتي فتحكمت *** فيَّ الجهالة حيث غاب تعقلي



10.كم نظرةٍ كم كلمةٍ كم فكرةٍ *** وسوست يا نفسي بها لم تخجلي



11.وكم اتبعت هوايَ خالفت الهدى *** وعصيت رب العرش لم أتمهَّل



12.كم زلَّ قولي بالسباب وغيبةٍ *** وبذيء لفظٍ ليس بالمتقبل



13.كم درس علمٍ للفقيه تركته *** وصلاةِ وترٍ والقيام الفاضل



14.وإذا حضرت سرحت فيه كأنني *** جسمٌ خوى من قلبه المتعقل



15.وأقوم خلف الشيخ إن صليتها *** بتكاسل وتأفف وتململ



16.وإذا أطال قراءةً عنفته *** وزجرته وأهنته بتسافلي



17.وإذا أفاض على الحضور بنصحه *** قاطعته بتبجحي وتطاولي



18.فإذا تأذى من بذاءةٍ جرأتي *** طالبته بالحلم سمت الفاضل



19.أما أنا فأنا الذي بلغ المدى *** فضلاً وعلماً لست بالمتقولِ



20.كم ذاع صوت الفسق من مذياعنا *** وقناةِ فُجرٍ لوثت لي منزلي



21.وقطعت أرحامي فلم أرفق بهم *** وهجرت إخواني ولم أتواصل



22.وأكلت مالاً لم أصنه خيانةً *** وقهرت ذا يتمٍ بسوء تعاملي



23.هذا هتكت ستوره وبهته *** وعليه جرت لضعفه لم أعدل



24.لا تسألن عن زوجتي وحجابها *** ليس الحجاب لمثلها بالأمثل



25.أهملت أبنائي فلم أك راعياً *** للدين في إنشائهم لتغافلي



26.أما الذكور فليس يركع واحدٌ *** لله إلا ركعة المتكاسل



27.وتراه ينقرها ليلحق صحبه *** وتشم من فيه الخبائث تنجلي



28.أما البنات فالبتبرج تكتسي *** وأنا اشتريت لها وقلت : تمايلي



29.وفرحت لما أن بدا من حسنها *** وأتيت بالمكياج قلت : تجملي



30.لم أرعهن ولم أراع الله في *** تأديبهنَّ على الكتاب المنزل



31.وتركتهنَّ لنجمةٍ ومسلسل *** فهوين في الفحشا بشر تسلسل



32.حتى أفقت على الفضيحةِ والردى *** فبكيت أبدي حسرتي وتهلهلي



33.ولحقت بالشيخ الذي آذيته *** ورجوته بتأدبٍ وتذلل



34.فلقيته متأسفاً مما جرى *** متفهماً لمصيبتي وتساؤلي



35.وأفادني رمضان شهر كرامةٍ *** يا باغي الخيرات أهلاً أقبل



36.فالحق بركب الصالحين ولذ بمن *** يعفو ويقبل توبةَ المتبتل



37.فرغبت في عفوٍ وغفرانٍ وفي *** عتقٍ من النيرانِ تلك مسائلي



38.وعسى يتوب عليَّ ربي هادياً *** لي زوجتي وبنيَّ يا نعم الولي



39.لكنني أدركته وقد امتطى *** خيل الزمان المسرع المتعجل



40.ناديته قبل الرحيل مؤملا *** أن يستجيب للوعتي وتوسلي



41.رمضانُ مهلاً لا ترح لا تعجل *** بالله أربع فانتظر وترجلِِ




=====





ابن الأزهر ومحبه

الشيخ

أبو أسماء الأزهريّ



كارم السيد حامد السرويّ



إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية

abo-asmaa@hotmail.com

aboasmaa20011@yahoo.com