قصيدة إهداء : عَذْبَةُ الألْحَانِ وسَلِيْمَةُ الأوْزَانِ في وَصْفِ كِتَابِ شَذَا الرَّيْحَانِ في مَعْرِفَةِ وَتَفْسِيْرِ أَفْرَادِ سُوَرِ القُرْآنِ

الشيخ كارم السيد حامد

لقد وفقني الله ـ عز وجل ـ أن التقيت بالأخ الفاضل والشيخ الكريم / وائل بن حمدي غيث ـ حفظه الله ورعاه ، وسدد على سبيل الحق والرشاد خطاي وخطاه ـ وذلك بمؤسسة قرطبة بشارع ترسا الهرم ..



الحمد لله وكفى ، وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى ، لاسيما النبي المصطفى ، محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن سلك نهجه واتبع هديه واقتفى ، ولزم سبيله واكتفى ، وبعد ،

فلقد وفقني الله ـ عز وجل ـ أن التقيت بالأخ الفاضل والشيخ الكريم / وائل بن حمدي غيث ـ حفظه الله ورعاه ، وسدد على سبيل الحق والرشاد خطاي وخطاه ـ وذلك بمؤسسة قرطبة بشارع ترسا الهرم ، وتعارفنا وتآلفنا واتفقت أرواحنا على محبة الله عز وجل .

ثم إنه فيما بعد طلب إليَّ أن أفهرس سفراً علمياً فريداً متميزاً ألفه ونعته " شذا الريحان في معرفة وتفسير أفراد سور القرآن " فسعدت أيما سعادة وتناولت الكتاب وتصفحته عَجِلاً فوجدته تحفة من التحف العلمية ، وسبيكة من السبائك الذهبية ، ولست بصدد التزكية والثناء فمثلي ليس أهلاً لأن يزكيَ مثله بل العكس هو الحق ، ففهرسته بكتابة أرقام الصفحات علامة على أفراد السور والآيات ـ رجاء أن يطبع بعد العيد مباشرة بإذن الله تعالى .

ولما كان عملي في الكتاب بسيطاً يسيراً ، فلم أتمكن من الاستفادة والاستزادة من نفائس أنفاسه ، ولم أنعم بأتراب عرائسه إلا بالقدر القليل الذي يقتضيه مقام التصفح السريع المناسب للفهرسة ، لكنني ـ وعلى الرغم من هذه العجالة ـ أبهرني تأليفه وإتقانه ، وأعجبني سرده ونظامه فلقيت الأبيات تنساب مني معبرةً عن شيء مما هاج في نفسي من إعجاب وطرب ، ثم ضاعت قصيدتي فعجلت بأخرى أتمها الله عليَّ فبلغت رشدها وفاقته ببيت فجاءت في واحدٍ وأربعين بيتاً والحمد لله رب العالمين .

ومن حسن الطالع ـ أو هكذا أرجو أن يكون ـ أنها جاءت على بحر الكامل ، فكملت من جهاتٍ عدةٍ ؛ من حيث تعلقها بوصف كتاب يتناول فناً فريداً وهو إفراد أفراد السور والآيات بمصنفٍ مستقلٍ عن بقية المؤلفات ، وبكونها على بحر الكامل تيمناً بكمالها ، وأنها بلغت الأربعين وتجاوزتها ببيت ، وقد قرأت بعضها قبل تمامها على الشيخ في الهاتف المحمول فسعد وأثنى ـ وهذا منه تواضع وخفض للجناح ـ وأكرمها بأن أذن لها بضمها إلى سفره الطاهر ومصنفه الباهر ،

ومهما يكن من بلاغة وفصاحة وإتقان فإنه عمل إنسان ضعيف ، وتأليف عبد فقير وتصنيف ، يشتمله العجز ويلفه الجهل ويلحقه النقص ، ولا يكمل ولا يتم إلا ما قضى الله له بالتمام والكمال وهو شرعه المحكم وكتابه المحفوظ المنزل على رسوله المعصوم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .

والله أسأل لي وله الإخلاص والقبول ، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ٍ وعلى آله وأصحابه وسلم
والحمد لله ألاً وآخراً .

وكتبه الفقير إلى عفو ربه

أبو أسماء الأزهريّ

صبح السبت السابع والعشرين من رمضان 1432هـ،
السابع والعشرين من أغسطس 2011م


عَذْبَةُ الألْحَانِ وسَلِيْمَةُ الأوْزَانِ

في وَصْفِ كِتَابِ

شَذَا الرَّيْحَانِ في مَعْرِفَةِ وَتَفْسِيْرِ أَفْرَادِ سُوَرِ القُرْآنِ

1.الحمدُ للهِ الذي أحْيَاني ‍
حتى أصُومَ ، بِفضلِهِ قَوَّانِي

2.وأُرَتِّلَ القُرْآَنَ أرجو خَتْمَهُ ‍
بمشيئَةِ الرحمنِ ذِي الإحْسَانِ

3.وأقُومَ مُحْتَسِباً وإيماناً بِهِ ‍
أرجُو الثَّوابَ وجَنَّةَ الرِّضْوَانِ

4.ولَقِيتُ شَيْخاً فاضلاً أَهْدَانِي ‍
سِفْراً لَهُ يُسْمَى "شَذَا الرَّيْحَانِ"

5.لأُفَهْرِسَ الأفْرَادَ أَرْقُمَ آيَهَا ‍
فَنَهَلْتُ مِنْهُ نَفَائِسَ التِّبْيَانِ

6.شَيْخٌ لهُ في العِلْمِ صِيْتٌ ذَائِعٌ ‍
ومُؤَلَّفَاتُ الشيخِ كالفَيَضَانِ

7.يا راغباً في العِلْمِ بالقُرآنِ ‍
وتلاوَةِ الآيَاتِ والفُرْقَانِ

8.هذا "شَذَا الرَّيْحَانِ" دُونَكَ فاظْفَرَنْ ‍
وانْهَلْ تَنَلْ ما لَيْسَ في الحُسْبَانِ

9.اقْرَأ تَرَ العَجَبَ العُجَابَ وإنَّهُ ‍
فَتْحٌ مُبينٌ ليسَ بالبُهْتَانِ

10.سِفْرٌ حَوَتْ أنْفَاسُهُ دُرَرًا فَلَمْ ‍
يَسْبِقْ إليهِ سِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ

11.تَلْقَ الكِتَابَ وقَدْ تَفَرَّدَ نَسْجُهُ ‍
بِفَرَائِدِ الآيَاتِ والبُرْهَانِ

12.تَبْدُو بهِ سُوَرُ القُرَانِ قَدْ انْجَلَتْ ‍
أَفْرَادُهَا كَلآلِئِ الْمَرْجَانِ

13.والشَّيْخُ "وَائِلٌ بْنُ حَمْدِي" قد أَتَى ‍
ببيانِ كُلِّ فَرِيدَةٍ ومَعَانِي

14.يُبْدِي نِظَامَ العُرْبِ فِي لَهَجَاتِهَا ‍
مِنْ نَبْعِهَا الصَّافِي لِخَيْرِ لِسَانِ

15.ويُبِينُ أقْوَالَ الأئِمَّةِ مُفْصِحاً ‍
ببلاغَةٍ ـ عَنْ سِرِّهَا ـ وبَيَانِ

16.ويَزُفُّ ما تَهْدِي إليهِ مُذَكِّراً ‍
بِطَرَائِقِ القُرَّاءِ لِلْقُرْآنِ

17.ولهُ مَعَ الإعْجَازِ فَهْمٌ مُعْجِبٌ ‍
يَهْدِي الشَّرِيدَ طَرَائِقَ الإيْمَانِ

18.فاقْرَأْ كِتَابَ الشَّيْخِ تَغْنَمْ وَالْتَمِسْ ‍
فيهِ البَصِيرَةَ تَحْظَ باطْمِئْنَانِ

19.ولَقَدْ نَعِمْتُ إذْ الْتَقَيْتُ بِـ "وَائِلٍٍ" ‍
فَنَظَمْتُ فِيهِ "سَلِيمَةَ الأوْزَانِ"

20.جَاءَتْ على بَحْرِ الكَمَالِ قَصِيدَتِي ‍
خَلَفاً لِأُخرى لَفَّهَا نِسْيَانِي

21.ونَظَمْتُها وَخَصَصْتُهُ بِنِظَامِهَا ‍
حَصْراً عليهِ مُعَلَّمَ الأركَانِ

22.فَهْرَسْتُ "أفْرَادَ القُرَانِ" كَأَصْلِهَا ‍
أَرْجُو ثَوَابَ الوَاحِدِ الدَّيَّانِ

23. لَمَّا تَصَفَّحْتُ الكِتَابَ عُجَالَةً ‍
هَمَعَتْ غُيُوثُ الشِّعْرِ والألْحَانِ

24.فَنَظَمْتُ أبْيَاتِي لِفَرْطِ سَعَادَتِي ‍
مِنْ رَوْعَةِ التَّألِيفِ والإتْقَانِ

25.ماذا أقُولُ مُعَبِّراً أوْ وَاصِفاً ‍
عَمَّا حَوَى مِنْ مُثْمِرِ الأفْنَانِ

26.يا صَاحِ فاسْتَنْشِقْ شَذا رَيْحَانِهِ ‍
واسْتَسْقِ واقْطُفْ مِنْ جَنَاهُ الدَّانِي

27.أقْبِلْ عَلَيْهِ بِهِمَّةٍ واظْفَرْ بِهِ ‍
وانْعَمْ بِعِلْمٍ وَافِرِ الأغْصَانِ

28.سِفْرٌ تَرَاهُ كَجنَّةٍ فِي رَبْوَةٍ ‍
قَدْ خُصِّبَتْ مِنْ غَيْثِهِ التَّهْتَانِ

29.غَنَّاءَ تُؤْتِي أُكْلَها لا يَنْتَهِي ‍
يَجْنِيهِ ذُو بُعْدٍ ، فَكَيْفَ الدَّانِي ؟

30.وَعَبِيرُهَا قَدْ فَاحَ ضَاعَ شَذَاهُ فِي ‍
شَتَّى البِقَاعِ ورَاحَ فِي البُلْدَانِ

31.والشَّيْخُ رَغْمَ عُلُومِهِ مُتَوَاضِعٌ ‍
خَفَضَ الْجَنَاحَ لِصُحْبَةِ الإخْوَانِ

32.وحَسِبْتُهُ أهْلاً لِنَظْمِ قَصِيدَتِي ‍
أَهْدَيْتُهُ تَاجاً مِن التِّيْجَانِ

33.رَصَّعْتُهُ بِجَوَاهِر الدُّرِّ التي ‍
تَحْكِي النُّجُومَ تُضِيئُ للرُّكْبَانِ

34.أبْيِاتُهَا فَوْقَ اربَعِينَ بِوَاحِدٍ ‍
بَلَغَتْ بِفَضْلِ الوَاحِدِ المَنَّانِ

35.أَتْمَمْتُها صُبْحَ الخمِيسِ لِخَمْسَةٍ ‍
مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ انْقَضْتِ بِأَمَانِ

36.مِنْ شَهْرِ صَوْمٍ عامَ ثَوْرَتِنَا التي ‍
عَزَّتْ بِذُلِّ الظُّلْمِ والطُّغْيَان

37.فاغْفِرْ إلَهَ العَرْشِ زَلَّةَ كَارِمٍ ‍
وارْحَمْ أبَاهُ وأُمَّهُ ؛ رَحِمَانِي

38.واحْفَظْ لِيَ الزَّوْجَ العَفِيفَةَ وابْنَتِي ‍
أسْمَا وعَائِشَ واحْفَظَنْ إخْوَانِي

39.والحَمْدُ للهِ الذي آياتُهُ ‍
دَلَّتْ عَلَيْهِ لِذِي الْحِجَا الفَهْمَانِ

40.وصَلاةُ رَبِّ البَيْتِ مَعْ تَسْلِيمِهِ ‍
تَتْرَا على المخْتَارِ فِي الأكْوَانِ

41.وعلى الصِّحَابِ وآلِ بَيْتٍ والأولَى ‍
تَبِعُوا سَبِيْلَ الحَقِّ بالإحْسَانِ

====

وتمَّ نظمه صبيحة الخميس
الخامس والعشرين من رمضان 1432هـ
الخامس والعشرين من أغسطس 2011م

ابن الأزهر ومحبه
الشيخ
أبو أسماء الأزهريّ
كارم السيد حامد السرويّ
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية