خاطرة في نهاية الظالمين

ملفات متنوعة

الكـاتب: سعيد بن محمد آل ثابت المختار الإسلامي


الحمد لله القائل: {وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} [الحج:18]، والصلاة والسلام على رسوله الله القائل: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»..

قضى الله في الكون بالعدل، فمن نحى غيره، قصمه، ولقد شاهدنا جميعنا ما تناولته وسائل الإعلام بالأمس الخميس 22/11/1432هـ، عن مقتل طاغية ليبيا، وفرعونها..

لقد شاهدنا نهاية الظالمين عبر هذا العام، فكان الأول هارباً مشرداً حين تألبوا الشعب عليه، وهو من تسبب على شعبه بالتشريد في البلدان، فيا سبحان الله.

والثاني بات عقب الغطرسة، و محاكمة الصالحين، والتضييق على شعبه، أقول بات مجرجراً بين الزنازين، وغرف التفتيش والمحاكمات يشاهده العالم عبر البث المباشر.

وشاهدنا كيف اختار الله للثالث النهاية التي تليق به، ورأينا ما قاله عن شعبه.. قال ثورة ثورة فثاروا عليه، و قال لهم أيها الجرذان فوُجد مختبئا في سرداب يليق به ليبقى أكبر جرذ في التاريخ، و قال سنطاردكم في كل دار وبيت فما دار ولا حي إلا وطورد فيها، وقال سنقتلكم ثم قتله شاب لا يتجاوز عمره الثامنة عشره، فما أعظم الله.

هكذا جرى حكم الله في الظالمين، فما حال الطغاة قديماً إلا كهؤلاء، ففرعون أغرقه الله في البحر، وبعد أن أغرق شعبه في الذل والهوان والعبودية، وأنكر وجود الله، وعظمته..

وقارون خسف الله به وبداره الأرض حيث أعزى غناه لعلمه، وقوته، فكان هذا الغنى سبباً في أن يكون في أسفل سافلين في هذه البسيطة قبل البعث والنشور، ليرى الناس، ماذا هو فاعل بنفسه، وهل قدم لها شيئاً مقابل هذا الخسف..

فيا من تقهقرت نفسه حين رأى انتفاش الطغاة، ويا من احترق فؤاده حزناً على نفوذ الجبابرة، ويا من مات كمداً حسرة على ما أورثه الظالمين من نقص في الأموال والأنفس والثمرات... إنما هي بداية لنهايتهم، وإشارة لانكماشهم، ومشهد حاضر للتاريخ يصف هوانهم وذلهم...

عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» قال: ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيد} (متفق عليه)..


المصدر: سعيد بن محمد آل ثابت-موقع المختار الإسلامي

<