ما زادتني التحديات إلا تفاؤلا

محمد نصر

قصة الخلافة العثمانية لم تكن في بدايتها سوى أرض صغيرة أقطعها أحد الملوك لبعض التركمان المهاجرين. كان موقع تلك الأرض على حدود الدولة البيزنطية، أي أنها نشأت في وسط موجة عاتية من التحديات.



قصة الخلافة العثمانية لم تكن في بدايتها سوى أرض صغيرة أقطعها أحد الملوك لبعض التركمان المهاجرين.
كان موقع تلك الأرض على حدود الدولة البيزنطية، أي أنها نشأت في وسط موجة عاتية من التحديات.

كانت الإمارة الناشئة ضعيفة وصغيرة ولم يكن أحد يخشاها أو يضعها في اعتباره. ولكنها في ذات الوقت كانت تشكل بالنسبة للمهاجرين التركمان الأمل في موطن جديد، وقد كانت المخاطر التي يعيشون فيها سببا وجيها لبقائهم على درجة عالية من اليقظة والتنبه.

من هنا بدأ البناء والإعداد لمواجهة الأخطار المحتملة، لم يكن الوقت أو الوضع يسمحان بمنح أية فرصة للعدو المتربص.

ثم جاهدت الإمارة الناشئة، وقامت بالتوغل غربا في البلقان من أجل توطيد ملكها ونشر الإسلام، ثم جاءت الخطوة التي جعلت للدولة وضعها العالمي "القسطنطينية".

كانت إمارة بني عثمان الناشئة على حدود القسطنطينية حاضرة بلاد بيزنطة، فلم تنظر للأمر على أنه سببا للوقوع تحت نفوذ القسطنطينية المرعبة، بل على العكس نظرت لها على أنها فرصة وحلم يداعب أمراء المسلمين منذ عهود الفتوحات. فظلت تناوشها من حين لآخر، وتتعرف عن كثب على أراضيها وطبيعة أهلها حتى تم لها الفتح.

من هنا أريد أن أقول، إنني لا أخشى التحديات بل أراها فرصة لشحذ الهمم وسرعة البناء، وما تحتاجه الأمة في هذه المرحلة ليس فقط برنامجا اقتصاديا رغم أهميته، ولكن ما تحتاجه حقيقة هو أن نصارحها بصعوبة المهمة، ونضعها أمام التحديات، وعندها سنرى المعجزات.


الفقير إلى عفو ربه،
محمد نصر

 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام