محاولة اغتيال داعية.. جريمة جديدة لعملاء الاستخبارات الأوزبكية

تواترت الأنباء عن تعرض أحد أشهر علماء أوزبكستان المطاردين من قبل السلطات الأوزبكية لمحاولة اغتيال من قبل شخص مسلح مجهول يحتمل أن يكون عميلا للاستخبارات الأوزبكية التي اشتهرت بتنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.


تواترت الأنباء عن تعرض أحد أشهر علماء أوزبكستان المطاردين من قبل السلطات الأوزبكية لمحاولة اغتيال من قبل شخص مسلح مجهول يحتمل أن يكون عميلا للاستخبارات الأوزبكية التي اشتهرت بتنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء العالم.

ونشرت إذاعة بي بي سي الأوزبكية وإذاعة صوت أوروبا الحرة الأوزبكية نقلاً عن مصادر رسمية وصحف محلية في السويد بأن الإمام الأوزبكي المشهور عابد قاري نازاروف– اللاجئ المقيم في السويد منذ عام 2006م – تعرض لإطلاق نار من قبل شخص مجهول لاذ بالفرار بعد تنفيذ جريمته.


وأما الشيخ عابد قاري فقد تم نقله إلى أحد المستشفيات ولا يزال حتى الآن في العناية المركزة، نسأل الله له الشفاء التام والعاجل.


نبذة عن الشيخ عابد قاري:
الشيخ عابد قاري نازاروف (54 عاما)، من مواليد سنة 1958م ، نشأ في أسرة مسلمة بجمهورية أوزبكستان، وتعلم العلوم الإسلامية وتخرج من معهد الإمام البخاري في العاصمة الأوزبكية طشقند عام 1982م ثم عين إماما وخطيبا في جامع "توختاباي" بوسط طشقند حيث اشتهر بين الناس بخطبه ومواعظه ودروسه التي ملأت الآفاق ، واهتدى على يديه الآلاف من الناس.


وبعد استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفييتي ذاع صيت الشيخ عابد قاري حتى في خارج البلاد، وقد دعي للمشاركة في عدد من المؤتمرات الإسلامية العالمية التي أقيمت في العاصمة الروسية "موسكو" في التسعينات الميلادية، كما استضافه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله لأداء الحج، وأهدى له مكتبة إسلامية كبيرة.


وفي أواسط التسعينات بدأت الحكومة الأوزبكية في التضييق على الإسلام والمسلمين وعلى المعارضين السياسيين لحكومة "إسلام كريموف" الذي سعى للقضاء على جميع النشطاء الذين رفضوا السكوت عن جرائمه.
فأصدرت الإدارة الدينية في أوزبكستان بأوامر من السلطات الأوزبكية قرارا بمنع الشيخ عابد قاري من الإمامة والخطابة ، ثم بدأت تختلق الأكاذيب والافتراءات من أجل صنع الغطاء الرسمي لاعتقاله وتغييبه في السجون كما فعلت بكثير من العلماء والدعاة وطلاب العلم.


وفي عام 1999م ومن أجل التبرير الحكومي للقمع الشديد للشعب الأوزبكي نفذت الاستخبارات الأوزبكية عمليات تفجير كبيرة في العاصمة طشقند اعتقل بعدها عشرات الآلاف من الشباب المسلم، وبدأت المطاردات والمداهمات لمنازل المسلمين بحثا عن المسلمين المطلوبين لدى الحكومة الأوزبكية.


فكان أشهرهم الإمام الداعية الشيخ عابد قاري الذي تمكن من الاختفاء عن الأنظار منذ عام 1998م وحتى عام 2006م حيث اضطر لطلب اللجوء السياسي لدى مفوضية اللاجئين لدى الأمم المتحدة، وتم منحه اللجوء والإقامة الدائمة في السويد.
وبعد أن استقر الشيخ عابد قاري في السويد واصل عمله الدعوي والتعليمي الإسلامي مما أزعج السلطات الأوزبكية التي فشلت في القبض عليه في البلاد، فبدأت تحاول تشويه سمعته عبر وسائل الإعلام بتوجيه مختلف التهم الباطلة تجاه الشيخ عابد قاري.
ولما فشلت هجماته الإعلامية ضد الشيخ عابد قاري لم تجد بدا من محاولة القضاء عليه ولو باغتياله وتصفيته جسديا، متحملا ما يتبع ذلك من تداعيات وفضيحة أمام الرأي العام الدولي للحكومة الأوزبكية.


سياسية الاغتيال والاختطاف للمعارضين للحكومة الأوزبكية:
اشتهرت الاستخبارات الأوزبكية بمختلف جرائمها البشعة ، كالتعذيب الجسدي والنفسي للمعتقلين والمعتقلات، وفبركة الأخبار الكاذبة والافتراءات الباطلة تجاه المظلومين، ومطاردة للفارّين من جحيم السلطات الأوزبكية إلى تنفيذ عمليات الاغتيال البشعة.


ومن أشهر ضحايا هذه السياسة الإجرامية:
1. الشيخ مختار جان قاري القوقندي– مدير مدرسة كمالات في قوقند والتي أغلقت في أواسط التسعينات من قبل السلطات الأوزبكية-، اضطر الشيخ مختار جان قاري للهجرة إلى روسيا مبكراً، وتم اغتياله في منزله على يد شخص مجهول يحتمل كونه عميلا للاستخبارات الأوزبكية.
2. الشيخ رفيق قاري – الداعية الأوزبكي المعروف في قرغيزستان والذي تم اغتياله في وضح النهار في مدينة "قاراصو" القرغيزية عام 2006م -، وهو إمام مشهور ومن أقرباء الإمام المشهور الشيخ عبد الولي قاري الأنديجاني- المختطفمن قبل الاستبارات الأوزبكية في عام 1995م–
3. الشيخ عصام الدين أكبروف: الإمام الأوزبكي المشهور في روسيا والذي تم اغتياله في عام 2010م في مدينة "تيومين" بشمال روسيا ، على أيدي مسلّحين مجهولين يشتبه كونهم عملاء للاستخبارات الأوزبكية الروسية المتعاونة في القضاء على النشطاء المستقلين.
4. السيد فؤاد بن شاكر خوجاييف: الناشط السياسي الأوزبكي الذي تم اغتياله في عام 2011م في روسيا على أيدي مسلحين مجهولين أيضا يشتبه كونهم من عملاء الاستخبارات الأوزبكية
5. السيد علي شير صايبوف: الصحفي الأوزبكي المشهور في قرغيزستان الذي تم اغتياله في عام 2007م بمدينة أوش جنوب قرغيزستان على أيدي أشخاص مسلّحين مجهولين أيضاً يشتبه كونهم عملاء الاستخبارات الأوزبكية.
6. الشيخ الإمام الداعية عابد قاري نازاروف: الذي تعرض لمحاولة الاغتيال الجديدة يوم الأربعاء 22/فبراير/2012 في السويد على يد شخص مسلّح مجهول يشتبه كونه عميلاً للاستخبارات الأوزبكية .

وأما اختطاف العلماء والشخصيات المعارضة للسياسة الدموية في أوزبكستان فحدث ولا حرج، وقد عجز نشطاء حقوق الإنسان حصر أسماء المخطوفين كما عجزوا عن حصر أسماء عشرات الآلاف من المعتقلين.


ومن أشهر المخطوفين من أهل أوزبكستان:
1- الشيخ العلامة عبد الولي قاري الأنديجاني – إمام وخطيب جامع أنديجان الكبير والمخطوف في عام 1995م –
2- الشيخ عبد الله أوتا – رئيس حزب النهضة الإسلامي الأوزبكي والمخطوف في أواخر عام 1992م -
3- الشيخ صادق جان الأوزجندي – أحد الدعاة المشهورين في القسم القرغيزي من وادي فرغانه والمخطوف من قرغيزستان عام 2003م -
4- الشيخ عاقل يونسوف – خريج الجامعة الإسلامية وداعية معروف في أوزبكستان –
5- الشيخ فاروق حيداروف – خريج الجامعة الإسلامية وداعية معروف في أوزبكستان –
6- السيد رمضان محمد كريم – مرافق الشيخ العلامة عبد الولي قاري اللذان اختطفا معاً من مطار العاصمة طشقند في عام 1995م -
7- السيد حسن الدين ابن الشيخ العلامة عابد قاري – شفاه الله ونجّاه –

وغيرهم كثير، ولا يدرى عنهم شيء حتى الآن، ولا تزال الحكومة الأوزبكية تتكتم على مصيرهم وتنكر ضلوع استخباراتها في خطفهم.


يحي الطشقندي - 30/3/1433 هـ