أيها السوريون: ارفعوا ملف ثورتكم إلى الله تعالى

لن أكتب اليوم شيئا، ولكني سأذكر نفسي وأذكركم أيها الثوار الأحرار بهذه الجمل من صحيح حديث نبينا صلى الله عليه وسلم، فمقالي اليوم ليس من قولي بل من قول سيد البشر الذي لا ينطق عن الهوى..


نادى كثير من السوريين وأنا واحد منهم للسعي إلى رفع الملف السوري إلى المنظمات الدولية، مناداتنا هذه للذهاب إلى المحافل الدولية هي من باب الأخذ في الأسباب التي أمرنا الله بها ليس أكثر.


ولكن أولا وآخرا وبدءا وعودا فإنني أطالب سوريا برفع ملف ثورتها إلى الله في عليائه، وأوجه الثوار الأحرار إلى طرق باب ملك الملوك، وكاسر الجيوش، وقاهر الظلمة والطغاة.


لن أكتب اليوم شيئا، ولكني سأذكر نفسي وأذكركم أيها الثوار الأحرار بهذه الجمل من صحيح حديث نبينا صلى الله عليه وسلم، فمقالي اليوم ليس من قولي بل من قول سيد البشر الذي لا ينطق عن الهوى..


قال صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم».


اللهم إنا نستنصرك على النصيريين والبعثيين فانصرنا يا قوي يا عزيز، اللهم اطعم أهلنا في درعا وفي حمص وحماة وأدلب وكل أرجاء شامك يا الله.


وعن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: «يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».


إذاً يا إخواني لماذا الخوف؟! ولماذا التردد والنكول؟! لن يضرنا نظام الأسد إلا بشيء كتبه الله علينا، فلا والله لن يرهبنا، اللهم إنا نستعينك عليه فأعنا يا الله، ولماذا الجزع من خذلان العالم لنا؟! لن ينفعونا إلا بشيْ قد كتب لنا، لذلك سنرفع إليك حاجاتنا يا الله دونهم.


ربنا إننا ظُلمنا وانتقصت حقوقنا وانتهكت أعراضنا فانتقم لنا يا جبار السماوات والأرض عاجلا غير آجل، واشف صدورنا من أعدائنا واشف صدور قوم مؤمنين واذهب غيظ قلوبهم.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»، قال ثم قرأ: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَ‌بِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَ‌ىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: ١٠٢].


الله أكبر يا أهل الشام، ارفعوا ملفكم إلى الله وأبشروا، فقد أملى الله للطاغية الحقير بشار الأسد وجماعته عشرة أشهر، ويوشك أن يأخذه الله أخذ عزيز منتقم، فلم الجزع إذن؟!


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قال من عادى لي وَلِيًّا فقد آذَنْتُهُ بالحرب»، وقد روي بلفظ: «يقول الله من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وإني لأسرع شيئا إلى نصرة أوليائي، إني لأغضب لهم كما يغضب الليث الْحَرِبُ».
إلهنا وخالقنا وسيدنا نحن أولياؤك المؤمنون آذانا هذا الطاغية الحقير فعليك به يا قوي يا عزيز، كيف نذل وأنت مولانا؟! وكيف نهزم وأنت نصيرنا؟! يا ناصر المؤمنين يا مولى المستضعفين قاتل عنا هذا الطاغية الحقير فقد حاربنا وأهاننا وتسلط علينا، أنت حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة لنا إلا بك.


قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني»، وقد روي بلفظ: «قال الله: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فخير وإن ظن شرا فشر».

اللهم إنا نظن بك خيرا، نظن بك أنك ستديلنا من هذا الطاغية الحقير، نظن بك أن ستعجل نصرك لنا، نظن بك أن ستحقن دماءنا وتفك أسر شعبنا، وترحم شهداءنا، هذا ظننا بك يا كريم.

خلاصة الكلام يا أيها السوريون ارفعوا ملف ثورتكم إلى الله تعالى.. وأبشروا بالنصر.


أحمد بن فارس السلوم