بأي حق أُحرم من التعلّم؟!

سحر المصري

كان حلمي أن أتخصص في الإرشاد الأُسريّ في الجامعة.. فأتعلم تقنيات ومهارات تساعدني في الحقل الذي أهواه منذ دخلت عالم الإرشاد والعمل الاجتماعي.. إلا أن ظروفي كانت دائماً ما تحول بيني وبين ما أطمح إليه..



كان حلمي أن أتخصص في الإرشاد الأُسريّ في الجامعة.. فأتعلم تقنيات ومهارات تساعدني في الحقل الذي أهواه منذ دخلت عالم الإرشاد والعمل الاجتماعي.. إلا أن ظروفي كانت دائماً ما تحول بيني وبين ما أطمح إليه.. حتى إذا ما تغيّرت هذه الظروف وتبدّلت هذه الأحوال بفضل ربي جل وعلا.. أصبحت قادرة على الالتحاق بالجامعة لدراسة ما أحب.. فتشت طويلاً عن الجامعة التي تقدّم التخصص الذي أريد.. فما وجدت سوى جامعة إرسالية لبنانية خاصة فبادرت إلى طرق بابها وقابلت رئيسة القسم المُراد الالتحاق به..


ما زلت أذكر المقابلة الأولى.. وبرودتها..! تفهّمت يومها توتُّرَ رئيسة القسم.. فربما تكون قد تفاجَأَتْ من حضور مَن هنّ مثلي في قسمها.. وفي تلك المقابلة أخبرتني أنه عليّ أن أقدّم أوراقاً كثيرة.. من ضمنها رسالة من حوالى أربع صفحات أو خمس أُخْبِر فيها عن سبب اختياري لهذه الدراسة.. وأشياء أُخرى مذكورة في ورقة سلّمتني إياها.. وأن الموضوع برمّته في يد لجنة المعادلات.. وشدّدَتْ كثيراً على هذه النقطة وأعادتها مراراً.. حتى خُيِّل إليّ أن هذه اللجنة هي صاحبة الأمر كله..!! فقلت خيراً.. وحاولت كسر الجليد بيننا قبل أن أخرج بمد يدي لمصافحتها.. فنظرَتْ إلى يدي قبل أن تمد يدها.. وكأنها تتحقق من أنها يد.. ثم مضيت..!


احتاج الأمر لبعض الوقت لتجميع أوراقي وكتابة هذه الرسالة (المطوّلة).. وأرسلت المطلوب –إلا قليلاً- بالبريد الإلكتروني.. ثم تم التواصل بيني وبينها لتحديد المقابلة الشخصية مع لجنة من المختصين.. وتحدَّد اليوم (13/2/2012) وكنت على الموعد.. انتظرت قليلاً في الردهة ومن ثم جاء دوري فدخلت لأجد ثلاث نساء.. رئيسة القسم.. وأُخرى (لم أر أسنانها طوال فترة مكوثي داخل الجلسة).. وثالثة كانت دائمة الابتسام وتظهر عليها علامات الطيبة..!


بدأت بالرد على السؤال الأول الذي طرحته رئيسة القسم وهو التعريف عن نفسي وحاولت عدم الدخول في بعض الأمور الشخصية التي لم أر أنه من المناسب طرحها.. وكنتُ قد اتفقت معها أن لا تكون المقابلة باللغة الفرنسية لأنني لم أستخدمها للتكلم بها منذ تخرجي من ثانوية اليسوعية في طرابلس عام 1986.. وقد كنتُ أعتقد أن اللغة الفرنسية هي العقبة الوحيدة في توجهي لتلك الدراسة.. لكن ذلك ما كان ليفتّ من عضدي.. فقد كنت أعلم يقيناً أن الأمر لن يستغرق مني إلا فترة بسيطة لتنشيط خلايا الذاكرة واستعادة ما غاب عني.. فقد كنتُ في المدرسة مبدعة في هذه اللغة بفضل الله عز وجل..


وبعد تعريفي بنفسي بادَرَتْ تلك المبتسِمة بالتعليق على الرسالة التي أرسلتها وأخبرتني أنها قرأت طموحي بأن أحصل على الدكتوراة وأوضَحَتْ أن الماجستير الذي أنا بصدده لا يخوّلني أن أكمل دراسة الدكتوراة لأنه ماجستير مهني.. غير أن ذلك ممكن لكنه يستوجب مني أن أدرس نصف عدد الوحدات من جديد في ماجستير الأبحاث..

فأخبرتها أنه لا مشكلة لدي والمهم عندي أن هناك سبيلا لتحقيق طموحي بالوصول إلى الدكتوراة في المجال الذي أرغب!

ثم سألتني سؤالاً آخر وهو: أنت رئيسة لجمعية وتعملين في العمل الاجتماعي فإلى أي حد تستطيعين أن تعودي إلى صفوف التلاميذ وتتعرضين لمواقف يتعرض لها مَن هم على مقاعد الدراسة.. فأخبرتها أن لدي رغبة وإصراراً لبلوغ الهدف الذي رسمته ولن آلُوَ جهداً لتخطّي العقبات التي ستواجهني على الطريق..

ثم استلَمَتْ دفةَ الحوار دكتورةٌ أُخرى فبادرتني بسؤال عن مزيد تفصيل لسبب اختياري لهذا التخصص..ما استدعى أن أدخل في بعض الأمور الشخصية التي دفعتني للتوجّه للإرشاد الأسري ابتداءً منذ العام 2007.. ثم أردَفَتْ بالقول أنها أحسّت من خلال قراءتها لرسالتي بأن منطلقي هو روحاني ديني..!! والحقيقة أنني لم أكتب كلمة واحدة في تلك الرسالة توحي أنني مسلمة أصلاً لأني كنت أدرك حساسية الموقف.. فكيف أحسّت هي بذلك..؟ لم أفهم حتى الآن.. إلا أن يكون منبع إحساسها هذا من طريقة لباسي وليس من رسالتي!!! فأخبرتها أن الزواج بالنسبة لنا أمرٌ مقدّس.. وأن أحكامنا فيه تتّبع الشريعة.. ومن الطبيعي أن أتناول الموضوع بنظرة دينية..

فسألتني: وماذا لو تم طرح ما يناقض دينك في الجامعة؟ فأخبرتها أنني أستطيع بفضل الله تعالى تمحيص ما يصلني لأتلقف ما يناسب معتقداتي وأستبعد ما يناقضها..


ثم عاودَتْ السؤال بطريقة أُخرى: وماذا لو طلبوا منك إجراء بحث أو أي أمر لا يناسب دينك؟!.. فقلت لها أفعل ما كنت أفعله خلال دراستي في الجامعة اللبنانية الأميركية حيث درست البكالوريوس.. فقد كانت لدينا مواد تسمّى "الدراسات الثقافية" وفيها ما فيها من أمورٍ مناقضة للدّين ولا أقبلها.. فكنت أدرس المواد ثم أَبْسُط المعلومات في الامتحانات وأعطيها لهم حين يريدون ومن ثم ألفظها بما فيها.. وهنا في الجامعة سأتعلم التقنيات وأدرس العلوم التي تفيد وما دون ذلك لا علاقة لي به.. وأنهيتُ كلامي بعبارة تلخّص ما في خَلَدي حتى لا يبقى لديها أي تساؤل فقلت: باختصار لن أفرض قناعاتي على أحد هنا.. ولن أسمح لأحد أن يفرض قناعاته عليّ..! فنظرَت إلى مَن بجانبها نظرات فيها ما فيها..! ثم سألَتْهما: هل تريدان أن تسألاها أسئلة إضافية..؟ وكأن الأمر أصبح واضحاً بالنسبة لها تماماً.. ولا داعي لمزيد تفصيل! فقالتا: لا! فطلبَت مني رئيسة القسم أن أنتظرها ريثما تنتهي من التشاور مع زميلَتَيْها لمناقشتي بعدها..


استأذنتُ وجلستُ في قاعة كبيرة اجتمع فيها الطلاب.. وقد كان اليوم الثاني من بداية الفصل الدراسي.. فرأيتُ ما رأيت.. وحمدتُ الله جل وعلا على نعمة الإيمان والهداية.. ومما سمعتُ خلال مكوثي لأكثر من ساعة هناك بعض تعليقات على الامتحانات في الفصل الذي مضى.. ومما لفت انتباهي سؤال أحدهم لآخر: كيف كان امتحانك في المادة (الفلانية)؟.. فردّ عليه: كان هناك دراسة حالة أن رجلاً أثبت الزنا على زوجته.. فماذا يحصل إن كان مارونياً؟ وماذا يحصل إن كان كاثوليكياً؟ فأنا ما أدراني ماذا يحصل؟ فكتبت لهم لا يحصل شيء.! وكان يضحك..!


في جلسة الانتظار تلك.. عاينتُ المكان.. الطلاب.. الكلام واللباس.. وشعرتُ بعزّة تسري في شراييني ترفعني مكاناً عليّا.. وكنتُ دائمة الدعاء.. أن ييسّر لي ربي جلّ في عُلاه الخير حيث كان.. فبقدر حجم رغبتي في تلك الدراسة بقدر توجّسي إن كان التحاقي بهذا المكان هو الخيار الصحيح.. فسلّمتُ الأمر لله تعالى.. وتوكلتُ عليه..

بعد أكثر من ساعة انتظار طلبَتْ مني رئيسةُ القسم الحضورَ إلى مكتبها ففعَلْتُ.. وقد قرأتُ في عينيها كلمات لم تقل جلّها.. وما تلفَّظَتْ به كان كافياً بالنسبة لي لأفهم ما يكنّه صدرها..!


قالت لي.. إن دراستك في البكالوريوس بعيدة جداً عن الدراسة التي تريدين التخصص بها في الماجستير.. وما مررتِ به من تدريب خلال الفترة السابقة ليس كافياً.. وإن تم قبولك فسيتوجب عليك أن تدرسي قريباً من ثلاثين وحدة من مواد البكالوريوس.. فقلت لها: ولكنه في كل الجامعات الخاصة يتم قبول طلب الماجستير لدراسة تغايِر تخصص البكالوريوس ويتم إعطاء مواد من فترة ما قبل التخرج وهذا أمر طبيعي وليس عندي مشكلة بعدد المواد التي ستُعطى لي بل على العكس.. فكلما كثرَت استفدتُ أكثر! أما عن التدريب في الفترة الماضية فأنا لم أتخصص أكاديمياً ومن الطبيعي أن لا يكون هناك إلا دورات ودراسات خاصة، بالإضافة إلى دراستي عبر أكاديمية الفرحة لعلوم الأسرة في الإرشاد فماذا كنتِ تتوقعين أكثر؟!.. فقالت إنهم لم يقبلوا هذه الدراسة لأن تقييمي العام فيها كان "ممتاز" بدون علامات!!!

وأخبرتني أنه تم قبول شابة في الماجستير تخصصها طب أسنان ولكن لديها خبرة سنوات في العمل الاجتماعي في منظمات دولية! وأنني أعمل في مؤسسة خاصة وهذا لا يفيدني! فأخبرتها أنه لدي باع طويل في العمل الاجتماعي أنا أيضاً في منظمات غير حكومية إسلامية ويمكنني أخذ إفادات منها.. فقالت إنه لا ينفع!!!!

ثم قالت: هناك أمور يجب العمل عليها في هذه الفترة..

فقلت: نعم اللغة.. وسأحضر دروساً في الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي لاستعادة طلاقتي..

فقالت: لا لم أعنِ اللغة.. ولكن يجب الخروج من النظرة الدينية.. لانتهاج النظرة العلمية..! (وكأن الدّين ينافي العلم!!).. فماذا لو قصدك زوجان غير مسلمَيْن لإرشادهما؟ فقلت: أنتهج معهما التقنيات العلمية!

ثم سألتها: هل تجبرونني أن تكون فترة التدريب في أماكن محددة؟ أم تتركون لي حرية الخيار؟

فقالت: لا نجبرك.. ولكن إذا رأيتُ أنك اخترتِ مكاناً دينياً سأمنعك لأخرجَك من بيئتك الدينية فتتعاملي مع كل الشرائح..

فقلت لها: وهذا يسرّني.. لأنه يزيد من خبراتي ويجعلني قادرة على التعامل مع أيّ كان..
وعادت لمنظومة لجنة المعادلات.. وأن بيدها القرار.. فالخطوات التي قمنا بها حتى الآن مطلوبة ولكنها شكليّة بالمقارنة مع دراسة لجنة المعادلات.. وكان هذا الإصرار والتأكيد على أن القرار في يد لجنة المعادلات وأنه لا يد لهم مع أنهم (إدارة قسم) في القرار يؤكّد لي أن الرفض لا بد قادم.. وأن وضع الموضوع برمّته عند لجنة المعادلات ما هو إلا استباق للأمر كي لا أضع الملامة على (إدارة القسم) عند رفض طلبي..

وأنهَت المقابلة باقتراح أن أحضر لأسبوعين حتى يتم إصدار القرار من لجنة المعادلات.. إذ كان الفصل الدراسي قد بدأ.. فسألتُها: وإن رفضَتْ اللجنة.. سأترك بعد حضور؟ أجابت: نعم.. فقلتُ لها إنني سأفكر وأستشير وسأراسلها إن قررت الحضور.. فطلبَتْ مني بعض الأوراق الرسمية من الجامعة واستعجلتني بإرسالها لأنها لن تستطيع إرسال الملف ناقصاً للجنة المعادلات.. وكلما أسرعتُ.. صدر القرار بسرعة..

استغرق تحضير الأوراق المطلوبة بعض الوقت.. وكنت مرتبطة بمواعيد في الأسبوع الأول فلم أحضر.. وفكرت أن ألتزم بالحضور لسببين.. أن أفهم طبيعة الدراسة هناك.. فقد لا أجد ما كنت أعتقد أنه متوفر.. وربما سيتكشف لي مستوى التدريس هناك بعد الحضور.. والسبب الآخر أن لا أفوّت عليّ الكثير في حال قُبِلت..


وبعد أسبوع أرسلت لها ما تبقى من أوراق ووصلَتْها عصر يوم الثلاثاء.. وكان من المتوقع أن تجتمع لجنة المعادلات بعدها لتدرس الملف وتصدر القرار.. ثم أرسلتُ مساء نفس اليوم رسالة عبر البريد الإلكتروني لرئيسة القسم أخبرها فيها أن الأوراق أصبحت في مكتبها وأنني سأحضر الخميس والجمعة كما عرضَتْ عليّ بانتظار قرار لجنة المعادلات..


صباح يوم الأربعاء.. تتصل بي رئيسة القسم وتعتذر عن قبولي لأن لجنة المعادلات رفضت الطلب!!! فسألتها متى درست اللجنة طلبي وملفي لم يكتمل إلا عشية اليوم السابق..؟! فأخبرتني أنها أرسلته للّجنة منذ فترة بشكل احتياطي حتى تكسب الوقت!!! فقلت لها: كيف تدرس اللجنة ملفاً ناقصاً؟ وتأكدتُ حينها من شعوري السابق من أن القرار قد تم اتّخاذه من بعد المقابلة الشخصية تلك.. وأن لجنة المعادلات لم تكن سوى فصل من مسرحية..!


قلتُ لها: أؤمن بقضاء الله تعالى وأسلّم له الأمر.. وبقدر هذا الإيمان بالله جل وعلا أشعر أن هناك أمراً آخر هو الذي جعل الإدارة تتخذ قرار رفضي.. فأنكَرَت..! واستعانت بالآية الكريمة -بعد تحريف كلماتها- "لعلك تكرهين شيئا وهو خير" وتمنت لي التوفيق في جمعيتي..! وطلبت مني أن أمُرَّ لأخذ ملفي فقد أحتاجه في مكان آخر!!


سلسلة من التساؤلات تطرح نفسها بعد ما سردت..

من قرَّر؟ وكيف تم أخذ القرار؟ وما هو السبب الفعلي لرفضي؟ أسئلة برسم إدارة الجامعة!!


ثم.. أين نظام الجامعة الذي يمنع أن تدرس الطالبة في الماجستير تخصصاً يختلف عن البكالوريوس؟ ولِم تم قبول الطلب من الأساس؟

وكيف تُقبل طالبة تخصّصَت في طب الأسنان وتُرفض أُخرى تعمل في مجال الاستشارات منذ أكثر من خمس سنوات..؟ هل يكفي أن يكون عمل الطبيبة الاجتماعي مع منظمات دولية؟!! ولِم هذا الازدراء بالمنظمات الإسلامية وعدم القبول بها؟!! ألا يكون القبول والرفض حينها منوطاً بالأهواء النفسية لدى المسؤولين؟ ألا يُشَكِّكُ ذلك في احترافية الجامعة ونزاهتها..؟


ما الذي أنجَزَتهُ تلك التي قُبِلَت؟ –وربما غيرها الكثيرات ولا أعرفهنّ وقد تكون اختصاصاتهنّ بعيدة جداً عن دراسة الماجستير- وكيف تم تهميش كل ما فعلتُ –بعونٍ من ربي سبحانه وفضله- خلال سنوات عديدة: من دراسة لدبلوم في الإرشاد الأسري.. وكتابة مقالات اجتماعية وأسرية بلغت أكثر من 200 مقال في مجلات محلية وخليجية وفي عدة مواقع مهمة على الإنترنت.. وتقديم استشارات عبر مواقع انترنت رائدة منها موقع (الإسلام اليوم) وفي جمعية مودّة وعبر البريد الالكتروني.. وتأسيس جمعية تُعنى بالإرشاد الأُسري.. وإعداد برنامجَين في الإذاعة عن الحياة الزوجية وتقديمهما.. وتدريب العديد من الفتيات المقبلات على الزواج ضمن برنامج متكامل.. وإلقاء المحاضرات وإعداد الدورات الأسرية.. وتنظيم الفعاليات التي تُعنى بالأسرة.. والمساهمة في العمل الاجتماعي في العديد من الجمعيّات من بينها تجمّع اللجان والهيئات النسائية للدفاع عن الأسرة! كل ذلك يُضربُ به عرض الحائط لِم؟!! بربِّكُم أليس الجواب واضحاً ؟!!


وكيف درسَت لجنة المعادلات طلباً ناقصاً وتصدر فيه القرار إن لم يكن هناك إيعاز برفض الطلب من اللجنة المصغّرة التي أجرت المقابلة الشخصية ؟! علماً بأن رئيسة القسم أكدت لي أنه ليس باستطاعتها أبداً أن تقدّم طلبي من دون اكتمال جميع الأوراق المطلوبة.. حتى أنها رفضت صورة عن علاماتي من الجامعة اللبنانية الأميركية بحجة أنها تريدها مصدّقة أو أصلية!! وكان من بين النواقص في البداية توصيف للمواد التي أخذتها في الجامعتين اللتين درست فيهما لأن من بينها مواد كثيرة في علم النفس وغيرها.. فكيف حصل وأرسلت الملف بدونها فجأة؟!!


كيف تطلب رئيسة القسم أن أخرج من المنظور الديني وما ورد عن ذلك الطالب من دراسة الحالة في الامتحان كان أساسه دينياً؟!!! ثم هل يُطلب من الراهبات اللواتي ينتظمن في الدراسة هناك –على كثرتهنّ- ما طُلِب مني من الخروج من المنظور الديني؟؟!

ساءني جداً ما آلت إليه الأمور.. وتساءلتُ: هل يُعقل أن يكون سبب الرفض حجابي واعتزازي بديني؟!..


لقد أبتدأت دراستي منذ نعومة أظفاري في مدارس الراهبات.. وقضيتُ طفولتي هناك حتى تخرجت.. وحين كبرتُ وأسلمتُ وجهي لله جل وعلا بعد جاهلية مقيتة.. بقيت أحترم حق الآخر في قناعاته.. وأخشى أن يكون ذلك الآخر يفتقد هذا الاحترام لي!


في هذا المقال.. ليس في نيّتي أن أفتح أبواباً يحاول البعض إغلاقها.. ولكن جُلّ همّي أن أطرح ما لاقَيْت علّي أجد تبريراً عند أحدهم أستطيع معه تقبّل ما حدث! وأن أعرض قضيةً عادلةً للنقاش.. فإلى متى يُحرم اللبنانيون من حقوقهم من أيّ منطلق كان الرفض..؟! وحتى متى يتخلّف المسلمون عن إدراج العلوم الإنسانية التربوية في جامعاتهم كي لا نضطر أن نُعامل بهذا الشكل من قِبل الآخرين؟!


الحمد لله على كل حال.. أحتسب أمري عنده.. وأسأله الثبات على الدِّين وأن يصرفَ قلبي عما لا يحب ولا يرضاه لي..


ولله الأمر من قبل ومن بعد.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون!



 


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام