بشار سيسقط من القطار

احرق اقصف دمر... مهما تفعل ستسقط في المضمار. السباق شديد... فمهما حاورت أو راوغت... لا ينفعك وستسقط من القطار.



احرق اقصف دمر... مهما تفعل ستسقط في المضمار.

السباق شديد... فمهما حاورت أو راوغت... لا ينفعك وستسقط من القطار.

هل تشعر أنك تدافع عن الدار... أو تنافح عن شعبك ضد الغدار؟ لا، لا، ستسقط لا محالة على يد الثائر المغوار.

أنت تعمل حسب رأيك... لمجد شعبك... هل تحقق... أم تبدل... زئير الأسد إلى ثغاء نعجة... يا بشار؟

أنت كما قالوا أسد.. ماذا فعلت لمن غزا الدار والجولان؟ أم لبست ثوب المقاومة وأنت لست لها؟ نعم ستسقط في المضمار.


بعت شعباً... وبعت أرضاً... وشردت أطفالا... ستشرد... ستباع في سوق الطغاة... وتساق لحتفك على يد ثائر هدار.

لا تسافر... لا تغادر لا تحاول... كن صامداً... إذا كنت شهماً أمام شعب ذاق منك صنوف ذل كي تحاسب يا سمسار.

كم ظالم كم جائر مر في ذاكرتك.. أين هم؟ فهل تعقل؟ وهل تشعر؟ وهل تملك الإحساس؟ آسف قد فقدت كل شيء، لذا ستختفي صورتك أمام المنظار.

رائع أنت في الخطابة والتنظير... قل لي بربك فما أنت في الملمات؟ أظن أنك أوهن من بيت العنكبوت ستسقط إذاً في الاختبار.


يا بشار... ضريبة الذل أفدح بكثير من ضريبة الكرامة؛ لأنها ستدفع من النفس ومن الأهل ومن المال... عندها تحال الحياة إلى قفار.

في حمص دمار، وفي بابا عمرو دماء، وفي درعا هدم، وفي دير الزور أيتام.... أمام الله ماذا ستقول؟ أعلمُ انك ستُنظِر... لكنك ستسقط كما سقط معمر في عبَارة الأقذار.

يا بشار ركنت إلى ركن مهيض الجناح... فلا تأمن من الاجتياح؛ لأن الشعب ملَّ من النباح ولم يأمن من جانبك الارتياح.

القتل والتشريد.. لا يعيد لك العهود فقد مضى عهد التنازل عن الكرامة والوجود... عجبت لك ولفعلك العنيد.. هل أنت تسخر العبيد؟!

ويلك ثم ويلك من المعبود... يوم تسَود الوجوه... يوم أن يقال: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} [الحاقة: ٣٠]... {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِ‌يمُ} [الدخان: ٤٩].


هل تطبق مقولة من قال الله على لسانه: {لَيُخْرِ‌جَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: ٨]، فمن هو الأذل شعبك الذي حكمت؟ أم النساء الشريفات التي رملت؟ أم الأطفال الذين يتمت؟ أم أنت يا من أسلت الدماء وفقئت العيون وخربت الديار وزرعت الرذيلة ودمرت الفضيلة؟ ابشر بيوم عنيد يوم تحمى فيه الحديد فتمس جلدك الصديد.

يا الله ما أشد العذاب... على من مس كرامة العباد... وأفقد الأم طفلها العتيد... ويل لك، ثم ويل لك، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء: ٢٢٧].


يوسف المعايعة