المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنة النبوية

صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

هذه كلماتٍ تنبئُ البصيرَ الحاذقَ, والغُفْلَ الريِّضَ, عن جناية كتاب
«السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث» على هذه الشريعةِ, فيما
أصَّل وقعَّد من ردِّ السننِ الموروثة, والسخريةِ من حَمَلَةِ العلم
ومحصِّليهِ, الذينَ تقادم َ العهدُ بهم, والإبانةَ عن خوضِ ذلك
الكاتبِ في أمورٍ لا يحسِنُها, فقهيَّة وحديثيَّة, فَخَبَطَ فيها,
وقال بُهْتًا, وأبان للناس- بما جَرَّتْهُ أنامِلُه- عَقْلَه في
الشرعيات.



وهذا الكتاب-الذي طلبتَ الكشفَ عنه- طارَ به أهلُ الفتنِ, وأعداءُ
السُّنن, لجَرَيانِه مع أهلِ الأهواءِ في أهوائِهم, وقد ضَرَّمَ
نارَه, وأشعَلَ الفتيلَ في زِنادِهِ «خضراءُ الدِّمَنِ», وما أدراكَ
ما خضراءُ الدِّمَنِ, وسوءُ منبتِها, فنشرتْ منه وانتقتْ, فدخلتْ
فتنتُهُ إلى بيوتٍ لم تعرف الكتابَ ولا كاتبَهُ؛ لأنه يخْدِمُ مصالحَ
معلومةً في بَثِّ الخلافِ, وتفريقِ العلماء, وانتقادِ الدعاة وتطوير
قلوبٍ أبطأ تطويرُها. لكنْ هذا حرِيقٌ ضُرِّمتْ نارُه, وحريقُ
الأقلامِ قد يطفِئُه سيلُ المدادِ من ذوي السَّداد.
rar RAR 73KB