طريقة أهل الكفر والعناد في معارضة الأنبياء وأتباعهم
سلسلة مقالات للشيخ علاء الدين عبد الهادي..
- 100%
في كل زمان مِن أزمنة التاريخ تواجد هؤلاء القوم - أعني المنافقين - بصور مختلفة وأنماط متفاوتة، فرقتهم الأزمنة والأمكنة وجمعهم الداء نفسه؛ فتشابهوا في صفاتهم كلها التي حاصلها إبطان غير ما يُظهرون، فقلوبهم في واد مظلم ملأه الكفر والشك والفساد..
في هذه المقالات نعرض لبعض صور هذه العداوة وطرائقها التي تفننوا فيها عبر العصور وكر الدهور، ونرى كيف أن الكفر كله ملة واحدة، وأن المجرمين الأواخر ما زالوا على نهج الأوائل {يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً} [المائدة:33]..
ها نحن نستكمل بتوفيق الله تعالى بعضًا من صور كفرهم وعنادهم، لا سيما فيما يتعلق بالموالاة والمعاداة بمقاييس كفرهم وجاهليتهم، وكيف حرصوا هم على إذكاء الأخوة الشيطانية والبراءة من الإيمان!
قد عرضنا في المقالتين السابقين بعض صور الحرب التي ما برح الكافرون عبر العصور يستخدمونها مع الأنبياء وأتباعهم، وأسباب ذلك من انتكاس للفطر، وفساد للعقائد، وخراب للقلوب، وموالاة أعداء الله ومعادة أوليائه، وفي هذا المقال نستكمل -بعون الله- ما بدأناه من هذه الطرائق؛ لا سيما في مجال الحرب على العقيدة وإلقاء الشبهات، ومحاولاتهم فتنة الناس عن دينهم بأساليب ملتوية..
قال الله تعالى مرشدًا عباده المؤمنين: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186]. وفي هذا لا شك تثبيت للمؤمنين، وإمداد لهم بما يحتاجونه من وقاية عقدية وإيمانية ونفسية، كما وعدهم بالجزاء العظيم إن هم ثبتوا في مواجهة الإيذاء ...
- 100%
فلما يئس الكافرون من جدوى محاولاتهم السابقة سواء أسلوب: (التخييل والتضليل وإلقاء الشبهات) أو أسلوب: (السخرية والاستهزاء والإيذاء بالقول) انتقلوا إلى مرحلة جديدة من المواجهة والمجابهة، قوامها: (الإيذاء البدني بعد الإيذاء النفسي) وأصلها: (الظلم والطغيان) ومنهجها: (البطش والعدوان) ...
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ.لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ}