الجزء الثاني عشر
6. (
وما من ) زائدة ( دابة في الأرض ) هي ما دب عليها ( إلا على الله رزقها ) تكفل به فضلاً منه تعالى ( ويعلم مستقرها ) مسكنها في الدنيا أو الصلب ( ومستودعها ) بعد الموت أو في الرحم ( كل ) مما
ذكر ( في كتاب
مبين ) بين هو
اللوح المحفوظ
7. (
وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( وكان عرشه ) قبل خلقها ( على الماء ) وهو على متن الريح ( ليبلوكم ) متعلق بخلق ، أي خلقهما وما فيهما من منافع لكم
ومصالح ليختبركم (
أيكم أحسن عملاً ) أي
أطوع لله ( ولئن قلت ) يا محمد لهم ( إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن ) ما ( هذا )
القرآن الناطق بالبعث والذي تقوله ( إلا سحر مبين ) بين ، وفي قراءة { ساحر } ، والمشار إليه النبي صلى
الله عليه وسلم
8. (
ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى )
مجيء ( أمة ) أوقات ( معدودة ليقولُن ) استهزاء ( ما يحبسه ) ما يمنعه من النزول قال تعالى : ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً ) مدفوعاً ( عنهم وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) من العذاب
9. (
ولئن أذقنا الإنسان ) الكافر
( منا رحمة ) غنى وصحة ( ثم نزعناها منه إنه ليؤوس ) قنوط من رحمة الله ( كفور ) شديد الكفر به
10. (
ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء ) فقر
وشدة ( مسته
ليقولن ذهب السيئات )
المصائب ( عني ) ولم يتوقع زوالها ولا شكر عليها ( إنه لفرح ) بطر ( فخور ) على الناس بما أوتي
11. (
إلا ) لكن ( الذين صبروا ) على الضراء ( وعملوا الصالحات ) في النعماء ( أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) هو الجنة
12. (
فلعلك ) يا محمد ( تارك بعض ما يوحى إليك ) فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به ( وضائق به صدرك ) بتلاوته عليهم لأجل ( أن يقولوا لولا ) هلا ( أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ) يصدقه كما اقترحنا ( إنما أنت نذير ) فما عليك إلا البلاغ لا الإتيان بما اقترحوه ( والله على كل شيء وكيل ) حفيظ فيجازيهم
13. ( أم
) بل أ ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل فأتوا بعشر سور مثله ) في الفصاحة والبلاغة ( مفتريات ) فإنكم عربيون فصحاء مثلي ، تحداهم بها أولاً ثم بسورة
( وادعوا ) للمعاونة على ذلك ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء
14. (
فإن لم يستجيبوا لكم ) أي
من دعوتموهم للمعاونة (
فاعلموا ) خطاب
للمشركين ( أنما أنزل
) ملتبسا ( بعلم الله ) وليس افتراء عليه ( وأن )
مخفّفة أي أنه ( لا
إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) بعد
هذه الحجة القاطعة أي أسلموا
15. ( من
كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ) بأن
أصر على الشرك وقيل هي في المرائين ( نوفِّ إليهم أعمالهم ) أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم ( فيها ) بأن نوسِّع عليهم رزقهم ( وهم فيها ) أي الدنيا ( لا يبخسون ) ينقصون شيئاً
16. (
أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ) بطل ( ما صنعوا ) ه (
فيها ) أي الآخرة
فلا ثواب له ( وباطل ما
كانوا يعملون )
17. (
أفمن كان على بينة )
بيان ( من ربه ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن
( ويتلوه ) يتبعه ( شاهد ) له بصدقه ( منه ) أي
من الله وهو جبريل (
ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة شاهد له أيضا ( إماماً ورحمة ) حال كمن ليس كذلك لا ( أولئك ) أي من كان على بينة ( يؤمنون به ) أي القرآن فلهم الجنة ( ومن يكفر به من الأحزاب ) جميع الكفار ( فالنار موعده فلا تك في مرية ) شك ( منه ) من
القرآن ( إنه الحق
من ربك ولكن أكثر الناس ) أي
أهل مكة ( لا يؤمنون
)
18. (
ومن ) أي لا أحد
( أظلم ممن
افترى على الله كذباً )
بنسبة الشريك والولد إليه (
أولئك يعرضون على ربهم ) يوم
القيامة في جملة الخلق (
ويقول الأشهاد ) جمع
شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على
الظالمين ) المشركين
19. (
الذين يصدون عن سبيل الله ) دين
الإسلام ( ويبغونها ) يطلبون السبيل ( عوجاً ) معوجة ( وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون )
13. ( أم
) بل أ ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل فأتوا بعشر سور مثله ) في الفصاحة والبلاغة ( مفتريات ) فإنكم عربيون فصحاء مثلي ، تحداهم بها أولاً ثم بسورة
( وادعوا ) للمعاونة على ذلك ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء
14. (
فإن لم يستجيبوا لكم ) أي
من دعوتموهم للمعاونة (
فاعلموا ) خطاب
للمشركين ( أنما أنزل
) ملتبسا ( بعلم الله ) وليس افتراء عليه ( وأن )
مخفّفة أي أنه ( لا
إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) بعد
هذه الحجة القاطعة أي أسلموا
15. ( من
كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ) بأن
أصر على الشرك وقيل هي في المرائين ( نوفِّ إليهم أعمالهم ) أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم ( فيها ) بأن نوسِّع عليهم رزقهم ( وهم فيها ) أي الدنيا ( لا يبخسون ) ينقصون شيئاً
16. (
أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ) بطل ( ما صنعوا ) ه (
فيها ) أي الآخرة
فلا ثواب له ( وباطل ما
كانوا يعملون )
17. (
أفمن كان على بينة )
بيان ( من ربه ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن
( ويتلوه ) يتبعه ( شاهد ) له بصدقه ( منه ) أي
من الله وهو جبريل (
ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة شاهد له أيضا ( إماماً ورحمة ) حال كمن ليس كذلك لا ( أولئك ) أي من كان على بينة ( يؤمنون به ) أي القرآن فلهم الجنة ( ومن يكفر به من الأحزاب ) جميع الكفار ( فالنار موعده فلا تك في مرية ) شك ( منه ) من
القرآن ( إنه الحق
من ربك ولكن أكثر الناس ) أي
أهل مكة ( لا يؤمنون
)
18. (
ومن ) أي لا أحد
( أظلم ممن
افترى على الله كذباً )
بنسبة الشريك والولد إليه (
أولئك يعرضون على ربهم ) يوم
القيامة في جملة الخلق (
ويقول الأشهاد ) جمع
شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على
الظالمين ) المشركين
19. (
الذين يصدون عن سبيل الله ) دين
الإسلام ( ويبغونها ) يطلبون السبيل ( عوجاً ) معوجة ( وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون )
29. ( ويا
قوم لا أسألكم عليه ) على
تبليغ الرسالة (
مالاً ) تعطونيه ( إنْ ) ما
( أجري ) ثوابي ( إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا ) كما أمرتموني ( إنهم ملاقوا ربهم ) بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم ( ولكني أراكم قوما تجهلون ) عاقبة أمركم
30. (
ويا قوم من ينصرني )
يمنعني ( من الله ) أي عذابه ( إن طردتهم ) أي لا ناصر لي ( أفلا ) فهلا ( تذِّكِّرون ) بإدغام التاء الثانية في الأصل في الذال : تتعظون
31. (
ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا ) إني ( أعلم الغيب ولا أقول إني مَلَك ) بل أنا بشر مثلكم ( ولا أقول للذين تزدري ) تحتقر ( أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً ، الله أعلم بما في
أنفسهم ) قلوبهم ( إني إذاً ) إن قلت ذلك ( لمن الظالمين )
32. (
قالوا يا نوح قد جادلتنا )
خاصمتنا ( فأكثرت
جدالنا فأتنا بما تعدنا ) به
من العذاب ( إن كنت من
الصادقين ) فيه
33. (
قال إنما يأتيكم به الله إن شاء )
تعجيله لكم فإن أمره إليه لا إلي ( وما أنتم بمعجزين ) بفائتين الله
34. (
ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ) أي إغواءكم ، وجواب الشرط دل عليه ولا ينفعكم نصحي ( هو ربكم وإليه ترجعون )
35. قال تعالى : ( أم ) بل
أ ( يقولون ) أي كفار مكة ( افتراه ) اختلق محمد القرآن ( قل إن افتريته فعلي إجرامي ) إثمي أي عقوبته ( وأنا بريء مما تجرمون ) من إجرامكم في نسبة الافتراء إلي
36. (
وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس ) تحزن ( بما كانوا يفعلون ) من الشرك ، فدعا عليهم بقوله : { رب لا تذر على الأرض
} الخ ، فأجاب الله دعاءه فقال : { واصنع الفلك } الآية
37. (
واصنع الفلك ) السفينة ( بأعيننا ) بمرأى منا وحفظنا ( ووحينا ) أمرنا ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) كفروا بترك إهلاكهم ( إنهم مغرقون )
38. (
ويصنع الفلك ) حكاية حال
ماضية ( وكلما مر
عليه ملأ ) جماعة ( من قومه سخروا منه ) استهزؤوا به ( قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) إذا نجونا وغرقتم
39. (
فسوف تعلمون من )
موصولة مفعول العلم (
يأتيه عذابٌ يخزيه ويحل )
ينزل ( عليه عذاب
مقيم )
40. (
حتى ) غاية للصنع
( إذا جاء
أمرنا ) بإهلاكهم ( وفار التنور ) للخباز بالماء ، وكان ذلك علامة لنوح ( قلنا احمل فيها ) في السفينة ( من كل زوجين ) ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما ( اثنين ) ذكراً وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن الله حشر لنوح
السباع والطير وغيرها ، فجعل يضرب بيده في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر
واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة ( وأهلَكَ ) أي زوجته وأولاده ( إلا من سبق عليه القول ) أي منهم بالإهلاك وهو ولده كنعان وزوجته بخلاف سام
وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة ( ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل جميع من كان في
السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء
41. (
وقال ) نوح ( اركبوا فيها بسم الله مَجراها ومَرساها ) بفتح الميمين وضمهما مصدران ، أي جريها ورسوها أي
منتهى سيرها ( إن ربي
لغفور رحيم ) حيث لم
يهلكنا
42. ( وهي
تجري بهم في موج كالجبال ) في
الارتفاع والعظم (
ونادى نوح ابنه )
كنعان ( وكان في
معزل ) عن السفينة
( يا بني
اركب معنا ولا تكن مع الكافرين )
43. (
قال سآوي إلى جبل يعصمني )
يمنعني ( من الماء
قال لا عاصم اليوم من أمر الله )
عذابه ( إلا ) لكن ( من رحم ) الله فهو المعصوم ، قال تعالى ( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين )
44. (
وقيل يا أرض ابلعي ماءك )
الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء أنهاراً وبحاراً ( ويا سماء أقلعي ) أمسكي عن المطر فأمسكت ( وغيض ) نقص ( الماء وقضي الأمر ) تم أمر هلاك قوم نوح ( واستوت ) وقفت السفينة ( على الجودي ) جبل بالجزيرة بقرب الموصل ( وقيل بُعداً ) هلاكاً ( للقوم الظالمين ) الكافرين
45. (
ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني )
كنعان ( من أهلي ) وقد وعدتني بنجاتهم ( وإن وعدك الحق ) الذي لاخلف فيه ( وأنت أحكم الحاكمين ) أعلمهم وأعدلهم
46. (
قال ) تعالى ( يا نوح إنه ليس من أهلك ) الناجين أو من أهل دينك ( إنه ) أي
سؤالك إياي بنجاته (
عملٌ غيرُ صالح )
فإنه كافر ولا نجاة للكافرين ، وفي قراءة { عَمِلَ } بكسر ميم عمل فعل ونصب { غيرَ
} فالضمير لابنه (
فلا تسألنِ ) بالتشديد
والتخفيف ( ما ليس لك
به علم ) من إنجاء
ابنك ( إني أعظك
أن تكون من الجاهلين )
بسؤالك ما لم تعلم
47. (
قال رب إني أعوذ بك ) من
( أن أسألك
ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي ) ما
فرط مني ( وترحمني
أكن من الخاسرين )
48. (
قيل يا نوح اهبط )
انزل من السفينة (
بسلام ) أو بتحية ( منا وبركات ) خيرات ( عليك وعلى أمم ممن معك ) في السفينة أي من أولادهم وذريتهم وهم المؤمنون ( وأممٌ ) بالرفع ممن معك ( سنمتعهم ) في الدنيا ( ثم يمسهم منا عذاب أليم ) في الآخرة وهم الكفار
49. (
تلك ) أي هذه
الآيات المتضمنة قصة نوح ( من
أنباء الغيب ) أخبار ما
غاب عنك ( نوحيها
إليك ) يا محمد ( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ) القرآن ( فاصبر ) على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح ( إن العاقبة ) المحمودة ( للمتقين )
50. ( و ) أرسلنا ( إلى عاد أخاهم ) من القبيلة ( هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوه ( ما لكم من ) زائدة ( إله غيره إن ) ما ( أنتم ) في عبادتكم الأوثان ( إلا مفترون ) كاذبون على الله
51. ( يا
قوم لا أسألكم عليه ) على
التوحيد ( أجراً إن ) ما ( أجري إلا على الذي فطرني ) خلقني ( أفلا تعقلون )
52. (
ويا قوم استغفروا ربكم ) من
الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( يرسل السماء ) المطر وكانوا قد منعوه ( عليكم مدراراً ) كثير الدرور ( ويزدكم قوة إلى ) مع ( قوتكم ) بالمال والولد ( ولا تتولوا مجرمين ) مشركين
53. (
قالوا يا هود ما جئتنا ببينة )
برهان على قولك (
وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ) أي
لقولك ( وما نحن
لك بمؤمنين )
54. ( إن
) ما ( نقول ) في شأنك ( إلا اعتراك ) أصابك ( بعض آلهتنا بسوء ) فخبلك لسبك إياها فأنت تهذي ( قال إني أشهد الله ) علي ( واشهدوا أني بريء مما تشركون ) به
55. ( من
دونه فكيدوني ) احتالوا في
هلاكي ( جميعاً ) أنتم وأوثانكم ( ثم لا تنظرون ) تمهلون
56. (
إني توكلت على الله ربي وربكم ما من ) زائدة ( دابة ) نسمة تدب على الأرض ( إلا هو آخذ بناصيتها ) أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه وخص
الناصية بالذكر لأن من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل ( إن ربي على صراط مستقيم ) أي طريق الحق والعدل
57. (
فإن تولوا ) فيه حذف
إحدى التاءين أي تعرضوا (
فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً ) بإشراككم ( إن ربي على كل شيء حفيظ ) رقيب
58. (
ولما جاء أمرنا )
عذابنا ( نجينا
هوداً والذين آمنوا معه برحمة )
هداية ( منا ونجيناهم
من عذاب غليظ ) شديد
59. (
وتلك عاد ) إشارة إلى
آثارهم أي فسيحوا في الأرض وانظروا إليها ثم وصف أحوالهم فقال ( جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ) جمع لأن من عصى رسولاً جميع الرسل لاشتراكهم في أصل
ما جاؤوا به وهو التوحيد (
واتبعوا ) أي السفلة
( أمر كل
جبار عنيد ) معاند للحق
من رؤسائهم
60. (
وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ) من
الناس ( ويوم
القيامة ) لعنة على
رؤوس الخلائق (
ألا إن عاداً كفروا )
جحدوا ( ربهم ألا
بعداً ) من رحمة
الله ( لعاد قوم
هود )
61. ( و ) أرسلنا ( إلى ثمود أخاهم ) من القبيلة ( صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحِّدوه ( ما لكم من إله غيره هو أنشأكم ) ابتدأ خلقكم ( من الأرض ) بخلق أبيكم آدم منها ( واستعمركم فيها ) جعلكم عماراً تسكنون بها ( فاستغفروه ) من الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( إن ربي قريب ) من خلقه بعلمه ( مجيب ) لمن سأله
62. (
قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً ) نرجو أن تكون سيداً ( قبل هذا ) الذي صدر منك ( أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ) من الأوثان ( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه ) من التوحيد ( مريب ) موقع في الريب
63. (
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة ) بيان ( من ربي وآتاني منه رحمة ) نبوة ( فمن ينصرني ) يمنعني ( من الله ) أي عذابه ( إن عصيته فما تزيدونني ) بأمركم لي بذلك ( غير تخسير ) تضليل
64. (
ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية ) حال
عامله الإشارة (
فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ) عقر ( فيأخذكم عذاب قريب ) إن عقرتموها
65. (
فعقروها ) عقرها
قُدار بأمرهم (
فقال ) صالح ( تمتعوا ) عيشوا ( في داركم ثلاثة أيام ) ثم تهلكون ( ذلك وعد غير مكذوب ) فيه
66. (
فلما جاء أمرنا )
بإهلاكهم ( نجينا
صالحاً والذين آمنوا معه ) وهم
أربعة آلاف ( برحمة منا
) ونجيناهم ( ومن خزي يومئذ ) بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء لإضافته إلى مبني وهو
الأكثر ( إن ربك هو
القوي العزيز ) الغالب
67. (
وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين
68. (
كأن ) مخففة
واسمها محذوف أي كأنهم ( لم
يغنوا ) يقيموا ( فيها ) في دارهم ( ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود ) بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة
69. (
ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا سلاماً ) مصدر ( قال سلام ) عليكم ( فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ) مشوي
70. (
فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم ) بمعنى أنكرهم ( وأوجس ) أضمر في نفسه ( منهم خيفة ) خوفاً ( قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ) لنهلكهم
71. (
وامرأته ) أي امرأة
إبراهيم سارة (
قائمة ) تخدمهم ( فضحكت ) استبشاراً بهلاكهم ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء ) بعد ( إسحاق يعقوب ) ولده تعيش إلى أن تراه
72. (
قالت يا ويلتى )
كلمة تقال عند أمر عظيم ، والألف مبدلة من ياء الإضافة ( أألد وأنا عجوز ) لي تسع وتسعون سنة ( وهذا بعلي شيخاً ) له مائة أو وعشرون سنة ونصبه على الحال والعامل فيه
ما في ذا من الإشارة ( إن
هذا لشيء عجيب ) أن
يولد ولد لهرِمَين
73. (
قالوا أتعجبين من أمر الله )
قدرته ( رحمة الله
وبركاته عليكم ) يا
( أهل البيت
) بيت إبراهيم ( إنه حميد ) محمود ( مجيد ) كريم
74. (
فلما ذهب عن إبراهيم الروع )
الخوف ( وجاءته
البشرى ) بالولد أخذ
( يجادلنا ) يجادل رسلنا ( في ) شأن
( قوم لوط )
75. ( إن
إبراهيم لحليم )
كثير الأناة ( أواه منيب
) رجاع ، فقال لهم : أتهلكون قرية
فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا : لا ، قال : أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن ؟ قالوا :
لا ، قال ، أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا ؟ قالوا : لا قال : أفتهلكون قرية
فيها أربعة عشر مؤمنا ؟ قالوا : لا ، قال : أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد ؟ قالوا
: لا ، قال : إن فيها لوطا ، قالوا : نحن أعلم بمن فيها الخ
76. فلما أطال مجادلتهم قالوا ( يا إبراهيم أعرض عن هذا ) الجدال ( إنه قد جاء أمر ربك ) بهلاكهم ( وإنهم آتيهم عذاب غير مردود )
77. ( ولما
جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم ) حزن
بسببهم ( وضاق بهم
ذرعاً ) صدراً
لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه ( وقال هذا يوم عصيب ) شديد
78. (
وجاءه قومه ) لما علموا
بهم ( يهرعون ) يسرعون ( إليه ومن قبل ) قبل مجيئهم ( كانوا يعملون السيئات ) وهي إتيان الرجال ( قال ) لوط
( يا قوم
هؤلاء بناتي ) فتزوجوهن ( هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون ) تفضحون ( في ضيفي ) أضيافي ( أليس منكم رجل رشيد ) يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
79. (
قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق ) حاجة ( وإنك لتعلم ما نريد ) إتيان الرجال
80. (
قال لو أن لي بكم قوة )
طاقة ( أو آوي
إلى ركن شديد ) عشيرة
تنصرني لبطشت بكم ، فلما رأت الملائكة ذلك
81. (
قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ) بسوء ( فأَسْرِ بأهلك بقطْع ) طائفة ( من الليل ولا يلتفت منكم أحد ) لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم ( إلا امرأتُك ) بالرفع بدل من أحد ، وفي قراءة بالنصب استثناء من
الأهل أي فلا تسر بها (
إنه مصيبها ما أصابهم )
فقيل لم يخرج بها وقيل خرجت والتفتت فقالت واقوماه فجاءها حجر فقتلها وسألهم عن
وقت هلاكهم فقالوا ( إن
موعدهم الصبح ) فقال :
أريد أعجل من ذلك قالوا ( أليس
الصبح بقريب )
82. (
فلما جاء أمرنا )
بإهلاكهم ( جعلنا
عاليها ) أي قراهم ( سافلها ) أي بأن رفعها حبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى
الأرض ( وأمطرنا
عليها حجارة من سجيل ) طين
طبخ بالنار ( منضود ) متتابع
83. (
مسوَّمة ) معلَّمة
عليها اسم من يرمى بها ( عند
ربك ) ظرف لها ( وما هي ) الحجارة أو بلادهم ( من الظالمين ) أي أهل مكة ( ببعيد )
84. ( و ) أرسلنا ( إلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوه ( ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني
أراكم بخير ) نعمة
تغنيكم عن التطفيف ( وإني
أخاف عليكم ) إن لم
تؤمنوا ( عذاب يوم
محيط ) بكم يهلككم
، ووصف اليوم به مجاز لوقوعه فيه
85. (
ويا قوم أوفوا المكيال والميزان )
أتموها ( بالقسط ) بالعدل ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) لا تنقصوهم من حقهم شيئا ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) بالقتل وغيره من عثى بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال
مؤكدة لمعنى عاملها تعثوا
86. (
بقيَّت الله ) رزقه
الباقي لكم بعد إيفاء الكيل والوزن ( خير لكم ) من البخس ( إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ) رقيب أجازيكم بأعمالكم إنما بعثت نذيراً
87. (
قالوا ) له استهزاء
( يا شعيب
أصلاتك تأمرك ) بتكليف ( أن نترك ما يعبد آباؤنا ) من الأصنام ( أو )
نترك ( أن نفعل
في أموالنا ما نشاء )
المعنى هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخير ( إنك لأنت الحليم الرشيد ) قالوا ذلك استهزاء
88. (
قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا ) حلالا أفأشوبه بالحرام من البخس والتطفيف ( وما أريد أن أخالفكم ) وأذهب ( إلى ما أنهاكم عنه ) فأرتكبه ( إن ) ما
( أريد إلا
الإصلاح ) لكم بالعدل
( ما استطعت
وما توفيقي ) قدرتي على
ذلك وغيره من الطاعات (
إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) أرجع
89. (
ويا قوم لا يجرمنكم )
يكسبنكم ( شقاقي ) خلافي فاعل يجرم والضمير مفعول أول ، والثاني ( أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح
) من العذاب ( وما قوم لوط ) أي منازلهم أو زمن هلاكهم ( منكم ببعيد ) فاعتبروا
90. (
واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ) بالمؤمنين ( ودود ) محب لهم
91. (
قالوا ) إيذاناً
بقلة المبالاة ( يا
شعيب ما نفقه ) نفهم ( كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ) ذليلاً ( ولولا رهطك ) عشيرتك ( لرجمناك ) بالحجارة ( وما أنت علينا بعزيز ) كريم عن الرجم وإنما رهطك هم الأعزة
92. (
قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله ) فتتركوا قتلي لأجلهم ولا تحفظوني لله ( واتخذتموه ) أي الله ( وراءكم ظهرياً ) منبوذاً خلف ظهوركم لا تراقبونه ( إن ربي بما تعملون محيط ) علماً فيجازيكم
93. (
ويا قوم اعملوا على مكانتكم )
حالتكم ( إني عامل ) على حالتي ( سوف تعلمون من ) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا ) انتظروا عاقبة أمركم ( إني معكم رقيب ) منتظر
94. (
ولما جاء أمرنا )
بإهلاكهم ( نجينا
شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة ) صاح بهم جبريل ( فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين
95. (
كأنْ ) مخففة أي
كأنهم ( لم يغنوا ) يقيموا ( فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود )
96. (
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ) برهان ظاهر
97. (
إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد ) سديد
98. (
يقدم ) يتقدم ( قومه يوم القيامة ) فيتبعونه كما اتبعوه في الدنيا ( فأوردهم ) أدخلهم ( النار وبئس الورد المورود ) هي
99. (
وأتبعوا في هذه ) أي
الدنيا ( لعنة ويوم
القيامة ) لعنة ( بئس الرفد ) العون ( المرفود ) رفدهم
100. (
ذلك ) المذكور
مبتدأ خبره ( من أنباء
القرى نقصه عليك ) يا
محمد ( منها ) أي القرى ( قائم ) هلك أهله دونه ومنها ( وحصيد ) هلك بأهله فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل
101. (
وما ظلمناهم ) بإهلاكهم
بغير ذنب ( ولكن
ظلموا أنفسهم ) بالشرك ( فما أغنت ) دفعت ( عنهم آلهتهم التي يدعون ) يعبدون ( من دون الله ) أي غيره ( من )
زائدة ( شيء لما
جاء أمر ربك ) عذابه ( وما زادوهم ) بعبادتهم لها ( غير تتبيب ) تخسير
102. (
وكذلك ) مَثَلُ ذلك
الأخذ ( أخذ ربك
إذا أخذ القرى )
أريد أهلها ( وهي ظالمة
) بالذنوب أي فلا يغني عنهم من أخذه
شيء ( إن أخذه
أليم شديد ) روى
الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله
ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {
وكذلك أخذ ربك } الآية
103. ( إن
في ذلك ) المذكور من
القصص ( لآية ) لعبرة ( لمن خاف عذاب الآخرة ذلك ) أي يوم القيامة ( يوم مجموع له ) فيه ( الناس وذلك يوم مشهود ) يشهده جميع الخلائق
104. (
وما نؤخره إلا لأجل معدود )
لوقت معلوم عند الله
105. (
يوم يأت ) ذلك اليوم
( لا
تَكَلَّمُ ) فيه حذف
إحدى التاءين (
نفس إلا بإذنه )
تعالى ( فمنهم ) أي الخلق ( شقي )
ومنهم ( وسعيد ) كتب كل في الأزل
106. (
فأما الذين شقوا ) في
علمه تعالى ( ففي النار
لهم فيها زفير ) صوت
شديد ( وشهيق ) صوت ضعيف
107. (
خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض ) أي مدة دوامهما في الدنيا ( إلا ) غير
( ما شاء
ربك ) من الزيادة
على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبداً ( إن ربك فعال لما يريد )
108. (
وأما الذين سعدوا )
بفتح السين وضمها (
ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ) غير ( ما شاء ربك ) كما تقدم ، ودل عليه فيهم قوله ( عطاء غير مجذوذ ) مقطوع ، وما تقدم من التأويل هو الذي ظهر وهو خال من
التكلف والله أعلم بمراده
109. (
فلا تك ) يا محمد ( في مرية ) شك ( مما يعبد هؤلاء ) من الأصنام إنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم ، وهذا
تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ( ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم ) أي كعبادتهم ( من قبل ) وقد عذبناهم ( وإنا لموفوهم ) مثلهم ( نصيبهم ) حظهم من العذاب ( غير منقوص ) أي تاماً
110. (
ولقد آتينا موسى الكتاب )
التوراة ( فاختلف
فيه ) بالتصديق
والتكذيب كالقرآن (
ولولا كلمة سبقت من ربك )
بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة ( لقضي بينهم ) في الدنيا فيما اختلفوا ( وإنهم ) أي المكذبون به ( لفي شك منه مريب ) موقع في الريبة
111. (
وإنْ ) بالتخفيف
والتشديد ( كلا ) أي كل الخلائق ( لمَا ) ما زائدة واللام موطئة لقسم مقدر أو فارقة ، وفي
قراءة بتشديد لمَّا بمعنى إلا فإن نافية ( ليوفينهم ربك أعمالهم ) أي جزاءها ( إنه بما يعملون خبير ) عالم ببواطنه كظواهره
112. (
فاستقم ) على العمل
بأمر ربك والدعاء إليه (
كما أمرت ) وليستقم ( ومن تاب ) آمن ( معك ولا تطغوا ) تجاوزوا حدود الله ( إنه بما تعملون بصير ) فيجازيكم
113. (
ولا تركنوا ) تميلوا ( إلى الذين ظلموا ) بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم ( فتمسكم ) تصيبكم ( النار وما لكم من دون الله ) أي غيره ( من )
زائدة ( أولياء ) يحفظونكم منه ( ثم لا تنصرون ) تمنعون من عذابه
114. (
وأقم الصلاة طرفي النهار )
الغداة والعشي أي : الصبح والظهر والعصر ( وزلفاً ) جمع زلفة أي طائفة ( من الليل ) المغرب والعشاء ( إن الحسنات ) كالصلوات الخمس ( يذهبن السيئات ) الذنوب الصغائر ، نزلت فيمن قبَّل أجنبية فأخبره
النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال أَلِيَ هذا ؟ فقال : « لجميع أمتي كلهم » رواه الشيخان ( ذلك ذكرى للذاكرين ) عظة للمتعظين
115. (
واصبر ) يا محمد على
أذى قومك أو على الصلاة (
فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )
بالصبر على الطاعة
116. (
فلولا ) فهلا ( كان من القرون ) الأمم الماضية ( من قبلكم أولوا بقية ) أصحاب دين وفضل ( ينهون عن الفساد في الأرض ) المراد به النفي أي ما كان فيهم ذلك ( إلا ) لكن
( قليلا ممن
أنجينا منهم ) نهوا فنجوا
ومن للبيان ( واتبع
الذين ظلموا ) بالفساد
وترك النهي ( ما أترفوا
) نعموا ( فيه وكانوا مجرمين )
117. (
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم ) منه
لها ( وأهلها
مصلحون ) مؤمنون
118. (
ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) أهل دين واحد ( ولا يزالون مختلفين ) في الدين
119. (
إلا من رحم ربك )
أراد لهم الخير فلا يختلفون فيه ( ولذلك خلقهم ) أي أهل الاختلاف له وأهل الرحمة لها ( وتمت كلمة ربك ) وهي ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )
120. (
وكلاً ) نُصِب
بنقصُّ وتنوينه عوض عن المضاف إليه أي كل ما يحتاج إليه ( نقص عليك من أنباء الرسل ما ) بدل من كلا ( نثبت ) نطمن ( به فؤادك ) قلبك ( وجاءك في هذه ) الأنباء أو الآيات ( الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكفار
121. (
وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إنا عاملون ) على حالتنا تهديد لهم
122. (
وانتظروا ) عاقبة
أمركم ( إنا
منتظرون ) ذلك
123. (
ولله غيب السماوات والأرض ) أي
علم ما غاب فيهما (
وإليه يرجع ) بالبناء
للفاعل يعود ، وللمفعول يرد (
الأمر كله ) فينتقم ممن
عصى ( فاعبده ) وحده ( وتوكل عليه ) ثق به فإنه كافيك ( وما ربك بغافل عما تعملون ) وإنما يؤخرهم لوقتهم ، وفي قراءة بالفوقانية
12. سورة يوسف
1. (
الر ) الله أعلم
بمراده ( تلك ) هذه الآيات ( آيات الكتاب ) القرآن ، والإضافة بمعنى من ( المبين ) المظهر للحق من الباطل
2. ( إنا
أنزلناه قرآنا عربيا )
بلغة العرب ( لعلكم ) يا أهل مكة ( تعقلون ) تفقهون معانيه
3. (
نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا ) بإيحائنا ( إليك هذا القرآن وإنْ ) مخففة أي وإنه ( كنت من قبله لمن الغافلين )
4. اذكر ( إذ قال يوسف لأبيه ) يعقوب ( يا أبت ) بالكسر دلالة على ألف محذوفة قلبت عن الياء ( إني رأيت ) في المنام ( أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم ) تأكيد ( لي ساجدين ) جمع بالياء والنون للوصف بالسجود الذي هو من صفات
العقلاء
5. (
قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) يحتالون في هلاكك حسداً لعلمهم بتأويلها من أنهم
الكواكب والشمس أمك والقمر أبوك ( إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) ظاهر العداوة
6. (
وكذلك ) كما رأيت ( يجتبيك ) يختارك ( ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ) تعبير الرؤيا ( ويتم نعمته عليك ) بالنبوة ( وعلى آل يعقوب ) أولاده ( كما أتمها ) بالنبوة ( على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم ) بخلقه ( حكيم ) في صنعه بهم
7. (
لقد كان في ) خبر ( يوسف وإخوته ) وهم أحد عشر ( آيات ) عبر ( للسائلين )
8. اذكر ( إذ قالوا ) أي بعض إخوة يوسف لبعضهم ( ليوسف ) مبتدأ ( وأخوه ) شقيقه بنيامين ( أحب ) خبر
( إلى أبينا
منا ونحن عصبة )
جماعة ( إن أبانا
لفي ضلال ) خطأ ( مبين ) بيِّن بإيثارهما علينا
9. (
اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا ) أي
بأرض بعيدة ( يخل لكم
وجه أبيكم ) بأن يقبل
عليكم ولا يلتفت لغيركم (
وتكونوا من بعده ) أي
بعد قتل يوسف أو طرحه (
قوماً صالحين ) بأن تتوبوا
10. (
قال قائل منهم ) هو
يهوذا ( لا تقتلوا
يوسف وألقوه ) اطرحوه ( في غيابة الجب ) مظلم البئر ، وفي قراءة بالجمع ( يلتقطه بعض السيارة ) المسافرين ( إن كنتم فاعلين ) ما أردتم من التفريق فاكتفوا بذلك
11. ( قالوا
يا أبانا مالك لا تأمنَّا على يوسف وإنا له لناصحون ) لقائمون بمصالحه
12. (
أرسله معنا غداً ) إلى
الصحراء ( يرتع
ويلعب ) بالنون
والياء فيهما ينشط ويتسع (
وإنا له لحافظون )
13. (
قال إني ليحزنني أن تذهبوا ) أي
ذهابكم ( به ) لفراقه ( وأخاف أن يأكله الذئب ) المراد به الجنس وكانت أرضهم كثيرة الذئاب ( وأنتم عنه غافلون ) مشغولون
14. (
قالوا لئن ) لام قسم ( أكله الذئب ونحن عصبة ) جماعة ( إنا إذاً لخاسرون ) عاجزون ، فأرسله معهم
15. (
فلما ذهبوا به وأجمعوا )
عزموا ( أن يجعلوه
في غيابة الجب )
وجواب لمَّا محذوف أي فعلوا ذلك بأن نزعوا قميصه بعد ضربه وإهانته وإرادة قتله
وأدلوه فلما وصل إلى نصف البئر ألقوه ليموت فسقط في الماء ، ثم أوى إلى صخرة
فنادوه فأجابهم يظن رحمتهم فأرادوا رضخه بصخرة فمنعهم يهوذا ( وأوحينا إليه ) في الجب وحيَ حقيقة وله سبع عشرة سنة أو دونها تطميناً
لقلبه (
لتنبِّئنَّهم ) بعد اليوم
( بأمرهم ) بصنيعهم ( هذا وهم لا يشعرون ) بك حال الإنباء
16. (
وجاؤوا أباهم عشاء ) وقت
المساء ( يبكون )
17. (
قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق )
نرمي ( وتركنا
يوسف عند متاعنا )
ثيابنا ( فأكله
الذئب وما أنت بمؤمن )
بمصدق ( لنا ولو
كنا صادقين ) عندك
لاتهمتنا في هذه القصة لمحبة يوسف فكيف وأنت تسيء الظن بنا
18. (
وجاؤوا على قميصه )
محله نصب على الظرفية أي فوقه (
بدم كذب ) أي ذي كذب
بأن ذبحوا سخلة ولطخوه بدمها وذهلوا عن شقه وقالوا إنه دمه ( قال )
يعقوب لما رآه صحيحاً وعلم كذبهم ( بل سولت ) زينت ( لكم أنفسكم أمراً ) ففعلتموه به ( فصبر جميل ) لا جزع فيه ، وهو خبر مبتدأ محذوف أي أمري ( والله المستعان ) المطلوب منه العون ( على ما تصفون ) تذكرون من أمر يوسف
19. (
وجاءت سيارة ) مسافرون من
مدين إلى مصر فنزلوا قريبا من جب يوسف ( فأرسلوا واردهم ) الذي يرد الماء ليستقي منه ( فأدلى ) أرسل ( دلوه ) في البئر فتعلق بها يوسف فأخرجه فلما رآه ( قال يا بشراي ) وفي قراءة { بشرى } ونداؤها مجاز أي احضري فهذا وقتك
( هذا غلام ) فعلم به فأتوه ( وأسروه ) أي أخفوا أمره جاعليه ( بضاعة ) بأن قالوا هذا عبدنا أبق وسكت يوسف خوفا من أن يقتلوه
( والله
عليم بما يعملون )
20. (
وشروه ) باعوه منهم
( بثمن بخس ) ناقص ( دراهم معدودة ) عشرين أو اثنين وعشرين ( وكانوا ) أي إخوته ( فيه من الزاهدين ) فجاءت به السيَّارة إلى مصر فباعه الذي اشتراه بعشرين
ديناراً وزوجي نعل وثوبين
21. (
وقال الذي اشتراه من مصر ) وهو
قطفير العزيز (
لامرأته ) زليخا ( أكرمي مثواه ) مقامه عندنا ( عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً ) وكان حصوراً ( وكذلك ) كما نجيناه من القتل والجب وعطفنا عليه قلب العزيز ( مكنَّا ليوسف في الأرض ) أرض مصر حتى بلغ ما بلغ ( ولنعلمه من تأويل الأحاديث ) تعبير الرؤيا عطف على مقدر متعلق بمكنَّا أي لنملكه
أو الواو زائدة (
والله غالب على أمره )
تعالى لا يعجزه شيء (
ولكن أكثر الناس ) وهم
الكفار ( لا يعلمون
) ذلك
22. (
ولما بلغ أشده ) وهو
ثلاثون سنة أو ثلاث (
آتيناه حكماً ) حكمةً ( وعلماً ) فقهاً في الدين قبل أن يبعث نبياً ( وكذلك ) كما جزيناه ( نجزي المحسنين ) لأنفسهم
23. (
وراودته التي هو في بيتها ) هي
زليخا ( عن نفسه ) أي طلبت منه يواقعها ( وغلَّقت الأبواب ) للبيت ( وقالت ) له ( هيت لك ) أي هلَّم ، واللام للتبيين وفي قراءة بكسر الهاء
وأخرى بضم التاء (
قال معاذ الله )
أعوذ بالله من ذلك (
إنه ) الذي
اشتراني ( ربي ) سيدي ( أحسن مثواي ) مقامي فلا أخونه في أهله ( إنه ) أي
الشأن ( لا يفلح
الظالمون ) الزناة
24. (
ولقد همَّت به )
قصدت منه الجماع (
وهم بها ) قصد ذلك ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال ابن عباس مَثُلَ له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته
من أنامله ، وجواب لولا لجامعها ( كذلك ) أريناه البرهان ( لنصرف عنه السوء ) الخيانة ( والفحشاء ) الزنا ( إنه من عبادنا المخلصين ) في الطاعة ، وفي قراءة بكسر اللام أي المختارين
25. (
واستبقا الباب )
بادر إليه يوسف للفرار وهي للتشبث به فأمسكت ثوبه وجذبته إليها ( وقدت ) شقت ( قميصه من دبر وألفيا ) وجدا ( سيدها ) زوجها ( لدى الباب ) فنزهت نفسها ثم ( قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوء ) زنا ( إلا أن يسجن ) يحبس في سجن ( أو عذاب أليم ) مؤلم بأن يضرب
26. (
قال ) يوسف
متبرئاً ( هي
راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها ) ابن عمها رُوي أنه كان في المهد فقال ( إن كان قميصه قد من قبل ) قدام ( فصدقت وهو من الكاذبين )
27. (
وإن كان قميصه قد من دبر ) خلف
( فكذبت وهو
من الصادقين )
28. (
فلما رأى ) زوجها ( قميصه قُدَّ من دبر قال إنه ) أي قولك { ما جزاء من أراد } الخ ( من كيدكن ) أيها النساء ( إن كيدكن عظيم )
29. ثم قال يا ( يوسف أعرض عن هذا ) الأمر ولا تذكره لئلا يشيع ( واستغفري ) يا زليخا ( لذنبك إنك كنت من الخاطئين ) الآثمين ، واشتهر الخبر وشاع
30. (
وقال نسوة في المدينة )
مدينة مصر ( امرأة
العزيز تراود فتاها )
عبدها ( عن نفسه
قد شغفها حباً )
تمييز أي دخل حبه شغاف قلبها أي غلافه ( إنا لنراها في ضلال ) أي في خطأ ( مبين ) بين بحبها إياه
31. (
فلما سمعت بمكرهن )
غيبتهن لها ( أرسلت
إليهن وأعتدت ) أعدت ( لهن متكأً ) طعاماً يقطع بالسكين للاتكاء عنده وهو الأترج ( وآتت ) أعطت ( كل واحدة منهن سكيناً وقالت ) ليوسف ( اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه ) أعظمنه ( وقطعن أيديهن ) بالسكاكين ولم يشعرن بالألم لشغل قلبهن بيوسف ( وقلن حاش لله ) تنزيهاً له ( ما هذا ) أي يوسف ( بشراً إن ) ما ( هذا إلا ملك كريم ) لما حواه من الحسن الذي لا يكون عادة في النسمة
البشرية وفي الحديث « أنه
أعطي شطر الحسن »
32. (
قالت ) امرأة
العزيز لما رأت ما حل بهن (
فذلكن ) فهذا هو ( الذي لمتنَّني فيه ) في حبه بيان لعذرها ( ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) امتنع ( ولئن لم يفعل ما آمره ) به ( ليسجنن وليكوناً من الصاغرين ) الذليلين فقلن له أطع مولاتك
33. (
قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب ) أمل ( إليهن وأكن ) أصير ( من الجاهلين ) المذنبين ، والقصد بذلك الدعاء فلذا قال تعالى
34. (
فاستجاب له ربه )
دعاءه ( فصرف عنه
كيدهن إنه هو السميع )
للقول ( العليم ) بالفعل
35. ( ثم
بدا ) ظهر ( لهم من بعد ما رأوا الآيات ) الدالات على براءة يوسف أن يسجنوه دل على هذا ( ليسجننه حتى ) إلى ( حين )
ينقطع فيه كلام الناس فسجن
36. (
ودخل معه السجن فتيان )
غلامان للملك أحدهما ساقيه والآخر صاحب طعامه فرأياه يعبِّر الرؤيا فقالا
لنختبرنَّه ( قال
أحدهما ) وهو الساقي
( إني أراني
أعصر خمرا ) أي عنبا ( وقال الآخر ) وهو صاحب الطعام ( إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا ) خبزنا ( بتأويله ) بتعبيره ( إنا نراك من المحسنين )
37. (
قال ) لهما
مخبراً أنه عالم بتعبير الرؤيا ( لا
يأتيكما طعام ترزقانه ) في
منامكما ( إلا
نبأتكما بتأويله ) في
اليقظة ( قبل أن
يأتيكما ) تأويله ( ذلكما مما علمني ربي ) فيه حث على إيمانهما ثم قواه بقوله ( إني تركت ملة ) دين ( قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون )
38. (
واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان ) ينبغي ( لنا أن نشرك بالله من ) زائدة ( شيء )
لعصمتنا ( ذلك ) التوحيد ( من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس ) وهم الكفار ( لا يشكرون ) الله فيشركون ثم صرح بدعائهما إلى الإيمان فقال
39. ( يا
صاحبي ) ساكني ( السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) خير ؟ استفهام تقرير
40. ( ما
تعبدون من دونه ) أي
غيره ( إلا أسماء
سميتموها ) سميتم بها
أصناماً ( أنتم
وآباؤكم ما أنزل الله بها )
بعبادتها ( من سلطان ) حجة وبرهان ( إن ) ما
( الحكم ) القضاء ( إلا لله ) وحده ( أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك ) التوحيد ( الدين القيِّم ) المستقيم ( ولكن أكثر الناس ) وهم الكفار ( لا يعلمون ) ما يصيرون إليه من العذاب فهم يشركون
41. ( يا
صاحبي السجن أما أحدكما ) اي
الساقي فيخرج بعد ثلاث (
فيسقي ربه ) سيده ( خمراً ) على عادته ( وأما الآخر ) فيخرج بعد ثلاث ( فيصلب فتأكل الطير من رأسه ) هذا تأويل رؤياكما فقالا ما رأينا شيئاً فقال ( قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) سألتما عنه صدقتما أم كذبتما
42. (
وقال للذي ظن ) أيقن ( أنه ناج منهما ) وهو الساقي ( اذكرني عند ربك ) سيدك فقل له إن في السجن غلاماً محبوساً ظلماً فخرج ( فأنساه ) أي الساقي ( الشيطان ذكر ) يوسف عند ( ربه فلبث ) مكث يوسف ( في السجن بضع سنين ) قيل سبعاً وقيل اثنتي عشرة
43. (
وقال الملك ) ملك مصر
الريان بن الوليد (
إني أرى ) أي رأيت ( سبع بقرات سمان يأكلهن ) يبتلعهن ( سبع ) من
البقر ( عجاف ) جمع عجفاء ( وسبع سنبلات خضر وأخر ) أي سبع سنبلات ( يابسات ) قد التوت على الخضر وعلت عليها ( يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي ) بينوا لي تعبيرها ( إن كنتم للرؤيا تعبرون ) فاعبروها لي
44. (
قالوا ) هذه ( أضغاث ) أخلاط ( أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين )
45. (
وقال الذي نجا منهما ) أي
من الفتيين وهو الساقي (
وادَّكر ) فيه إبدال
التاء في الأصل دالاً وإدغامها في الدال أي تذكر يوسف ( بعد أمة ) حين قال ( أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون ) فأرسلوه فأتى يوسف فقال :
46. يا (
يوسف أيها الصديق )
الكثير الصدق (
أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع
إلى الناس ) أي الملك
وأصحابه ( لعلهم
يعلمون ) تعبيرها
47. (
قال تزرعون ) أي ازرعوا
( سبع سنين
دأباً ) متتابعة
وهي تأويل السبع السمان (
فما حصدتم فذروه ) أي
اتركوه ( في سنبله ) لئلا يفسد ( إلا قليلا مما تأكلون ) فادرسوه
48. ( ثم
يأتي من بعد ذلك ) أي
السبع المخصبات (
سبع شداد ) مجدبات
صعاب وهي تأويل السبع العجاف (
يأكلن ما قدمتم لهن ) من
الحب المزروع في السنين المخصبات أي تأكلونه فيهن ( إلا قليلاً مما تحصنون )
49. ( ثم
يأتي من بعد ذلك ) أي
السبع المجدبات (
عام فيه يغاث الناس )
بالمطر ( وفيه
يعصرون ) الأعناب
وغيرها لخصبه
50. (
وقال الملك ) لما جاءه
الرسول وأخبره بتأويلها (
ائتوني به ) أي الذي
عبرها ( فلما جاءه
) أي يوسف ( الرسول ) وطلبه للخروج ( قال )
قاصداً إظهار براءته (
ارجع إلى ربك فاسأله ) أن
يسأل ( ما بال ) حال ( النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي ) سيدي ( بكيدهن عليم ) فرجع فأخبر الملك فجمعهن
51. (
قال ما خطبكن ) شأنكن ( إذ راودتن يوسف عن نفسه ) هل وجدتن منه ميلاً إليكن ( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز
الآن حصحص ) وضح ( الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ) في قوله { هي راودتني عن نفسي } فاخبر يوسف بذلك فقال
:
52. (
ذلك ) أي طلب
البراءة ( ليعلم ) العزيز ( أني لم أخنه ) في أهله ( بالغيب ) حال ( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ) ثم تواضع لله فقال :