24. ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا ) هم ( إنا هاهنا قاعدون قال ) عن القتال

25. ( قال ) موسى حينئذ ( رب إني لا أملك إلا نفسي و ) إلا ( أخي ) ولا أملك غيرهما فأجبرهم على الطاعة ( فافرق ) فافصل ( بيننا وبين القوم الفاسقين )

26. ( قال ) تعالى له ( فإنها ) أي الأرض المقدسة ( محرمة عليهم ) أن يدخلوها ( أربعين سنة يتيهون ) يتحيرون ( في الأرض ) وهي تسعة فراسخ قاله ابن عباس ( فلا تأسَ ) تحزن ( على القوم الفاسقين ) روي أنهم كانوا يسيرون جادين فاذا أصبحوا إذا هم في الموضع الذي ابتدؤوا منه ويسيرون النهار كذلك حتى انقرضوا كلهم إلا من لم يبلغ العشرين ، قيل وكانوا ستمائة ألف ومات هارون وموسى في التيه وكان لهما رحمة وعذابا لأولئك وسأل موسى ربه عند موته أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر فأدناه كما في الحديث ونبئ يوشع بعد الأربعين وأمر بقتال الجبارين فسار بمن بقي معه وقاتلهم وكان يوم الجمعة ووقفت له الشمس ساعة حتى فرغ من قتالهم ، وروى أحمد في مسنده حديث « إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس »

27. ( واتل ) يا محمد ( عليهم ) على قومك ( نبأ ) خبر ( ابني آدم ) هابيل وقابيل ( بالحق ) متعلق بـ اتل ( إذ قربا قربانا ) إلى الله وهو كبش لهابيل وزرع لقابيل ( فتقبل من أحدهما ) وهو هابيل بأن نزلت نار من السماء فأكلت قربانه ( ولم يتقبل من الآخر ) وهو قابيل فغضب وأضمر الحسد في نفسه إلى أن حج آدم ( قال ) له ( لأقتلنك ) قال: لم ؟ قال: لتقبل قربانك دوني ( قال إنما يتقبل الله من المتقين )

28. ( لئن ) لام القسم ( بسطت ) مددت ( إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يَدِيَ إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) في قتلك

29. ( إني أريد أن تبوء ) ترجع ( بإثمي ) بإثم قتلي ( وإثمك ) الذي ارتكبته من قبل ( فتكون من أصحاب النار ) ولا أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم ، قال تعالى ( وذلك جزاء الظالمين )

30. ( فطوعت ) زينت ( له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح ) فصار ( من الخاسرين ) بقتله ولم يدر ما يصنع به لأنه أول ميت على وجه الأرض من بني آدم فحمله على ظهره

31. ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ) ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى واراه ( ليريه كيف يواري ) يستر ( سوأة ) جيفة ( أخيه قال يا ويلتى أعجزت ) عن ( أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين ) على حمله وحفر له وواراه