46. ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا ) تختلفوا فيما بينكم ( فتفشلوا ) تجبنوا ( وتذهب ريحكم ) قوتكم ودولتكم ( واصبروا إن الله مع الصابرين ) بالنصر والعون

47. ( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم ) ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها ( بطراً ورئاء الناس ) حيث قالوا لا نرجع حتى نشرب الخمر وننحر الجزور وتضرب علينا القيان ببدر فيتسامع بذلك الناس ( ويصدون ) الناس ( عن سبيل الله والله بما يعملون ) بالياء والتاء ( محيطٌ ) علماً فيجازيهم به

48. ( و ) اذكر ( إذ زين لهم الشيطان ) إبليس ( أعمالهم ) بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر ( وقال ) لهم ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ) من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية ( فلما تراءت ) التقت ( الفئتان ) المسلمة والكافرة ورأى الملائكة وكان يده في يد الحارث بن هشام ( نكص ) رجع ( على عقبيه ) هارباً ( وقال ) لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال ( إني بريء منكم ) من جواركم ( إني أرى ما لا ترون ) من الملائكة ( إني أخاف الله ) أن يهلكني ( والله شديد العقاب )

49. ( إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ) ضعف اعتقاد ( غرَّ هؤلاء ) أي المسلمين ( دينهم ) إذ خرجوا مع قلتهم يقاتلون الجمع الكثير توهماً أنهم ينصرون بسببه قال تعالى في جوابهم ( ومن يتوكل على الله ) يثق به يغلب ( فإن الله عزيز ) غالب على أمره ( حكيم ) في صنعه

50. ( ولو ترى ) يا محمد ( إذ يتوفى ) بالياء والتاء ( الذين كفروا الملائكة يضربون ) حال ( وجوههم وأدبارهم ) بمقامع من حديد ويقولون لهم ( وذوقوا عذاب الحريق ) أي النار ، وجواب لو : لرأيت أمراً عظيماً

51. ( ذلك ) التعذيب ( بما قدمت أيديكم ) عبر بها دون غيرها لأن أكثر الأفعال تزاول بها ( وأن الله ليس بظلام ) أي بذي ظلم ( للعبيد ) فيعذبهم بغير ذنب

52. دأبُ هؤلاء ( كدأب ) كعادة ( آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله ) بالعقاب ( بذنوبهم ) جملة كفروا وما بعدها مفسرة لما قبلها ( إن الله قوي ) على ما يريده ( شديد العقاب )