6

6. ( إن الذين كفروا ) كأبي جهل وأبي لهب ونحوهما ( سواء عليهم أأنذرتهم ) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المُسَهَّلَة والأخرى وتركه ( أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) لعلم الله منهم ذلك فلا تطمع في إيمانهم ، والإنذار إعلام مع تخويف

7. ( ختم الله على قلوبهم ) طبع عليها واستوثق فلا يدخلها خير ( وعلى سمعهم ) أي مواضعه فلا ينتفعون بما يسمعونه من الحق ( وعلى أبصارهم غشاوة ) غطاء فلا يبصرون الحق ( ولهم عذاب عظيم ) قوي دائم

8. ونزل في المنافقين : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر ) أي يوم القيامة لأنه آخر الأيام ( وما هم بمؤمنين ) روعي فيه معنى من ، وفي ضمير يقول لفظها

9. ( يخادعون الله والذين آمنوا ) بإظهار خلاف ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامه الدنيوية ( وما يخادعون إلا أنفسهم ) لأن وبال خداعهم راجع إليهم فيفتضحون في الدنيا بإطلاع الله نبيه على ما أبطنوه ويعاقبون في الآخرة ( وما يشعرون ) يعلمون أن خداعهم لأنفسهم والمخادعة هنا من واحد كعاقبت اللص وذكر الله فيها تحسين ، وفي قراءة وما يخدعون

10. ( في قلوبهم مرض ) شك ونفاق فهو يمرض قلوبهم أي يضعفها ( فزادهم الله مرضا ) بما أنزله من القرآن لكفرهم به ( ولهم عذاب أليم ) مؤلم ( بما كانوا يكذبون ) بالتشديد أي نبيَّ الله ، وبالتخفيف أي قولهم آمنا

11. ( وإذا قيل لهم ) أي لهؤلاء ( لا تفسدوا في الأرض ) بالكفر والتعويق عن الإيمان ( قالوا إنما نحن مصلحون ) وليس ما نحن فيه بفساد.

12. قال الله تعالى رداً عليهم : ( ألا ) للتنبيه ( إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) بذلك

13. ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ) أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ) الجهال أي لا نفعل كفعلهم قال تعالى ردا عليهم: ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) ذلك

14. ( وإذا لقوا ) أصله لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء لالتقائها ساكنة مع الواو ( الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا ) منهم ورجعوا ( إلى شياطينهم ) رؤسائهم ( قالوا إنا معكم ) في الدين ( إنما نحن مستهزئون ) بهم بإظهار الإيمان

15. ( الله يستهزئ بهم ) يجازيهم باستهزائهم ( ويمدهم ) يمهلهم ( في طغيانهم ) بتجاوزهم الحد في الكفر ( يعمهون ) يترددون تحيرا حال

16. ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ) أي استبدلوها به ( فما ربحت تجارتهم ) أي ما ربحوا فيها بل خسروا لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم ( وما كانوا مهتدين ) فيما فعلوا