211. ( سل ) يا محمد ( بني إسرائيل ) تبكيتاً ( كم آتيناهم ) كم استفهامية معلقة سل عن المفعول الثاني وهي ثاني مفعول آتينا ومميزها ( من آية بينة ) ظاهرة كفلق البحر وإنزال المن والسلوى فبدلوها كفرا ( ومن يبدل نعمة الله ) أي ما أنعم به عليه من الآيات لأنها سبب الهداية ( من بعد ما جاءته ) كفراً ( فإن الله شديد العقاب ) له

212. ( زُين للذين كفروا ) من أهل مكة ( الحياة الدنيا ) بالتمويه فأحبوها ( و ) هم ( يسخرون من الذين آمنوا ) لفقرهم كبلال وعمار وصهيب أي يستهزئون بهم ويتعالون عليهم بالمال ( والذين اتقوا ) الشرك وهم هؤلاء ( فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب ) أي رزقاً واسعاً في الآخرة أو الدنيا بأن يملك المسخور منهم أموال الساخرين ورقابهم

213. ( كان الناس أمة واحدة ) على الإيمان فاختلفوا بأن آمن بعض وكفر بعض ( فبعث الله النبيين ) إليهم ( مبشرين ) من آمن بالجنة ( ومنذرين ) من كفر بالنار ( وأنزل معهم الكتاب ) بمعنى الكتب ( بالحق ) متعلق بأنزل ( ليحكم ) به ( بين الناس فيما اختلفوا فيه ) من الدين ( وما اختلف فيه ) أي الدين ( إلا الذين أوتوه ) أي الكتاب فآمن بعض وكفر بعض ( من بعد ما جاءتهم البينات ) الحجج الظاهرة على التوحيد ، ومِن متعلقة بـ اختلف وهي وما بعدها مقدم على الاستثناء في المعنى ( بغياً ) من الكافرين ( بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من ) للبيان ( الحق بإذنه ) بإرادته ( والله يهدي من يشاء ) هدايته ( إلى صراط مستقيم ) طريق الحق

214. ونزل في جهد أصاب المسلمين ( أم ) بل أ ( حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما ) لم ( يأتكم مثل ) شبه ما أتى ( الذين خلوا من قبلكم ) من المؤمنين من المِحَن فتصبروا كما صبروا ( مستهم ) جملة مستأنفة مبينة ما قبلها ( البأساء ) شدة الفقر ( والضراء ) المرض ( وزُلزلوا ) أزعجوا بأنواع البلاء ( حتى يقولَ ) بالنصب والرفع أي قال ( الرسول والذين آمنوا معه ) استبطاء للنصر لتناهي الشدة عليهم ( متى ) يأتي ( نصر الله ) الذي وُعِدناه فأُجيبوا من قبل الله ( ألا إن نصر الله قريب ) إتيانه

215. ( يسألونك ) يا محمد ( ماذا ينفقون ) أي الذي ينفقونه ، والسائل عمرو بن الجموح وكان شيخا ذا مال فسأل صلى الله عليه وسلم عما ينفق وعلى من ينفق ( قل ) لهم ( ما أنفقتم من خير ) بيانٌ لما شامل للقليل والكثير وفيه بيان المنفق الذي هو أحد شقي السؤال وأجاب عن المصرف الذي هو الشق الآخر بقوله: ( فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل ) أي هم أولى به ( وما تفعلوا من خير ) إنفاق أو غيره ( فإن الله به عليم ) فمجاز عليه