6. ( ونمكن لهم في الأرض ) أرض مصر والشام ( ونري فرعون وهامان وجنودهما ) وفي قراءة ويرى بفتح التحتانية والراء ورفع الأسماء الثلاثة ( منهم ما كانوا يحذرون ) يخافون من المولود الذي يذهب ملكهم على يديه

7. ( وأوحينا ) وحي إلهام أو منام ( إلى أم موسى ) وهو المولود المذكور ولم يشعر بولادته غير أخته ( أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ) البحر أي النيل ( ولا تخافي ) غرقه ( ولا تحزني ) لفراقه ( إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) فأرضعته ثلاثة أشهر لا يبكي وخافت عليه فوضعته في تابوت مطلي بالقار من داخل ممهد له فيه وأغلقته وألقته في بحر النيل ليلا

8. ( فالتقطه ) بالتابوت صبيحة الليل ( آل ) أعوان ( فرعون ) فوضعوه بين يديه وفتح وأخرج موسى منه وهو يمص من إبهامه لبنا ( ليكون لهم ) في عاقبة الأمر ( عدوا ) يقتل رجالهم ( وحزنا ) يستعبد نساءهم وفي قراءة بضم الحاء وسكون الزاي لغتان في المصدر وهو هنا بمعنى اسم الفاعل من حزنه كأحزنه ( إن فرعون وهامان ) وزيره ( وجنودهما كانوا خاطئين ) من الخطيئة أي عاصين فعوقبوا على يديه

9. ( وقالت امرأة فرعون ) وقد هم مع أعوانه بقتله هو ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) فأطاعوها ( وهم لا يشعرون ) بعاقبة أمرهمم معه

10. ( وأصبح فؤاد أم موسى ) لما علمت بالتقاطه ( فارغا ) مما سواه ( إن ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي إنها ( كادت لتبدي به ) بأنه ابنها ( لولا أن ربطنا على قلبها ) بالصبر أي سكناه ( لتكون من المؤمنين ) المصدقين بوعد الله وجواب لولا دل عليه ما قبله

11. ( وقالت لأخته ) مريم ( قصيه ) اتبعي أثره حتى تعلمي خبره ( فبصرت به ) أبصرته ( عن جنب ) من مكان بعيد اختلاسيا ( وهم لا يشعرون ) أنها اخته وأنها ترقبه

12. ( وحرمنا عليه المراضع من قبل ) قبل رده إلى أمه أي منعناه من قبول ثدي مرضعة غير أمه فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له ( فقالت ) اخته ( هل أدلكم على أهل بيت ) لما رأت حنوهم عليه ( يكفلونه لكم ) بالارضاع وغيره ( وهم له ناصحون ) وفسرت ضمير له بالملك جوابا لهم فأجيبت فجاءت بأمه فقبل ثديها وأجابتهم عن قبوله بأنها طيبة الريح طبية اللبن فاذن لها في إرضاعه في بيتها فرجعت به

13. ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ) بلقائه ( ولا تحزن ) حينئذ ( ولتعلم أن وعد الله ) برده إليها ( حق ولكن أكثرهم ) الناس ( لا يعلمون ) بهذا الوعد ولا بأن هذه اخته وهذه أمه فمكث عندها إلى أن فطمته وأجرى عليها اجرتها لكل يوم دينار وأخذتها لأنها مال حر بي فأتت به فرعون فتربى عنده كما قال تعالى حكاية عنه في سورة الشعراء ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين