23. ( ألم تر ) تنظر ( إلى الذين أوتوا نصيبا ) حظا ( من الكتاب ) التوراة ( يدعون ) حال ( إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) عن قبول حكمه نزل في اليهود زنى منهم اثنان فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحكم عليهما بالرجم فأبوا فجيء بالتوراة فوجد فيها فرجما فغضبوا

24. ( ذلك ) التولي والإعراض ( بأنهم قالوا ) أي بسبب قولهم ( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ) أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول عنهم ( وغرهم في دينهم ) متعلق بقوله ( ما كانوا يفترون ) من قولهم ذلك

25. ( فكيف ) حالهم ( إذا جمعناهم ليوم ) أي في يوم ( لا ريب ) لا شك ( فيه ) هو يوم القيامة ( ووفيت كل نفس ) من أهل الكتاب وغيرهم جزاء ( ما كسبت ) عملت من خير وشر ( وهم ) أي الناس ( لا يظلمون ) بنقص حسنة أو زيادة سيئة

26. ونزلت لما وعد صلى الله عليه وسلم أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون هيهات: ( قل اللهم ) يا الله ( مالك الملك تؤتي ) تعطي ( الملك من تشاء ) من خلقك ( وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء ) بإيتائه ( وتذل من تشاء ) بنزعه منه ( بيدك ) بقدرتك ( الخير ) أي والشر ( إنك على كل شيء قدير )

27. ( تولج ) تدخل ( الليل في النهار وتولج النهار ) تدخله ( في الليل ) فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر ( وتخرج الحي من الميت ) كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة ( وتخرج الميت ) كالنطفة والبيضة ( من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ) أي رزقا واسعا

28. ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء ) يوالونهم ( من دون ) أي غير ( المؤمنين ومن يفعل ذلك ) أي يواليهم ( فليس من ) دين ( الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ) مصدر تقيته أي تخافوا مخافة فلكم موالاتهم باللسان دون القلب وهذا قبل عزة الإسلام ويجري فيمن هو في بلد ليس قويا فيها ( ويحذركم ) يخوفكم ( الله نفسه ) أن يغضب عليكم إن واليتموهم ( وإلى الله المصير ) المرجع فيجازيكم

29. ( قل ) لهم ( إن تخفوا ما في صدوركم ) قلوبكم من موالاتهم ( أو تبدوه ) تظهروه ( يعلمه الله و ) هو ( يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير ) ومنه تعذيب من والاهم