تفسير الجلالين لصفحة رقم 7 القرآن الكريم
38. ( قلنا اهبطوا منها ) من الجنة ( جميعا ) كرره ليعطف عليه ( فإمَّا ) فيه إدغام نون إنْ الشرطية في ما الزائدة ( يأتينكم مني هدى ) كتاب ورسول ( فمن تبع هداي ) فآمن بي وعمل بطاعتي ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) في الآخرة أن يدخلوا الجنة
39. ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) كتبنا ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ماكثون أبدا لا يفنون ولا يخرجون
40. ( يا بني إسرائيل ) أولاد يعقوب ( اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) أي على آبائكم من الإنجاء من فرعون و فلق البحر و
تظليل الغمام و غير ذلك بأن تشكروها بطاعتي ( وأوفوا بعهدي ) الذي عهدته إليكم من الإيمان بمحمد ( أوف بعهدكم ) الذي عهدت إليكم من الثواب عليه بدخول الجنة ( وإياي فارهبون ) خافون في ترك الوفاء به دون غيري
41. ( وآمنوا بما أنزلت ) من القرآن ( مصدقا لما معكم ) من التوراة بموافقته له في التوحيد والنبوة ( ولا تكونوا أول كافر به ) من أهل الكتاب لأن خلفكم تبع لكم فإثمهم عليكم ( ولا تشتروا ) تستبدلوا ( بآياتي ) التي في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم ( ثمنا قليلا ) عرضا يسيرا من الدنيا أي لا تكتموها خوف فوات ما
تأخذونه من سلفتكم (
وإياي فاتقون ) خافون في
ذلك دون غيري
42. (
ولا تلبسوا ) تخلطوا ( الحق ) الذي أنزلت عليكم ( بالباطل ) الذي تفترونه ولا ( وتكتموا الحق ) نعت محمد ( وأنتم تعلمون ) أنه الحق
43. (
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) صلّوا مع المصلين محمد وأصحابه ، ونزل في علمائهم
وكانوا يقولون لأقربائهم المسلمين اثبتوا على دين محمد فإنه حق
44. (
أتأمرون الناس بالبر )
بالإيمان بمحمد (
وتنسون أنفسكم )
تتركونها فلا تأمرونها به (
وأنتم تتلون الكتاب )
التوراة وفيها الوعيد على مخالفة القول العمل ( أفلا تعقلون ) سوءَ فعلِكم فترجعون ، فجملة النسيان محل الاستفهام
الإنكاري
45. (
واستعينوا ) اطلبوا
المعونة على أموركم (
بالصبر ) الحبس
للنفس على ما تكره (
والصلاة ) أفردها
بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث « كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة
» وقيل الخطاب
لليهود لما عاقهم عن الإيمان الشره وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم لأنه يكسر
الشهوة ، والصلاة لأنها تورث الخشوع وتنفي الكبر ( وإنها ) أي الصلاة ( لكبيرة ) ثقيلة ( إلا على الخاشعين ) الساكنين إلى الطاعة
46. (
الذين يظنون ) يوقنون ( أنهم ملاقوا ربهم ) بالبعث ( وأنهم إليه راجعون ) في الآخرة فيجازيهم
47. ( يا
بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) بالشكر عليها بطاعتي ( وأني فضلتكم ) أي آباءكم ( على العالمين ) عالمي زمانهم [ وعن الشيخ محمود الرنكوسي أن تفضيلهم
على العالمين بكثرة الأنبياء فيهم وفي الحديث : « علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل » أي في الكثرة ]
48. (
واتقوا ) خافوا ( يوما لا تجزي ) فيه ( نفس عن نفس شيئاً ) وهو يوم القيامة ( ولا يقبل ) بالتاء والياء ( منها شفاعة ) أي ليس لها شفاعة فتقبل { فما لنا من شافعين } ( ولا يؤخذ منها عدلٌ ) فداءٌ ( ولا هم ينصرون ) يمنعون من عذاب الله