158. ( ولئن ) لام قسم ( مُتم ) بالوجهين ( أو قتلتم ) في الجهاد وغيره ( لإلى الله ) لا إلى غيره ( تحشرون ) في الآخرة فيجازيكم

159. ( فبما رحمة من الله لنت ) يا محمد ( لهم ) أي سهلت أخلاقك إذ خالفوك ( ولو كنت فظاً ) سيِّء الأخلاق ( غليظ القلب ) جافيا فأغلظت لهم ( لانفضوا ) تفرقوا ( من حولك فاعف ) تجاوز ( عنهم ) ما أتوه ( واستغفر لهم ) ذنبهم حتى أغفر لهم ( وشاورهم ) استخرج آراءهم ( في الأمر ) أي شأنك من الحرب وغيره تطييبا لقلوبهم وليستن بك وكان صلى الله عليه وسلم كثير المشاورة لهم ( فإذا عزمت ) على إمضاء ما تريد بعد المشاورة ( فتوكل على الله ) ثق بعد المشاورة ( إن الله يحب المتوكلين ) عليه

160. ( إن ينصركم الله ) يعنكم على عدوكم كيوم بدر ( فلا غالب لكم وإن يخذلكم ) يترك نصركم كيوم أحد ( فمن ذا الذي ينصركم من بعده ) أي بعد خذلانه أي لا ناصر لكم ( وعلى الله ) لا غيره ( فليتوكل ) ليثق ( المؤمنون )

161. ونزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس: لعل النبي أخذها ( وما كان ) ما ينبغي ( لنبي أن يَغُل ) يخون في الغنيمة فلا تظنوا به ذلك ، وفي قراءة بالبناء للمفعول أن ينسب إلى الغلول ( ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) حاملاً له على عنقه ( ثم توفى كل نفس ) الغال وغيره جزاء ( ما كسبت ) عملت ( وهم لا يظلمون ) شيئا

162. ( أفمن اتبع رضوان الله ) فأطاع ولم يغل ( كمن باء ) رجع ( بسخط من الله ) لمعصيته وغلوله ( ومأواه جهنم وبئس المصير ) أي المرجع ؟ والجواب: لا

163. ( هم درجات ) أي أصحاب درجات ( عند الله ) أي مختلفو المنازل فلمن اتبع رضوانه الثواب ولمن باء بسخطه العقاب ( والله بصير بما يعملون ) فيجازيهم به

164. ( لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) أي عربيا مثلهم ليفهموا عنه ويشرفوا به لا ملكاً ولا أعجمياً ( يتلو عليهم آياته ) القرآن ( ويزكيهم ) يطهرهم من الذنوب ( ويعلمهم الكتاب ) القرآن ( والحكمة ) السنة ( وإن ) مخففة أي إنهم ( كانوا من قبل ) أي قبل بعثه ( لفي ضلال مبين ) بيِّن

165. ( أو لما أصابتكم مصيبة ) بأحد بقتل سبعين منكم ( قد أصبتم مثليها ) ببدر بقتل سبعين وأسر سبعين منهم ( قلتم ) متعجبين ( أنى ) من أين لنا ( هذا ) الخذلان ونحن مسلمون ورسول الله فينا ، الجملة الأخيرة محل الاستفهام الإنكاري ( قل ) لهم ( هو من عند أنفسكم ) لأنكم تركتم المركز فخذلتم ( إن الله على كل شيء قدير ) ومنه النصر ومنعه وقد جازاكم بخلافكم