4. سورة النساء [ مدنية وآياتها 176 أو 177 نزلت بعد الممتحنة ]

1. ( يا أيها الناس ) أي أهل مكة ( اتقوا ربكم ) أي عقابه بأن تطيعوه ( الذي خلقكم من نفس واحدة ) آدم ( وخلق منها زوجها ) حواء بالمد من ضلع من أضلاعه اليسرى ( وبث ) فرق ونشر ( منهما ) من آدم وحواء ( رجالاً كثيراً ونساء ) كثيرة ( واتقوا الله الذي تَسَّاءلون ) فيه إدغام التاء في الأصل في السين ، وفي قراءة بالتخفيف بحذفها أي تتساءلون ( به ) فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض: أسألك بالله وأنشدك بالله ( و ) اتقوا ( الأرحام ) أن تقطعوها ، وفي قراءة بالجر عطفا على الضمير في به وكانوا يتناشدون بالرحم ( إن الله كان عليكم رقيبا ) حافظا لأعمالكم فيجازيكم بها ، أي لم يزل متصفا بذلك

2. ونزل في يتيم طلب من وليه ماله فمنعه: ( وآتوا اليتامى ) الصغار الذين لا أب لهم ( أموالهم ) إذا بلغوا ( ولا تتبدلوا الخبيث ) الحرام ( بالطيب ) الحلال أي تأخذوه بدله كما تفعلون من أخذ الجيد من مال اليتيم وجعل الرديء من مالكم مكانه ( ولا تأكلوا أموالَهم ) مضمومةً ( إلى أموالكم إنه ) أي أكلها ( كان حُوباً ) ذنباً ( كبيراً ) عظيماً

3. ولما نزلت تحرَّجوا من ولاية اليتامى وكان فيهم من تحته العشر أو الثمان من الأزواج فلا يعدل بينهن فنزل: ( وإن خفتم أ ) ن ( لا تقسطوا ) تعدلوا ( في اليتامى ) فتحرَّجتم من أمرهم فخافوا أيضا أن لا تعدلوا بين النساء إذا نكحتموهن ( فانكحوا ) تزوجوا ( ما ) بمعنى من ( طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) أي اثنتين اثنتين وثلاثا ثلاثا وأربعا أربعا ولا تزيدوا على ذلك ( فإن خفتم أ ) ن ( لا تعدلوا ) فيهن بالنفقة والقسم ( فواحدة ) انكحوها ( أو ) اقتصروا على ( ما ملكت أيمانكم ) من الإماء إذ ليس لهم من الحقوق ما للزوجات ( ذلك ) أي نكاح الأربع فقط أو الواحدة أو التسري ( أدنى ) أقرب إلى ( ألا تعولوا ) تجوروا

4. ( وآتوا ) أعطوا ( النساء صَدُقاتهن ) جمع صدُقة ، مهورهن ( نِحلةً ) مصدر ، عطية عن طيب نفس ( فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً ) تمييز محول عن الفاعل ، أي طابت أنفسهن لكم عن شيء من الصِداق فوهبنه لكم ( فكلوه هنيئاً ) طيباً ( مريئاً ) محمود العاقبة لا ضرر فيه عليكم في الآخرة ، نزلت رداً على من كرَّه ذلك

5. ( ولا تؤتوا ) أيها الأولياء ( السفهاء ) المبذرين من الرجال والنساء والصبيان ( أموالكم ) أي أموالهم التي في أيديكم ( التي جعل الله لكم قياماً ) مصدر قام ، أي تقوم بمعاشكم وصلاح أولادكم فيضعوها في غير وجهها ، وفي قراءة { قِيَماً } جمع قيمة ، ما تُقَوَّمُ به الأمتعة ( وارزقوهم فيها ) أطعموهم منها ( واكسوهم وقولوا لهم قولاً معروفاً ) عُدوهم عِدة جميلة بإعطائهم أموالهم إذا رشدوا

6. ( وابتلوا ) اختبروا ( اليتامى ) قبل البلوغ في دينهم وتصرفهم في أحوالهم ( حتى إذا بلغوا النكاح ) أي صاروا أهلاً له بالاحتلام أو السن وهو استكمال خمسة عشر سنة عند الشافعي ( فإن آنستم ) أبصرتم ( منهم رُشْداً ) صلاحاً في دينهم ومالهم ( فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها ) أيها الأولياء ( إسرافا ) بغير حق حال ( وبداراً ) أي مبادرين إلى إنفاقها مخافة ( أن يكبروا ) رشداء فيلزمكم تسليمها إليهم ( ومن كان ) من الأولياء ( غنياً فليستعفف ) أي يعف عن مال اليتيم ويمتنع من أكله ( ومن كان فقيراً فليأكل ) منه ( بالمعروف ) بقدر أجرة عمله ( فإذا دفعتم إليهم ) أي إلى اليتامى ( أموالهم فأشهدوا عليهم ) أنهم تسلموها وبرئتم لئلا يقع اختلاف فترجعوا إلى البينة ، وهذا الأمر إرشاد ( وكفى بالله ) الباء زائدة ( حسيباً ) حافظاً لأعمال خلقه ومحاسبهم