تفسير الجلالين لصفحة رقم 18 القرآن الكريم

49. ( و ) اذكروا ( إذ نجيناكم ) أي آباءكم ، والخطاب به وبما بعده للموجودين في زمن نبينا بما أنعم الله على آبائهم تذكيراً لهم بنعمة الله تعالى ليؤمنوا ( من آل فرعون يسومونكم ) يذيقونكم ( سوء العذاب ) أشده والجملة حال من ضمير نجيناكم ( يذبحون ) بيان لما قبله ( أبناءكم ) المولودين ( ويستحيون ) يستبقون ( نساءكم ) لقول بعض الكهنة له إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبباً لذهاب ملكك ( وفي ذلكم ) العذاب أو الإنجاء ( بلاء ) ابتلاء أو إنعام ( من ربكم عظيم )

50. ( و ) اذكروا ( إذ فرقنا ) فلقنا ( بكم ) بسببكم ( البحر ) حتى دخلتموه هاربين من عدوكم ( فأنجيناكم ) من الغرق ( وأغرقنا آل فرعون ) قومه معه ( وأنتم تنظرون ) إلى انطباق البحر عليهم

51. ( وإذ واعدنا ) بألف ودونها ( موسى أربعين ليلة ) نعطيه عند انقضائها التوراة لتعملوا بها ( ثم اتخذتم العجل ) الذي صاغه لكم السامريُّ إلها ( من بعده ) أي بعد ذهابه إلى ميعادنا ( وأنتم ظالمون ) باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها

52. ( ثم عفونا عنكم ) محونا ذنوبكم ( من بعد ذلك ) الاتخاذ ( لعلكم تشكرون ) نعمتنا عليكم

53. ( وإذ آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( والفرقان ) عطف تفسير أي الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام ( لعلكم تهتدون ) به من الضلال

54. ( وإذ قال موسى لقومه ) الذين عبدوا العجل ( يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل ) إلها ( فتوبوا إلى بارئكم ) خالقكم من عبادته ( فاقتلوا أنفسكم ) أي ليقتل البريء منكم المجرم ( ذلكم ) القتل ( خير لكم عند بارئكم ) فوفقكم لفعل ذلك وأرسل عليكم سحابة سوداء لئلا يبصر بعضكم بعضا فيرحمه حتى قتل منكم نحو سبعين ألفا ( فتاب عليكم ) قبل توبتكم ( إنه هو التواب الرحيم )

55. ( وإذ قلتم ) وقد خرجتم مع موسى لتعتذروا إلى الله من عبادة العجل وسمعتم كلامه ( يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) عَيانا ( فأخذتكم الصاعقة ) الصيحة فَمُتُّم ( وأنتم تنظرون ) ما حل بكم

56. ( ثم بعثناكم ) أحييناكم ( من بعد موتكم لعلكم تشكرون ) نعمتنا بذلك

57. ( وظللنا عليكم الغمام ) سترناكم بالسحاب الرقيق من حر الشمس في التيه ( وأنزلنا عليكم ) فيه ( المن والسلوى ) هما الترنجبين والطير السماني بتخفيف الميم والقصر وقلنا : ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ولا تدخروا فكفروا النعمة وادخروا فقطع عنهم ( وما ظلمونا ) بذلك ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) لأن وباله عليهم